“حسن الصواف”… البحث في مكونات “دمشق”

علي العبد الله

الثلاثاء 22 شباط 2011

«أشعر بأن مدينة “دمشق” لها فضل كبير عليّ، فبمدارسها تعلمت وفي شوارعها لعبت ومن خيراتها أكلت ومن مائها شربت، فهذه المدينة صاحبة فضل علينا ومن المفترض أن نقوم بواجبنا تجاهها وذلك من خلال ذكر معالمها الأثرية وإحياء ذكراها دائماً». هذا ما قاله الباحث والمؤرخ “حسن الصواف” المعروف بـ”أبو أحمد” في إشارة منه إلى مدى تعلقه بدمشق الأمر الذي دفعه إلى أن يكتب ويؤرخ عنها الكثير من خلال مؤلفاته التي لا يخلو أي منها من اسم “دمشق” ليكون من المؤرخين والباحثين القلائل لمدينة دمشق الذين كتبوا عنها.

تكبير الصورة

موقع “eSyria” بتاريخ 5/1/2011 التقى الباحث والكاتب “حسن زكي الصواف” للحديث عن تأريخه لمدينة دمشق وعلاقته بها حيث يقول: «ولدت في مدينة دمشق عام 1939 في شارع الروضة من عائلة دمشقية قديمة ومعروفة بالصواف، ففي منطقة “القيمرية” يوجد حارة اسمها حارة الصواف، فقد كانت هوايتي المفضلة في صغري المطالعة، خاصة فيما يتعلق بمدينتي والذي جعلني أكتب عن هذه المدينة هو الاختلاف الكبير الذي وجدته بين ماضي دمشق وحاضرها، فكثير من الأمور قد تغيرت في هذه المدينة، ومن هنا كان لي مقابلات تلفزيونية عديدة عن رمضان الماضي ورمضان الحديث، وعن العيد في الماضي والحديث، فكان واجب عليّ أن أكتب عن مدينة دمشق لأنشره بين الأجيال المتعاقبة».

وعن كتبه التي كتبها يقول “الصواف”: «أول كتاب أصدرته “دمشق أقدم عاصمة في العالم” عام 2004 تحدثت فيه عن تاريخ دمشق وأهلها وآثارها، والكتاب الثاني “ما قيل في بردى والفيجة”، وكتاب “دمشق ياسمينة الشرق” وكتاب “صفحات أعلام للتاريخ والذكرى” فكل الكتب موثقة أرجع فيها إلى عدة مراجع ومصادر متنوعة، فالذين يكتبون ويؤرخون عن دمشق في السابق كانوا كثر أما الآن فهم قلة ونحاول أن نوفي لبلدنا ما علينا من دين وواجب».

ويتابع “الصواف” حديثه قائلاً: «كتبت عن الجامع الأموي في ألف صفحة وعلى جزأين، فما لا يعرفه

تكبير الصورة

الناس أن الجامع الأموي كان أقدم مدرسة دينية في العالم يأتيه الناس من كافة الأقطار المسلمة ليدرسوا فيها ولكن للأسف لا يوجد سجلات تبين ذلك حيث استطعت أن أجمع 552 اسم لكل من درس وأمّ وأشرف عليه وكما لدي كتاب آخر قيد الطباعة بعنوان “ثمار المقاصد في ذكر الجوامع والمساجد” وللأسف الشديد ليس لدينا سجلات للمساجد والجوامع في دمشق، عن تاريخها وإنشائها ومكانها».

وعن الصور النادرة التي جمعها عن دمشق يقول: «استطعت أن أجمع ما يزيد على ألف صورة عن دمشق القديمة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى من شوارع وحارات وأمكن أثرية، فبعد جهد كبير استطعت جمع قسم كبير من الصور النادرة عن مدينة دمشق من خلال عدة مصادر منها ما هو شخصي ومنه ما هو عامي، فلدي صورة نادرة جداً عن ساعة المرجة المشهورة التي كان يجتمع أمامها عمال نظافة دمشق في كل يوم ليوزعوا على مناطق مختلف من المدينة كل حسب قطاعه، إلا أنها وللأسف فقدت لأسباب غير معروفة، كما لدي صورة نادرة جداً عن يوسف العظمة وشكري القوتلي وعائلته وغيرها من الصور النادرة الأخرى».

التاجر “زهير المحتسب” يقول عن “حسن الصواف”: «”حسن” شخصية دمشقية معروفة فهو أحد أركان التراث والثقافة في دمشق، كما أن كلامه محبب للناس باعتبار

تكبير الصورة

أن الابتسامة لا تفارقه وهذا ما يجلب الشخص المستمع إليه وهو يسهب في الحديث، عرفناه عندما كان كشافاً وقائد فرقة 29 الكشفية، فعطاؤه ما زال مستمرا حتى الآن باعتباره رائدا من رواد الحركة الكشفية في سورية، فللصواف صولة وجولة في ملتقى الحركة الكشفية، فهو يتحدث عن تاريخ دمشق وسبل دمشق، فدائماً يتحدث عن تراث وتاريخ مدينة دمشق».

فيما يقول “فاروق الصفدي” رئيس منتدى الرواد والكشافة بدمشق: «للباحث “حسن” الكثير من المؤلفات عن مدينة دمشق فهو دائماً يغني ملتقى الكشافة بمحاضرات عن دمشق وآثارها بمعلومات مهمة من الصعب أن تجدها في أي كتاب خاصة فيما يتعلق بالجامع الأموي الكبير، فكثيراً ما يغنينا بمعلومات نجهلها عن دمشق رغم أننا من أهلها».

بدورها تقول “وحيدة أبو الخير” موظفة: «الأستاذ “حسن” من المؤرخين القلائل الذين يهتمون بتاريخ دمشق ومن أكثر المهتمين بها، فأنا لا أعتقد أنه يوجد أي باحث أو مؤرخ لديه هذا الكم من الصور النادرة عن مدينة دمشق وهذا يعكس مدى محبته لمدينته، وقد نتج عن ذلك مؤلفات كثيرة عن كل ما يتعلق بدمشق من آثار وشخصيات».

“محمد سمير توابي” تاجر أحذية يقول: «عائلة “الصواف” من العائلات الدمشقية الأصيلة فهو اتجه في طريق أعطى دمشق حقها من حيث العمران والتربية البيئية وفي شتى مختلف المجالات،

تكبير الصورة

فقد بدأ بخط عريض حينما تكلم عن أوابد دمشق وعن الجامع الأموي وعن قاسيون ونبع الفيجة وكتبه هي أكبر شاهد على اتجاهه ليكون من المؤرخين القلائل الذين كتبوا عن دمشق».

يذكر أن “الصواف” كان قد انتسب إلى كلية الحقوق ومن ثم كلية التجارة بدمشق، له أكثر من 20 كتاباً يتحدث عن دمشق أهمها:

1- قاسيون والصالحية.

2- دمشق عبق التاريخ (ثلاثة أجزاء).

3- دمشق الأسطورة والتاريخ.

4- بردى والفيجة حياة دمشق العامرة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.