علاء الدين بشير

و قد تم العثور على الالواح في انقاض المملكة من مطلع الثلاثنيات من القرن الماضي و هي مدونة بالخط المسماري
و لكن بكتابة ابجدية لم تكن معروفة و ليس بخط مقطعي مما يجعل ابجدية اوغاريت اقدم ابجدية في التاريخ معروفة حتى اليوم و تأتي بعدها ابجدية /بيبلوس او جبيل/ المعروفة بالابجدية السورية الكنعانية الفينيقية التي اعطت كل ابجديات العالم تقريبا محافظة على اسمها الاصلي باللغة السورية /الف باء/ .الآلف هو يدل على العلو يعني الله و رمزه الثور الذي يدل على الجبروت الالهي و الباء رمز البيت و هو دلالة على المسكن الالهي اي المعبد فيكون معنى /الفباء/ مسكن السماء أو البيت السماوي مما يدل على القيمة العظمى التي منحها اجدادنا السوريون القدماء للكتابة
تتألف نصوص اوغاريت الادبية من عدة مدونات- قصائد اهمها سلسلة / البعل / فهناك قصائد شعرية موضوعها دائماً الصراع الذي يقوم به /البعل/ أي الذي في الاعالي /او / ابن العلى / ب=في/ عل= العلى / و منه جاء اسم /ايلي/ايليا/ و اسم /علي /و اسم/ علاء و اسم عالية / ،.ضد القوى التي تريد تدمير الارض و القضاء على البشر مثل / موت/ و هو و كما يدل اسمه يعني الموت او الفناء ممثلا في فترة جفاف الارض و انقطاع المطر .و البعل يقبل بالنزول الى مقر الموتى او الجحيم لينفذ رغبة موت و لكنه يعود فيبعث من الموت من جديد بمعونة السيدة السماوية السورية / عنات/ البتول -العذراء كما يصفها النص و سيدة اليانبيع كما يدل اسمها و هي تماثل اننانا و عشتار و افروديت و فينوس.
و هنا نرى تقاربا ملفتا للنظر بين اسم /عنات/ و اسم / مريم/ فاسم مريم يعني بدوره/ سيدة المياه و اليانبيع /مارت/ السيدة/
و / يم/ الماء او البحر .فيكون المعنى سيدة المياه .و هي ايضا ، و بدورها/ بتول و عذراء./ و عندما بقوم البعل من الموت و هو امر سيفعله المسيح السوري ايضا فيما بعد كعادة اجداده السوريين ، فان الخصب يعود للارض. القصائد الاخرى تحدثنا عن بناء معبد للبعل و عن صراع البعل و البحر /اليم في الاصل/ و عن /لقاء البعل و عنات/ و عن / الحرب التي يخوضها البعل ضد جحافل الجراد حتى لا تقضي على المزروعات في الحقول .و قد بقيت صورة البعل المحارب الذي يصرع /الموت/ ممثلا بالتنين ماثلة في ذاكرة السوريين في صورة /مار جرجس / الذي بدوره يطعن التنين و يقضي عليه
اسم ب/عل/ و اسم /عل او / إل/ و يدل على الله هو الذي يرد في الصلوات والاغاني التراثية الشعبية في كل انحاء الهلال الخصيب السوري و منها و على سبيل المثال/ هلولويا/ و تعني هللوا لله. او / هللوا و انشدو لعل /يعني /تعالى /أو الذي في العلى .او في السماوات و الصلاة المسيحية الاساسية تبدأ على هذا النحو تماما / ابانا الذي في السماوات أو في العلى أو العالي
وقد استعارتها الكنيسة الغربية الاوروبية من السورية في صيغة/ هلولويا /. و نذكر ايضا كلمات من الاغاني التي ربما كانت قديما اناشيد دينية طقوسية مثل / هلا لاليا / و فيها نفس الدلالة . و اغنية / عاللا لا و لا لا / و تدل على اسم العلي او الله و هي بمثابة ابتهال ديني بمعنى ، و كما نقول اليوم ، / توكلت على الله/ او / يا الله / . ثم /موليا / التي جاء منها اسم /موال/ و يعني /انشد و ابتهل لمولاي الله. و نرى في خاتمة الكلمة جذر الاسم الالهي /عل / او / إل / و قد تعني / مياه الله /المطر/ لأن حرف الميم يدل على الماء و هي اذن بمثابة ما اطلق عليه فيما بعد اسم صلاة الاستسقاء .و لكن ليس من كلمة / موالي/ كما زعم الكثير من الجهلاء .و هناك كذلك كلمة /ميجانا/ و هي تدل على احتفالات الفرح بقيامة البعل او ادونيس من الموت و ما كان يرافقها من غناء و رقص و ابتهاج و سكر وزواج مقدس . و هي في الاصل من كلمة سورية قديمة تأتي في النصوص في صيغة/مجن/ و تعني الشرب او /جرة النبيذ او الماء .و لا نزال الى اليوم في لغتنا المحكية السورية نقول لصديق و نحن نقدم له كأس الشراب :
خود مجة -او /مجلك مجة / يعمي اشرب و لو قليلاً. و تعني ايضا /هات بوسة مرتبة .
