Related imageRelated imageRelated imageImage result for ‫الفنان التشكيلي خليل عكاري‬‎

التشكيلي خليل عكاري في دار الأسد للثقافة والفنون

22 نيسان 2012

درس خليل عكاري التصوير الزيتي في المعهد العالي للفنون والمسرح في «يريفان- أرمينيا» وحاز درجة الماجستير، كما حصل على دبلوم في ترميم الأعمال الفنية والأيقونة من المعهد المركزي لعموم الاتحاد السوفييتي لبحوث وعلوم الترميم «موسكو 1984».

شارك عكاري في جميع معارض وزارة الثقافة ونقابة الفنون الجميلة، وأقام واحداً وعشرين معرضاً فردياً داخل سورية وخارجها.

حصل على العديد من الجوائز منها الجائزة الأولى لخريجي مراكز الفنون التشكيلية في سورية 1964، جائزة لجنة التحكيم في بينالي اللاذقية1995، الجائزة الشرفية في بينالي الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط 1997، وحاز شهادات تقدير من جهات عدة منها: اتحاد الفنانين البولونيين، بينالي الشارقة، وزارة الثقافة السورية، نقابة الفنون الجميلة.

أعماله موجودة في عدة متاحف منها المتحف الوطني، متحف دمر للفنون، متحف الفن في اللاذقية، القصر الجمهوري، وزارة الثقافة الصينية في بكين، وفي العديد من المجموعات الخاصة داخل سورية وخارجها.

.

التشكيلي خليل عكاري اسم من أسماء التشكيل السوري الهامة لما يقدمه من بحوث لونية وضوئية ترتقي في مجملها لمستوى الأعمال العالمية التي تغنت بالضوء ووهج الشمس المنعكسة على تكوينات الطبيعة والحياة اليومية المحلية، حيث يقدم في معرضه الأخير بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، وضمن حجوم لوحاته الكبيرة أعمالٌ لونية تعكس تجربة غنية بالبحث والدراسات المعمقة في مجالات العمل التشكيلي، وما تختزله هذه التجربة من مضامين حسية وشعورية تأخذ من اللون والضوء حكاياتها المختزلة والمكثفة على قطعة قماش؛ ليقدم مشاهد ريفية ساحرة بواقعيتها التعبيرية التي نسجت بيوتاً وسهولاً وغاباتٍ متناثرة ضمن توليفة واقعية تعبيرية مفعمة بجمال فريد لا نراه إلا في لوحات عكاري.

بحضور بعض من رواد الفن التشكيلي يوم الخميس 19 نيسان 2012، جال الزوار بين أعماله التي لخصت البيئة السورية المحلية بأطياف لونية مغايرة تأخذ من حرارة الشمس وهجها الخاص ضمن نظم لونية فردية بذاتها، منطلقاً من جماله الداخلي الذي يتجسد على سطوح لوحاته بما تحتويه من سحر سوري يتغنى به الفنان كأيقونة ضوئية خالصة، تجعل من عين المشاهد مأخوذة بأدق التفاصبل الإنسانية والطبيعية التي لونها التشكيلي بما يتناسب مع الايقاع اللوني الحار في مجمل الأعمال، متحرراً من الصياغة التقليدية للمكان والزمان فيجمع بين خريف وشتاء، صيف وربيع، شجرة من وادي بردى وهضبة من جبال القلمون، يذهب للبحر فيأخذ من زبده ألواناً لا تراها إلا عين فنان، ومن العتمة يقطف الضوء فيغزله كيفما شاء، مازجاً بذلك مكونات البيئة السورية في لوحة عبقرية واحدة.


التشكيلي بطرس الخازم

وفي حديث مع «اكتشف سورية» يقدم التشكيلي بطرس الخازم قراءة لأعمال التشكيلي عكاري فيقول: «يختزل الفنان عكاري الكثير من الجمال الداخلي الذي يستمده من الطبيعة المحلية السورية فيقدمها بشكل جديد ومغاير عن الواقع، فهو يأخذ عن الطبيعة الشكل الظاهري ويضيف لها كثافة ليست بموجود في الطبيعة، مزاوجاً بين تكوينات مختلفة ويلخصها للوصل إلى تكوين خاص به. وما وصل إليه الفنان عكاري مصدره مسيرة طويلة جداً من العمل والبحث والمثابرة، قد لاتحتاجها بقية الفنون، فنحن هنا أمام تلخيص إدراكي تبلور وتوهج مع مسيرة هذا الفنان الكبير».


الناقد والباحث سعد القاسم

من جانبه يحدثنا الناقد والباحث سعد القاسم عن تميز تجربة خليل عكاري منذ عودته من أرمينيا واشتغاله على فضاءات اللون المتوهجة، كما فعل ماتيس وفان چوخ وچوچان الذي ذهب باحثاً في جرز هايتي وتاهيتي عن الضوء الساطع والألوان الصريحة والصافية، واستطاع أن يرسم أجمل لوحاته في تلك الجزر. أما في تجربة فناننا السوري عكاري فنراه يذهب في رحلة سورية داخلية مكتشفاً البيئة السورية المحلية ولكن بألوان جديدة وحارة قدم من خلالها المشهد الطبيعي السوري بعينه، كتجربة لا تشبه غيرها في تاريخ التشكيل السوري. ويضيف الناقد القاسم: «جانب الطبيعة هو الجانب الأهم في تجربته، فلوحاته فسيحة ممتدة للأفق الواسع غنية بالتفاصيل الصغيرة الملونة والمريحة لعين المتلقي، ودائماً ما كانت لوحاته ملفته للعين بتوليفاتها اللونية المختلفة والمميزة عن مثيلاتها في المعارض الجماعية».


