Image result for ‫سعد الله ونوس‬‎

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

27 آذار ..يوم المسرح العالمي…
بحثت طويلا عن مفردة..كلمة أبدا بها حديثي عن هذا اليوم المهم في حياتنا ..وخاصة نحن عشاق هذا الفن المهجور …هذا الفن الرقيق والنبيل ..غابت الأحرف ..تشردت الافكار..وبقيت عبارة..شكسبير الخالدة..
وما الحياة إلا مسرح كبير ونحن على خشبته..(ممثلون)…
أما التراجيديا السورية العظمى..؟…فليس لها شبيه إلا الانفجار الكوني الأول أو طوفان نوح…تراجيديا يساهم في أداء فصولها طفيليون على الحياة ؟..والجمهور ..(نحن)…ندرك كل شئ….وندعي أننا لانسمع ولانرى وبالطبع..ابدا ..لانتكلم…
إيه…..كل سنة وأنتم …جمهور ….بليد.

Image result for ‫سعد الله ونوس‬‎

Image result for ‫سعد الله ونوس‬‎

 

سعد الله ونوس هو من المسرحيين السوريين المخضرمين وقد ارتبط اسمه بالمسرح وقضاياه طوال مسيرته الأدبية سواء عن طريق كتابة المسرحيات أو المقالات والبحوث التي تناولت قضايا المسرح. ويعرف بأنه المسرحي الأشهر في سوريا وربما العالم العربي نظراً للقضايا المختلفة التي تناولها في مسرحياته كقضايا المرأة والمجتمع والسياسة على اختلافها.

تنزيل (4)

ولد سعدالله ونوس في قرية حصين البحر التابعة لمدينة طرطوس الساحلية في غرب سوريا. تلقى تعليمه في مدارس اللاذقية قبل أن يسافر إلى القاهرة إثر حصوله على منحة دراسية لإكمال دراسته الجامعية في مجال الصحافة في عام 1959. أنهى دراسته في عام 1963 وفي تلك الفترة بدأ اهتمامه بالمسرح وكتب مسرحيات

قصيرة صدرت عن وزارة الثقافة في سوريا عام 1965، في كتاب مستقل تحت عنوان ” حكايا جوقة التماثيل ” ثم جمعت مع غيرها في كتابين صدرا عن الآداب في لبنان عام 1978. ومن أهم هذه المسرحيات القصيرة ” ميدوزا تحدق في الحياة ” و ” فصد الدم” (1963)، و ” جثة على الرصيف ” ومأساة بائع الدبس الفقير ” والرسول المجهول في مأتم انتيجونا” (1964).

بدأ اهتمام ونوس بالأدب في عمر مبكر، فقد كان يقرأ ما تيسر له من كتب، وقد اقتنى كتابه الأول وهو “دمعة وابتسامة” لجبران خليل جبران عندما كان في الثانية عشرة من عمره ثم توسعت مجموعة كتبه وتنوعت حتى باتت تضم كتباً لأكبر الكتاب العرب أمثال حسن عبد القدوس وعباس العقاد وطه حسين وغيرهم. أثناء وجود ونوس في مصر، وقع الانفصال بين مصر وسوريا مما كان له بالغ الأثر على ونوس الذي عبر عن صدمته الشديدة من خلال كتابته لمسرحيته الأولى والتي حملت عنوان “الحياة أبداً” التي كتبها في عام 1961 ولم يتم نشرها حتى ما بعد وفاته في عام 2005.

بعد عودته إلى دمشق، عمل ونوس في وزارة التعليم. وفي عام 1966 حصل على اجازة دراسية من

وزارة الثقافة وسافر إلى باريس ليدرس المسرح الأوروبي هناك ولعل هذا هو أكثر ما أثر على أسلوب ونوس المسرحي، كما أنه قام بنشر عدد من الرسائل النقدية عن الحياة الثقافية الأوروبية في مجلتي الآداب والمعرفة وجريدة البعث.