ثم صارت تدل على /المجون/.و المجون لا تعني الفسق و العهر كما ابتكر علماء اللغة العربية لجهلهم باللغات السورية القديمة بل تدل على العيد و على الفرح. و هناك ايضا الاغاني الحزينة التي يطلق عليها اسم /عتابا/ و فيها ابتهال لله او لابن الله /البعل/ لانه ترك الارض و نزل الى الجحيم و دعوة له ليقوم من الموت و يعود الى الارض.و هذه مجرد امثلة .

بالاضافة الى ماسبق ما ذكرناه من قصائد اوغاريت فهناك قصائد تاريخية /شعرية / اسبق من كتابات /هوميروس/ مثل ملحمة الملك / دانيل/السوري و ملحمة الملك /كريت/ السوري الاضافة طبعا الى نصوص كثيرة متنوعة .

يجد القارئ هنا لائحة ببعض المفردات الواردة في النصوص التي اشرنا اليها و هي تبين و بوضوح ان اللغة السورية هي اصل كل لغات و لهجات بلاد الشام و مابين النهرين من امورية و سومرية و اكادية – بابلية و كنعانية -فينيقية و حثية -حورية-ميتانية
و ارامية و من ثم اللغة السوريانية او السورية التي نشأت عن طريق امتزاج كل اللغات التي ذكرناها و التي اطلق عليها فيما بعد اسم اللغة العربية الفصحى من باب الخطا او التعمد او تكريما للغة القرآن. ثم ، و نتيجة الجهل و التعصب ، تم اعتبار اللغات و اللهجات السورية بمثابة لغة عامية محكية فيها تحريف و تسهيل للفصحى و كل من يدرس موضوع لغاتنا القديمة يتبين له اننا لا نزال و الى اليوم نتكلم لغتنا السورية المشتركة و القديمة و التي كتب بها اسلافنا القدماء ما تركوه لنا من نصوص فيها كل فلسفة و شعر و ادب و فكر من اهم ماعرفه تاريخ الانسانية.و اشير هنا الى ان اكثر اسماء الاعلام المعروفة في العالم هي من اصول سورية تم تحريفها حسب كل لغة. و سوف يلاحظ من يقرأ المفردات التالية و عمرها يمتد لالاف الاعوام أننا لا نزال نستعملها و حتى اليوم في تصويت مختلف احيانا من منطقة جغرافية الى اخرى في كل انحاء سوريا و المثال على اختلاف التصويت نجده في كلمات مثل اب و ام و اخ /حيث نلفظ مثلا / اخ و اخو و اخي و اخوي و خاي و خيو و خيي الخ….
و لكن حرى العرف على تسميتها بالعربية العامية مع انها اسبق من العربية باكثر من 4000 سنة و هناك نصوص مدونة بها بينما لا توجد نصوص مدونة بالعربية الحجازية الفصحى سوى القران و بعض الكتابات المشكوك في صحتها مثل ما يسمى بالمعلقات على سبيل المثال و كثير غيرها. و الكثير من مفردات القرآن لم يفهمه الناس و حتى اليوم . على سبيل المثال كلمة /كوثر/التي ترد في القرأن و هي بالسورية تدل على العلم و المعرفة و تأتي في صيغة / ك ث ر / جعلها فقهاء العربية اسما لنهر في الجنة و هكذا.و ربما ليس من باب الصدفة ان /ابو العلاء المعري /و في كتابه الشهير/ رسالة الغفران / يذكر انه التقى ادم في الجنة و ان ادم اخبره انه منذ ان نزل الى الارض كانت لغته اللغة السريانية .يعني السورية.