التشكيلي خليل عكاري

كما التقى «اكتشف سورية» التشكيلي خليل عكاري، وسألناه عن منشأ هذه الأعمال ومن أين يستمد هذه الطاقة اللونية الهائلة في كل لوحة، فأجاب: «يمثل هذا المعرض جزءاً صغيراً من بلدي الجميل، فكيفما تجولت في سورية من دمشق إلى الساحل والشمال والجنوب، جبال ووديان، ستجد تكوينات عجيبة وتنوع هائل من المناظر الطبيعية الممتعة للعين والفؤاد، ولم اتفاجأ يوماً بجمال بلدي سورية التي أستمد منها كثيراً من الجمال والسحر، أستعين بهما أثناء بحثي اللوني الذي أكثف من خلاله هذا المخزون اللوني وألخصه جامعاً بين التكوينات السورية المختلفة في لوحة واحدة، كتلخيص جمالي، مبتعداً في عملي التشكيلي عن توثيق المكان ككتلة واحدة، فمن الممكن أن ترى شجرة من وادي بردى مع جبل من جبال اللاذقية في عمل تشكيلي واحد. أما بالنسبة للون فقد أعطانا الله الكثير من الضوء والجمال، فنحن بلاد الشمس والأصفر والأخضر وحتى في الخريف تتعدد ألوان الطيف، حيث يبدأ دوري كرسام تأثر بالمحيط الطبيعي وعايشه محباً ومخلصاً لهذا الجمال».

في لوحاتك جمال خاص نميزه عن غيره من إبداعات التشكيل السوري. أين تكمن فرادة الاختلاف التي يجب أن يتسلح بها الفنان الشاب؟
لكل فنان خصوصيته التي يعمل ضمنها، وما يميزه عن الآخرين هو الصدق في طرح الأفكار اللونية النابعة من مشاعر وأحاسيس تختزلها الذاكرة، إضافة للعمل والبحث الشخصي، عندها ستجد فنانين حقيقيين يعملون بشكل فريد ومختلف عن الآخرين. أما بالنسبة لي فإلى أين وصلت من خصوصية فيما أقدمه، فإن النقاد والذواقة والتاريخ هم من يحكمون عليه.

تتقاطع أعمالك مع عدة تجارب عالمية ومنها تجربة الفنان الفرنسي چوچان. ما هو المختلف بينكما؟
الإنطباعيون -وچوچان من بينهم- هم أول من رسم الطبيعة على حقيقتها من ظل ونور، فدرسوا ألوان الطيف الحقيقية مكتشفين تدرجات الظل والنور، معتبرين أن الحياة تنبض بعوالم لونية هائلة، فلا يوجد شيء جامد أو ميت في عالم التشكيل اللوني، فحتى للعتمة تدرجاتها الضوئية. وهؤلاء الانطباعون العباقرة هم من مهدوا لهذا المسار التشكيلي، فتاريخياً وقبل نهاية القرن التاسع عشر، كان أغلب الفنانين يرسمون في مراسمهم بعكس چوچان الذي جعل من الطبيعية الخارجية مرسمه الخاص، فقد كان يخرج ويجري الكثير من الدراسات ويدون ألوان الطبيعة الحقيقية، فيعود ليرسم كما كتب مدوناً الكلمات ألواناً على لوحاته.


من أعمال التشكيلي خليل عكاري

ويتابع عكاري: «الفرق بيني وبين چوچان أنه رسم شمس هايتي ونساءها أما أنا فانطلقت من خصوصية بلدي ومنشئي، راسماً شمس بلادي وطبيعتها، متكئاً على ذاكرة ومحبة كبيرة لكل حبة تراب على أرض سورية».

من أجمل الكلمات التي سمعتها أن في النور عتمة مخبأة، كما قلت أستاذ خليل.
لا يوجد مساحة صماء في اللون، في النور والعتمة، الفنان الحقيقي يجب أن يعي هذه الحقيية بوجدود تدرجات ظلية ونورانية تختزلها الطبيعة الأم ،ولا يمكن لأي فنان أن يحيط بعظمة الطبيعة وألوانها الهائلة.


من أعمال التشكيلي خليل عكاري

لماذا نستشهد دائماً بتجارب التشكيليين الأوروبيين الأوائل، ونحن في سورية لدينا من الأسماء التشكيلية ما نفتخر به كتجربة الفنان فاتح المدرس ولؤي كيالي وسواهم الكثير. ألا توجد مدرسة فنية خاصة بنا في سورية؟
لم يعرف العرب اللوحة التشكيلية إلا في وقت متأخر في أواخر القرن التاسع عشر. كان لدينا خطاطون وفنانو منمنمات، ولم يكن لدينا فن اللوحة التشكيلية التي جاءت من الغرب، لذا أي شيء سنرسمه سيرتبط تلقائياً مع التجربة الغربية. نحن لدينا مدرستنا السورية الخاصة والمتميزة عن سواها بوجود أسماء تشكيلية كبيرة تأثرت بالمحلية السورية بعاداتها وثقافاتها وعلاقاتها الاجتماعية الإنسانية، وهذا ينعكس بالضرورة على اللوحة التشكيلية السورية التي قدمت أسماء مهمة في تاريخ الفن التشكيلي، كالفنانين ميشيل كرشة ونصير شورى وغيرهم الكثير.

يذكر أن معرض الفنان خليل عكاري مستمر لغاية العاشر من أيار 2012 في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.

Image result for ‫الفنان التشكيلي خليل عكاري‬‎

Related image Related image

Related image

مازن عباس – دمشق

اكتشف سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.