قلعة شيزر:
إلى الغرب من مدينة حماة وعلى بعد 25كم تقع قلعة شيزر، ، وتتبع لها إداريا مع البلدة التي تحتضنها وتحمل الاسم نفسه. وتذكر كتب التاريخ أنها كما ذكرت في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد باسم «سيزار» أو «سنزار» في رسائل تل العمارنة المتبادلة بين فراعنة مصر والحيثيين. وفيما بعد عرفها اليونانيون السلوقيون وأطلقوا عليها اسم «لاريسا»، وعاد اسمها للظهور في عصر الجاهلية، وقد ذكرها الشاعر الشهير امرؤ القيس باسم «شيزر» في قصيدته الشهيرة عندما مر بها في طريقه إلى القسطنطينية، إذ قال:
تقطّع أسباب اللبانة والهوى
عشية جاوزنا حماةَ وشيزرا
فتحها العرب صلحا عام 638م. وظلت عرضة لغزوات البيزنطيين الذين تمكنوا من الاستيلاء عليها عام 998م، حتى تمكن سديد الملك بن مقلد بن نصر بن منقذ من استخلاصها منهم. ودخلت القلعة في سلطة الأيوبيين والمماليك فيما بعد، فرمموا بعض أقسامها، ولم تفقد القلعة قيمتها العسكرية إلا في أواخر العصر العثماني. وفي أواخر القرن الأول من الألفية الثانية (1081م) غدت عاصمة لإمارة آل منقذ. وعبر السنين تعرضت القلعة للكثير من الأحداث، كان أبرزها تعرضها لزلزال مدمر قضى على آل منقذ، وكانوا إذ ذاك مجتمعين في وليمة ختان، فهلكوا جميعا باستثناء شاعرهم وفارسهم أسامة بن منقذ، الذي يشاء القدر أن يكون في دمشق مع شقيقين له، فنجا الثلاثة. وعلى الأثر أمر الأتابك نور الدين زنكي بإعادة بناء القلعة كما كانت.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.