و هنا يجب الاشارة الى اني اعني باللغة السورية كل لهجات و لغات المشرق او الهلال الخصيب من لبنان الى الشام الى الاردن و فلسطين الى العراق الى سيناء دون ان انسى جزيرة قبرص و مالطا و كريت و ذلك للتداخل المذهل الذي حصل بين كل هذه اللغات – اللهجات عبر التاريخ .

—————————————————-
نماذج من بعض المفردات الاوغاريتية-السورية .
**********************
اب- و هي دخلت الى العربية في نفس الصيغة / اب/.و كذلك ام و اخ و اخت
ابد – و تعني في الاصل / باد -يبيد – / اباد – امات اهلك .و نرى انها بقيت في نفس الدلالة وكما هي .
عبد- و تدل في نصوص اوغاريت على العشق او الحب المجنون .كقولنا يحبها حتى العبادة .ثم صارت تدل على عبادة الله في العربية
و لكنها في السورية القديمة تدل على /مخلوق الله / يعني الانسان الدي يحب الله او الانسان الذي هو محبوب الله
او الانسان الذي خلقه الله و ليس لها اية دلالة على العبودية
بن- و تعني /بنى -يبني- بناء -و حجر البناء/كما تدل على الابن اي الشخص الذي تبنيه العلاقة الجنسية بين الرجل و المرأة
و في المؤنث تأتي الكلمة في صيغة / بت/ اي /بنت / و التاء للتأنيث
ادم-ليس اسم الانسان الاول كما في القصص الدينية بل الكلمة تعني /الانسان / او الكائن البشري -الرجل و المرأة
و هي في الاصل تدل على اللون الاحمر يعني لون مياه الرحم لان الانسان يولد و يخرج من رحم امه و هو ملطخ بدماء الولادة
و تعني ايضا الخجل و لا نزال الى اليوم نقول عمن خجل /صار وجه احمر متل الدم من الخجل/
ادن – دن- و اعطت اسم / دانيل/ اي الذي يدين و يحكم باسم الله و منها الديان و الدين وا يوم الدينونة
حضرم- /الميم للجمع / و هي تدل على السيادة و المستوى العالي او / الحضرة / و لا نزال نستعملها في تعبير /حضرتك/ التي نقولها من باب التوقير و الاحترام لشخص ما
احبت/ و تعني الحب و المحبة كما هو واضح .و بقيت كما هي و في صيغة مؤنثة
اول- و تدل كما هو واضح على الاولوية / اول الناس /و تعني في نصوص اوغاريت /السيد او الامير
احد- و تدل على الوحدة و الانفراد و منها جاء اسم العدد واحد /1/ اي الرقم الالهي .
و هي في الاصل الاسم الشخصي للبعل -السيد و تدل على انه الواحد الاحد و تأتي في صيغة /حدد/.
و منها جاء اسم /الحداد/ يعني الذي يصهر المعادن و يعطيها اشكالا مختلفة .و هو في ذلك يماثل فعل الخلق الالهي.
اخذ- دخلت كما هي الى العربية لتدل على معنى /اخذ-يأخذ/
اخر- و تعني اخيرا .بمعنى هاهو قد اتى اخيراً
ايحت- و تعني شاطي البحر. و ربما منها جاءت كلمة حائط .وهي تبدو و كأنها اصل اسم / المحيط / البحر.
ايلت- و تعني / الايل / الغزال الجميل .و قد بقيت كما هي.
اكل – و بقيت كما هي و تدل على فعل الاكل و تناول الطعام.
اكل/م/-الميم للجمع -و تدل في هذه الصيغة على الوحوش المفترسة و على الجراد .