كانت لتجربة ونوس الدراسية والثقافية في باريس الأثر الأكبر على أسلوبه المسرحي فلقد سعى إلى تحديث المسرح العربي من خلال إدخال عناصر وأشكال غربية إلى مسرحياته وإسقاطها على الأشكال العربية السائدة بحيث يتم إنتاج عناصر مسرحية جديدة ترتقي بالمسرح العربي. نجد في الكثير من مسرحياته على سبيل المثال توظيفه لشخصية الحكواتي وهو شكل مسرحي اشتهر به ونوس في تلك الحقبة. ويتضح أيضاً تأثره بأيديولوجية ماركس، كما تعرف مسرحياته بالجرأة في الأفكار والتعبير. لقد عرف سعدالله ونوس بأسلوبه الأدبي المتميز، وبتوظيفه لتقنيات أدبية مختلفة لعل أهمها التجريب والتغريب اللتان مكنتاه من إيصال مسرحياته إلى جمهوره بسلاسة أكبر وجعلاه من أهم المسرحيين العرب على الإطلاق لما تميز به أسلوبه من محاكاة للواقع العربي ونقد لسياسات السلطة. كما أن اعتماد ونوس لهذه التقنيات جعل بإمكانه الربط بين خشبة المسرح والصالة (حيث الجمهور) من خلال إدخال عنصر الارتجال والذي كان واحداً من أهم إضافات ونوس على المسرح في تلك الحقبة. إن ميل ونوس للتغريب في مسرحياته ظهر بقوة بعد عام 1976، شأنه شأن أبناء حقبته من المثقفين والكتاب وسواهم ممن عرفوا باسم “جيل الستينات” والذين عرفوا بتأثرهم البالغ على المستويين الإنساني والأدبي بهزيمة العرب ضد إسرائيل في عام 1967، التي كان لها الأثر الأكبر على المثقفين العرب بشكل عام الذين تعرضوا لصدمة كبيرة آنذاك تركت أثراً بالغاً على نتاجهم الأدبي في تلك الفترة. كما قام بترجمة أعمال أدبية مختلفة بالإضافة إلى كتابة المسرحيات والمقالات النقدية. في عام 1976 ترجم كتاب (حول التقاليد المسرحية) لجان فيلار كما أعد (توراندوه) عن مسرحية لبريخت تحمل نفس العنوان وترجم وأعد “يوميات مجنون” لجوجول. في عام 1977 أسس ورأس تحرير مجلة “الحياة المسرحية”.

كرم سعد الله ونوس في محافل عديدة أهمها مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته الأولى ومهرجان قرطاج بـ تونس عام 1989 وحصل على جائزة سلطان العويس الثقافية عن حقل المسرح في دورتها الأولى.

توفي سعدالله ونوس في عام 1997 في دمشق عن عمر ناهز 56 عاماً بعد صراع مع السرطان لم يمنعه من معاودة عمله ككاتب مسرحي. فقد كتب ونشر عدة مسرحيات تعد الأبرز في مسيرته الأدبية بعد سنين من التوقف عن الكتابة شملت طيلة فترة الثمانينات، أهمها منمنمات تاريخية والليالي المخمورة.

وصف رحيل ونوس بالمأساة الثقافية. كما وصفه جلال صادق العظم، وهو كبار المفكرين السياسيين في سوريا بقوله: عرف ونوس وهو الكاتب المسرحي الأشهر في سوريا وربما في العالم العربي بأكمله بانخراطه السياسي الجاد والتزامه المسرحي العالي”. لعل أهم أسباب شهرة ونوس كمسرحي هي انتقاده الحاد للأنظمة السياسية العربية التابعة لسلطة الفرد الواحد. إن أولى مسرحياته التي يتجلى فيها هذا التوجه هي طقوس الإشارات والتحولات والتي انتقد فيها وبشراسة مطلقة المفكرين العرب الذين يتمسحون بالسلطة. أما أكثر أعماله تكثيفاً لآرائه السياسية فهي مسرحية الملك هو الملك والتي تروي قصة تركيز العرب الدائم على السلطة والقوة من خلال سرد محاولة فقير القيام بانقلاب على الملك يمكنه من الوصول إلى الحكم ليصبح أسوأ من سلفه.

