اكتشف علماء الأعصاب أن العزف على آلة موسيقية يحفز من نشاط أجزاء من الدماغ بدرجة أكبر من ممارسة أي نشاط آخر، كما أن له ميزة هائلة في خلق وصلات وتفاعلات جديدة بين أجزاء الدماغ المختلفة، فهي تجعلك أكثر ذكاءا وانتباها، ومن المعروف أن هناك أنواع كثيرة ومختلفة من الآلات الموسيقية التي تنتشر في جميع بلاد العالم، فلن تكون مبالغة إذا أجزمنا بأنه لا يوجد بلدة لا تمتلك آلة موسيقية، بل ويمكن أن يكون لكل بلدة منهم آلاتها الخاصة التي تميزها عن باقي البلدان، فدعونا هنا نتعرف على أغرب تلك الآلات الموسيقية.

1. ناي الأنف
تم العثور على هذه الآلة الغريبة في نصف الكرة الشرقي في بولينيزيا وغيرها من المناطق المطلة على المحيط الهادي، ويمكن أيضا العثور عليها في بلاد الهند والصين، وجنوب الصحراء الكبرى بالقارة الإفريقية، ويصنع هذا الناي من قطعة واحدة من الخيرزان وتزود بثلاثة ثقوب لاستخدام الأصابع عند العزف، ويستخدم هذا الناي في الأصل للتعبير عن المغازلة، إلا أنه بمرور الوقت أصبح يرافقه الغناء والهتاف، والرقص أيضا في بعض الأحيان.

2. الهانج
صنعت الهانج أو كما تشتهر باسم طبلة الهانج في عام 2000 من قبل فيليكس رونر وسابينا شارير في برن بسويسرا، تشكل هذا الشكل الغريبة نتيجة تعمق مبتركها في البحث العلمي ورغبته في تطوير المسيقى التي هي عشقه الأول، وغالبا ما كانت تستخدم للأغراض الدينية والاحتفالات الخاصة لاسيما في أوروبا، وتتسم الهانج بسهولة تعلمها، فيمكنك بعد مشاهدة طريقة عزفها مرة واحدة أن تعزف عليها بنفسك فيما بعد.

3. زئير الأسد
تستخدم هذه الآلة على شاكلة سابقتها في الأغراض الدينية والاحتفالات المحدودة، وخاصة في دول أوروبا، فتشارك في الاحتفالات الرومانية للسنة الجديدة، والاحتفالات الإسبانية، كما تستخدم أيضا في مختلف المواكب الدينية الإيطالية، وتعد واحدة من آلات القرع التي يتم إنتاج الصوت منها داخل صندوق اسطواني غالبا ما يكون وعاء، أو مجموعة صغيرة من الأخشاب المرصوصة، ويتم العزف عليها إما بالاحتكاك المباشر مع الإصبع، أو باستخدام العصا الخشبية، أو الحبل المصنوع في أغلب الأوقات من شعر الخيول، ويمكن أن يطلق عليها أيضا اسم طبلة السلسلة.

4. الآلة الوترية
تعد بمثابة الآلة الشعبية التقليدية الخاصة بالشعب الروسي، ولكن على الرغم من هذا إلا أنها تشبة عدد كبير من الآلات الوترية بشرق آسيا مثل دونغ بولا والطنبورة، وقد لاقت هذه الآلة الوترية هجوما شرسا من الكنيسة في روسيا آنذاك وذلك لمحاربتها للموسيقى الشعبية ومحاولاتها العنيفة لحظر انتشار هذه الآلات، ولكن الآلة الوترية صمدت أمام هذا الهجوم وأصبح معدل انتشارها يزداد أكثر وأكثر عما قبل لدرجة أنه بحلول عام 1800 أصبحت جزءا أساسيا من كل منزل في روسيا، إلى أن قام الموسيقار الروسي الشهير فاسيلي اندرييف بتطويرها فأصبح حجمها يتراوح ما بين 20 بوصة إلى حوالي 5.8 قدم.

5. الهارمونيكا الزجاجية
أبدع الفنان بنيامين فرانكلين في تصميم آلة الهارمونيكا الزجاجية التي تعد واحدة من أندر وأغرب الآلات الموسيقية، فهي تشبه في شكلها آلة البخار التي عفا عليها الزمن، استخدمت كثيرا من قبل جورج واشنطن وماري أنطوانيت، كما ظهرت كضيفة شرف بجانب أشهر الفنانين العالميين المشهورين مثل توم ويتس، وديفيد جيلمور، وبيورك، ووروبين هيتشكوك، واستخدمها أيضا أعظم الموسيقيين الكلاسيكيين مثل توماس بلوخ، وبيتهوفن، وموزارت.

6. السيمانترون
لا تتواجد هذه الآلة إلا في بلاد جنوب شرق أوروبا، وتستخدم فقط في الأديرة والكنائس التي تنتمي إلى العقيدة المسيحية الأرثوذكسية، والغرض منها هو تنبية الرهبان والاستدعاء للصلاة، تتميز بتصميم بسيط للغاية وتعتمد على القرع لإصدار صوتها.

7. قيثارة الفك
تعتبر قيثارة الفك من الآلات البسيطة المصنوعة من المعدن والتي تعتمد على الفم في عزفها حيث يعمل بمثابة تجويف الرنين لإنتاج الصوت، ارتبط استخدامها في دول آسيا بالتأمل والتفكر، بينما ارتبط في النمسا بغناء العشاق والغزل، ويبدو أن لها القدرة على إنتاج العديد من الأصوات لذلك تم استخدامها في أفلام كرتون الأطفال.

8. هيدرالوفون
يمكنك العزف عليها إذا كنت على استعداد لإبقاء يديك رطبة لبعض الوقت، فعلى الرغم من أنها قد تبدو معقدة بعض الشيء إلا أنها تشبه فى استخدامها المزمار، أو الساكسفون، أو الباسون، ولكنها تختلف في آلية إنتاج الصوت، حيث يخرج الصوت نتيجة الضغط الهيدروليكي للسوائل، فيتم ضخ المياه في أنبوب منحني مع سلسلة من الثقوب وتستخدم الأصابع للتحكم في لحن الصوت الناتج.

9. الفورن
من الآلات الشعبية الخاصة بالسكان الأصليين الأستراليين، تشبة في شكلها قرن الجاموس البري ولكن بطول 8 – 10 أقدام، وتتجلى أهمية الفورن في استخدامه من قبل سكان المناطق الجبلية في سويسرا للتواصل مع بعضهم البعض والتغلب على المسافات الكبيرة الفاصلة بينهم، وأيضا بين سكان جبال الكاربات للتواصل بين الرعاة وزوجاتهم.

10. القوقع
يعود تاريخ استخدام هذه الآلة إلى العصر الحجري القديم أي إلى ما يعود لأكثر من 12 ألف سنة، فهي تعتبر بمثابة آلة أثرية ثمينة، فقد كانت تستخدم كوسيلة لتنسيق القوات في ساحة المعركة، ولإحياء الاحتفالات الخاصة، كما كانت بمثابة قوة روحية ملهمة بالنسبة لهم أيضا.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.