اكل-ت/في صيغة التأنيث تدل على الطعام و الغذاء و الاكل بشكل عام
ملحم/ت/ التاء للتانيث .و المعني /ماهو طيب و شهي او الطيبات. و منها جاء اسم الملح الذي يعطي نكهة للطعام
و كلمة / مليح / او/ منيح/ بمعنى /جيد/طيب . و منها اسم الخبز /لحم/ كما كان قديما و منه اسم بيت لحم يعني بيت الخبز او بيت المؤنة .و هو اسم المكان الذي و حسب الرواية الانجلية ولد المسيح و في الامر دلالة لا تخفى.
و ايضا تعني الكلمة/ ملحم/ الجمال كما في بيت الشعر الشهير :
( قل للمليحة في الخمار الاسود ……).
امد- و تعني زمن طويل كقولنا / طال الامد.
امر -اوامر- و تدل على من يصدر الامر .
عمر/ و يعني المعمور او العمران بمعنى الحضارة و البناء /و هو جذر اسم السوريين الاوائل ( الاموريون او العموريون )-و هو في تصويت /اموري/يدل على السيادة و على الامراء .و في تصويت /عموري/يدل على الانسان المتحضر المستنقر و الذي يعرف هندسة البناء و البناء يدل على الاستقرار يعني عكس البدوي المتنقل. و نجد هذا الجذر في اسم المهندس المعماري السوري الفينيقي
الشهير في التاريخ /ايرام /او /حيرام/ لأن صنعة البناء و الهندسة المعمارية كانت بمثابة جمعية سربة محرمة لا يجوز
الافشاء باسرارها.
اني- و تعني ان ّ/-انين- يأن من الالم او الحزن. و تعني ايضا : تضرع /تعالى انينه .
انس/ و بقيت كما هي لتدل على الضعف و النحول في الجسد كقولنا/نس-ينس/ يعني بدأ يضعف و يفقد وزنه.
اسر-بقيت كما هي بمعنى القبض على شخص و اخذه اسيرا. و تستعمل في الدلالة على الحب الشديد حيث
نقول عن شاب عاشق / هذه البنت اسرته اسراً بحبها او بجمالها. و يطلق على الربة السماوية السورية في نصوص اوغاريت
اسم /اشيرة / لو / عشيرة /يعني /اسيرة/ التي تأسر الناس بجمالها.
ار- و تعني في نصوص اوغاريت / النور او الضياء. و نراها بقيت في فعل / رأى-يرى- رؤيا / لاننا نري في النور فقط
ارص-تحولت الصاد الى ضاد وصارت /ارض /الارض.و لكنها دخلت الى لغات اوروبية في نفس الصيغة السورية القديمة
Erath
ات-اتر/ و تدل على المؤنث / انتا/ انثى /فتاة-امراة- و منها اتت تاء التأنيث و اسم /اشتار او اشتارت او عشتارت
و اسم عشيرة /زوجة الرحل و عشيرته و اسم /عشيرة /الذي يدل على القبيلة في العصر الامومي
و العشرة هي ايضا العيش المشترك /بينهما عشرة عمر /.
بكر – اي الفتاة البكر اولى البنات و بكر الاولاد كما دخلت الى العربية و تدل على الفتاة العذراء ايضا.
و كانت تدل على الكاهنة المقدسة قديما و التي كان عليها ان تحافظ على عذريتها اثناء خدمتها الدينية .
و لذلك كانت تلقب بخادمة /عشتار /.
تركيب مثل / بلا-مت/ يعني /بلا موت /و يدل على الابدية و الخلود اي الحياة التي ليس فيها موت
بنو-و هو فعل بنى-يبني-بناء.
بعد- اي خلف او وراء او ما وراء كقولنا /ما وراء الحياة /او / بعد الحياة. او بعد ساعة.
البعل / و يعني الاسم / الرب / او /السيد/ ولا يزال مستعملا في قولنا هذا الرجل هو بعل اي زوج اي سيد هذه المرأة
و يوجد في التأنيث ايضا /بعلت/يعني سيدة. و نستعمل حتى الان كلمة /رب/ بمعنى السيد دون معناها الديني في قولنا
رب العمل و رب الاسرة
بصر-اي ابصر و راقب و بقيت كما كما كانت في الاصل.