ولربما كانت أعماله هذه ومثيلاتها سبباً في وقوف الحكومة السورية موقفاً قاسياً منه حتى أن اسمه منع من الظهور في معظم وسائل الإعلام السورية لفترة معينة. حتى أن ونوس قال في إحدى المقابلات التي أجراها بأن دمشق تقبلت بعض أعماله المسرحية على مضض لا لشيء إلا لأن ذلك كان يشكل دعاية تساعد المسؤولين في إقناع الغرب بان السوريين كانوا يتمتعون بحرية الرأي.

بالرغم من موقف الحكومة السورية منه في تلك الفترة، إلا أنها ساعدته في الحصول على العلاج اللازم أثناء مرضه كما سارعت إلى دعمه وترشيحه للحصول على جائزة نوبل في الآداب. في عام 1996 كان سعدالله ونوس أول كاتب عربي يتم تكريمه بجعله يكتب خطاب اليونيسكو الدولي والذي تمت قراءته في كثير من مسارح العالم في اليوم العالمي للمسرح

من أهم أعماله المسرحية:

حفلة سمر من أجل خمسة حزيران (1967)

الفيل يا ملك الزمان (1969)

مغامرة رأس المملوك جابر (1970)

سهرة مع أبي خليل القباني (1972)

الاغتصاب (1990)

يوم من زماننا (1995)

الأيام المخمورة (1997)

و من أهم أقواله:

“المناضل الذي أريد أن أكونه ليس في النهاية سوى كائن فعله الكلمات”.

“نحن محكومون بالأمل ولا يمكن ان يكون هذا الذي نشهده هو نهاية التاريخ”.

“في الكتابة نقاوم الموت وندافع عن الحياة”

إلى ابنتي ديمة.. وإلي جيلها وإلي الأجيال التي تليها

ليس في نيتي أن أقدم لكم أي وصية. أولا ً:- لأني لا أملك هذه الوصية. ثانيا:- لاْن أية وصية لا تبلورها التجربة والمعاناة هي نوع من اللغو والإنشاء. وكثيراً ما حلمنا أننا سنترك لكم زمناً جميلاً ووطناً مزدهراً. لكن علينا أن نعترف ودون حياء أننا هزمنا وأننا لم نترك إلا خرابا وبلاداً متداعية..

إن هزيمتنا لا تعني أن الأفكار التي كنا نتبناها وندافع عنها كانت خاطئة.. لا. لم تكن أفكار الحرية والديمقراطية والعقلانية والوحدة العربية والعدالة الاجتماعية أفكارا ً خاطئة. ولكن جيلنا لم يعرف كيف ينتصر بأفكاره ولأفكاره.

“فإذا كان الإنسان في بلادنا يرضع القمع مع حليب أمه، و يتغذى به، و يعيش تحت سطوته طفلاً و يافعاً و شاباً حتى النضج والكهولة والشيخوخة، فمن الطبيعي أن يتحول هذا المقموع إلى قامع مستتر.”

وهكذا فقد كان سعدالله ونوس مقاتلاً بالكلمة وحالماً بالحرية حتى آخر رمق في حياته. وقد ذكرت زوجته السيدة فايزة شاويش بأنه لم يترك الكتب والورق والأقلام حتى عندما كان على فراش الموت في المشفى في أيامه الأخيرة. لقد عاش ونوس ومات وهو محكوم بالأمل.

 ترجمة وإعداد: لينا فاضل (منظمة صوت العقل)

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

Image result for ‫سعد الله ونوس‬‎
Image result for ‫سعد الله ونوس‬‎

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.