بين التشكيل والتركيب والتجريد والتصوير بحرينيات يحصدن الجوائز

 أثبتت الفنانات التشكيليات البحرينيات، أنهن قادرات على الريادة والتميز، وأنهن قادرات على تقديم نماذج إبداعية راقية وصياغة المشهد الفني في قوالب متجددة على الدوام، وتقديم أعمال فنية اختارتها لجنة تحكيم معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته الثانية والأربعين لتفوز فنانتان بمسابقته السنوية، التي تتصدر جوائزها، جائزة الدانة

وتقاسمت جائزة الدانة، التي صمم مجسمها الفنان «خليل الهاشمي» وتقدر ب 6000 دينار بحريني، العمل التركيبي «هوية صماء خرسانية» مريم العرب، وحسين الموسوي، إذ يتكون عملهما من جلسة من جذوع النخيل على أرضية إسمنتية تعرض للمشاهد مقاطع فيديو تتناول هوية الإنسان البحريني وثقافته وعلاقتها بحركة التطور العمراني.
وحول فكرة العمل قالت مريم العرب «لسيدتي»: دائماً خلال تجولي في البحرين، أجد انفصالاً ما بين المجتمع المحلي والطبيعة، عندها تساءلت فيما إذا كان التطور العمراني الحالي هو السبب في هذا الفصل، أما حسين الموسوي فتحدث في ذات السياق قائلاً: عندما أزور بعض المناطق القديمة في البحرين أجدها تحتفظ بمقوماتها الطبيعية والبيئية أكثر من المناطق الجديدة التي تضم المباني الشاهقة، وأعتقد أن ذلك يؤثر بطريقة ما على هوية الإنسان، فالهوية ما هي إلا مجموعة المتغيرات التي تحيط بالإنسان ويتفاعل معها على الدوام ومنها العمران، ومن هنا، فإن «هوية صماء خرسانية» ما هو إلا طرح لعدة تساؤلات حول تأثير التطور العمراني على الهوية الثقافية للأجيال الحالية والمستقبلية.
وحول اختيار اسم العمل، أوضحت مريم العرب أنه مستوحى من الإسمنت الصلب الأصم، الذي لا يحتوي على حياة، مشيرة إلى أن انتشار المباني العمرانية الحديثة التي في معظمها مبنية من الإسمنت يجعل من الهوية العمرانية المحلية بذات الطابع الصلب والجامد.
بينما فازت بالمركز الثاني الفنانة التشكيلية والإعلامية هدير البقالي، وفازت بالجائزة الثانية التي هي عبارة عن معرض شخصي لأعمالها تقيمه هيئة البحرين للثقافة والآثار في مركز الفنون لمدة شهر كامل.
وحول عملها قالت الفنانة البقالي لـ «سيدتي»: أفكاري دائماً ما ترافقني في كل أعمالي، وأترجمها على ذلك البياض الذي أرى من خلاله تكوينات بصرية تكمل بعضها، وأحاول عبرها البحث عن هوية إنسان لا يجد ضالته في كل مرحلة من مراحل عمره»، وأوضحت أنها استخدمت في إنتاج أعمالها ألواناً زيتية وغير زيتية، الحبر، الفحم، الأقلام الخشبية وخامات متعددة منها الورق.
وفي المركز الثالث فازت الفنانة سمر الإسكافي، عن عملها التركيبي «حذر» الذي تعبر من خلاله عن أفكارها ومشاعرها تجاه المعتقد السائد في العديد من الثقافات والذي يربط ما بين الارتقاء الروحي والمادي ومرور مدة زمنية تقدر بـ 40 يوماً، وقالت الإسكافي لـ «سيدتي»: دائماً كنت أتساءل حول ماهية الأربعين يوماً، فالجنين ينبض قلبه بعد أربعين يوماً، والنخلة تسقى بالماء بعد زرعها لمدة أربعين يوماً، وغيرها من الأمثلة الكثير، مشيرة أنها استوحت عملها من هذه الفكرة التي تعتبرها جزءاً من الارتقاء الروحي والمادي للإنسان وشبّهته «باليقظة»، مشيرة إلى أنها استخدمت في إنجاز عملها خامات متعددة كالخشب، الورق الشفاف؛ لتكون طبقات متعددة كتبت عليها عبارات مختلفة.
يستمر معرض الفن التشكيلي لغاية 20 مارس 2016 في متحف البحرين الوطني، ويعرض أعمالاً فنية بحرينية وصل عددها إلى 87 عملاً، تعالج كافة المواضيع وبأدوات مختلفة، وتتنوع ما بين أعمال تركيبية، لوحات، أعمال نحت، تصوير فوتوغرافي وأعمال خط وفيديو.
كلام صور: مرفقة

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.