برك/ او/ برخ/ و تعني /البركة /و فعل / بارك-يبارك.و الاسم ايضا يدل على الجلوس او السجود
ونستعمله حتى اليوم في قولنا /برك عالكرسي/ او/ تفضل بروك/ و يأتي ايضا كاسم للبحيرة /بركة/ الماء.
بشرت / و هي تعني /البشرى/ او /البشارة/ اي الخبر السعيد و البشرى هي اسم الانجيل بالسورية القديمة
لأن كلمة انجيل كما ترجمت الى اليونانية تعني /الخبر المفرح / و من هذا الجذراسماء كثيرة
مثل /بشير / بشارة / بشار /بشرى/ بشير
و تأتي الكلمة في كلام الملاك ل/مريم /عندما يقول لها /جئت ابشرك بمولود من الله ابن العلى يدعى
( هذه العبارة التي تقوم عليها اصول المسيحية اللاهوتية تأتي حرفيا في نصوص اوغاريت على الشكل التالي
و قبل عبارة التوراة ب2000سنة على الاقل ( ها هي عذراء الحقول تلد و تضع ابنا ابن العلى يكون اسمه)
و عذراء تأتي في النص الاوعاريتي في صيغة / غلمت/يعني مؤنث غلام/اي صبية.
كما ان صيغة عذراء تأتي ايضا في اسم / بتول/ اي العذراء /و حتى اليوم نقول /البتول مريم/
و كلمة بتول في الاصل هي / بتلت/
و واضح ان/ اشعيا/ اليهودي سرق العبارة و وضعها في التوراة كما هي .
جن /اي البستان او الحقل المحروث او الجنينة .و نراها بقيت هكذا لتدل على الجنة و منها فعل /جنى-يجني- اي جنى محصول الارض فطابت الحياة و صارت الارض كالجنة .و منها اسم / غنوة/ الذي يدل على الجنينة و ليس على الغناء كما يعتقد الناس لأن فعل غني يأتي في صغتين الاولى / رجّم -يرجم /و الثانية /قول /قال -يقول /.و عكس الجنة كلمة / جرد/
و تدل على الارض القاحلة الجرداء اي عكس الجنة
دبح/ بقيت كما هي في فعل /ذبح / اي قدم ذبيحة للسماء او لله .و كلمة ذبيحة تدل على المسيح السوري
الذي قدمه الله ذبيحة لفداء البشر لذلك اطلق عليه اسم / الفادي/ و لقب /الذبيحة الالهية /. و كانت القوى السماوية السورية القديمة تفضل النبات و المزروعات كتقدمة او تضحية اكثر من البهائم ز من المواشي و الحيونات .
عل / العالي /الذي في الاعالي/ تعالى / يعني الله
و من الملفت للنظر ان اشخاص القصائد الاوغاريتية يخاطبون الله ، كما يفعل البعل ، ب /ابي/
فيكون البعل ابناً لله كما كان المسيح الذي كان يتكلم دائماً عن الله مستعملاً تعبير/ابي الذي في السماوات
و الصلاة المسيحية تبدأ بعبارة / ابانا الذي في السماوات/ يعني اعتقاد سوري قديم بابوة الله للبشر متجذر في الذاكرة السورية
و لكن ليس بمفهوم الابوة او التناسل الجنسي كما نفهمه اليوم .بل بمعنى محبه الله للانسان الذي يحمي الانسان كما يحمي الاب ابنه او بنته.
ايش او عيش / و تعني اشتعال النار /و هو اول صوت نسمعه عندما نشغل القش بالنار / اش
و منه فعل /شعل/اشعل/ و اسم /عشتار / لانها نجمة الصباح و المساء و هي التي تنور الارض و السماء
و جذر /عش/ هو اصل فعل الكون او الوجود يعني /الموجود / و لا يزال في فعل /عاش -يعيش-العيش .اي الحياة
و بقى في اسم عائشة – اي التي تحيا و تعيش.
على ان كلمة /نور/ تأتي ايضاً في صيغة /شنم ( الميم للجمع ) فتكون الكلمة /سناء/ و هي تستعمل اليوم كأسم
مؤنث و تعني النور بدورها. و لكنها كانت تدل ايضا على الزمن / السنة /السنوات /.
اشتر – و تعني العسل / و قد اختفت الكلمة من الاستعمال و لكنها بقيت في المفردات النادرة كفعل /اشتار/
و هو فعل خاص باكل العسل فلا نقول في التعابير العالية المستوى اكل العسل /بل نقول: /اشتار العسل/
عوط- – و هي كما بقيت الى اليوم في السورية تعني / عيط /يعيط/ اي نادى او صرخ او وبخ. ( عيطت الام على ابنها ).
حول- بقيت كما هي و تدل على القوة كالقول المعروف /لا حول و لا قوة الا بالله/
ان-تدل على وقت محدد /كقولنا هذا اوان العنب /او /ان الاوان/.و تعني ايضا فصلا من فصول السنة
بهت- تدل على المفاجاة .و نقول دائما /باهتني و باهتته .
برك- و تدل على وعاء نضع فيه مادة سائلة .و لقد بقيت الكلمة في اسم / ابريق/
برق / و تدل على البرق الذي يسبق الرعد و كان يرمز الى مجئ البعل الذي الغيم مركبته و الرعد صوته
و قد تمت سرقة هذا التعبير السوري من قبل التوراة.
بكا- بقيت كما هي لتدل على البكاء و بكى -يبكي
ظبي/ كما هي تدل على الظبي او الغزال.
ظلمة-نفس المعنى /الظلام و العتمة.
امم/ صيغة جمع لكلمة / امة / كقولنا الامة السورية او امم العالم. و هي في الاصل منكلمة / ام / او / ماما/.
يد- دد / فعل الحب و المودة و بقيت في كلمات ودّ- مودة -ودود -وداد و كلها تدل على الحب.
و اذا وضعنا قبل الفعل اسم الماء / م/ نحصل على معنى المياه المحبوبة بعنى الصالحة للشرب او المياه العذبة
اي / ميادة /.
يدد/. ايضا تدل على الحب مثل الكلمة السابقة و تعني الطفل المدلل و لا تزال الى اليوم في تعبير نقوله للطفل / دودو —-دادي.
يلد/ تدل على الحمل و الولادة .
كنر/ اسم الالة الموسيقية / الكنارة.
ين/ اسم النبيذ بشكل خاص و من المرجح ان هذا الاسم اعطى اسم النبيذ بالفرنيسة VIN
و بالانجليزية Wien
يتن/ اي اعطى -يعطي/ و دخل الى بعض اللهجات كما هو /انطى /.
مزن- و تعني الميزان.
يرخ /تارخ / اي القمر او الشهر القمري للدلالة على الزمن و من هذه الكلمة جاءت كلمة تاريخ .
حضرت -تعني / الحضور الالهي / اي ظهور الله او حضوره في الحلم لشخص / كما يحصل للملك
كيريت في نصوص اوغاريت.

————————–

ماسبق مجرد انموذج للمفردات و هي كثيرة انتقيت بعضها فقط . و كما نلاحظ فاننا لا نزال نستغمل اكثر هذه الكلمات
و دون ان نبدل دلالتها حتى و ان تبدل اللفظ قليلا غير اننا يجب ان نشير الى أن المفردات موجودة و مدونة كما كانت تكتب
و ليس كما كانت تلفظ ( اي بدون الاحرف الصوتية ) و ان اللغة التي دونت بها النصوص هي لغة ادبية عالية المستوى كأكثر نصوص تراثنا السوري القديم .غير اننا نستطيع ان نعثر في المناطق الريفية في ارجاء بلاد الشام و العراق و في اسماء المدن و القرى على لفظ هذه الكلمات كما توارثه الناس و في الامثال الجارية و المألوفة و هذا مالاحظته أنا شخصيا اثناء اسفاري في تلك الاقاليم. و ايضا و كما ذكرت في الاغاني الشعبية التراثية الشائعة في بلاد الشام. و هكذا تكون اللغة السورية هي ما نسميه اليوم
اللغة العربية و بعد دخول الاسلام الى بلادنا.
ف.م

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.