ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نبات‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نار‏‏ Ø±Ø¨Ù…ا تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏

من حكايا سوريا والسوريين..
حكاية القمح “حيطه”.. ” جزء 2 ”
حكاية “روحيو..الرحية” الطاحونة و”تنورو” التنور
و”شدوق اد لاحمو” رغيف الخبز..
متل ما شفنا بالجزء اﻷول انو الحبوب والقمح والشعير بتشكل أهم عناصر غذاء اﻹنسان من آلاف السنين وهالحبوب كانت صعبة الهضم فكان يلجأ اﻹنسان لجرشها وطحنها باستخدام اﻷحجار الدائرية وبعدين يبللها بالماء لحتى تصير قابلة للهضم… وهالطريقة هي اﻷبسط و اﻷقدم لجرش وطحن الحبوب (تم العثور على كتير من اﻷحجار بمواقع تواجد القمح اﻷثرية) ..وبعدين صار يدق الحبوب بمدقات حجرية ثقيلة وصلبة (بتشبه الهاون واسمها المدقة) وكان يحط الحبوب بتجويف حجري (بيشبه الجرن) ويدق الحبوب بقلبه وبهالطريقة صار يحصل على حبوب مدقوقة ومجروشة وعلى طحين وهيك اخترع الجرن والمدقة.. وبعد فترة من الزمن صار ينحتهن ويصنعهن بايدو (وبعدنا لهلأ منشوف الجرن الحجري البازلتي والمدقة موجود بكل ضيعنا وقرانا ومازال مستخدم “في حدا مابيعرف الحنطة المدقوقة بالجرن ؟”. وكمان موجود بالمدن بالبيوت القديمة وبيستعملوه لدق الكبة ..)
واتطورت آلية الجرش والطحن وصار اﻹنسان يستخدم حجرين مستديرين اسمهن الجاروشة (كل حجرة لحال اسمها رحية أو رحى) الحجر السفلي ثابت والعلوي متحرك بشكل دائري ويدويا وبوسطه في فتحة بيحطوا فيها الحبوب ليمروا بين القرصين وهنن عم يدوروا….وهيك بيحصلوا عالحبوب المجروشة والطحين.. وكانت الجاروشة هي الشكل المصغر للرحية =روحيو = الطاحونة ..وكمان بعدن موجودين بكل قرانا بيجرشوا فيهن كل أنواع الحبوب ( أو خف استخدامهن واتحولوا لزينة بزوايا البيوت والجناين..)
وبعد فترة ببداية عصر اﻹستقرار وبناء القرى والمدن والممالك..كبرت الرحيات (الطواحين) وصاروا الناس يصنعوها وينحتوها بأحجام كبيرة وبأشكال مختلفة وآليات متنوعة لتدويرها..إما باﻹستفادة من قوة اندفاع المياه من مجاريها الطبيعية أو باستخدام مراوح الهواء..وصارت الطواحين موجودة بكل قرية ومدينة بالعالم القديم وهي منتشرة لحد هﻷ بأشكالها القديمة بكل القرى و مختلف المواقع اﻷثرية بكل أنحاء سوريا الطبيعية .العراق وبلاد الشام. ومصر..وعلى ضفاف اﻷنهار الكبيرة ومجاري الينابيع دجلة والفرات والنيل..والعاصي (بحماة لحالها كان جنب كل ناعورة في طاحونة)..
وأشهر الطواحين القديمة بالعراق : بتكريت..الحديثة ..عكبرا.. بغداد.. الموصل.. وبيوصفوا علماء التاريخ هالطواحين بإنها كانت عبارة عن عربة مصنوعة من الخشب والحديد وكانت تتثبت بوسط الماء بسلاسل حديدية ومرتبظة بحجرين رحى كبار ..بتطحن القمح كل يوم..
وتعتبرالطاحونة اللي عثروا عليها بمنطقة دير العصافير بغوطة دمشق من أقدم الطواحين اﻷثرية وهي بتحتوي على 6 رحيات بازلتية كبيرة مع أدوات طحن مختلفة وعدد من الرحى الصغيرة الحجم وكانت بتشتغل على طاقة المياه المستجرة من الينبوع القريب من موقع دير العصافير وكان الماء يصب على دولاب خشبي (بيشبه الناعورة) ومرتبط بمحور مع رحيتين كبار موضوعات بالطابق العلوي ومؤلفة من قسمين:السفلي ثابت والعلوي متحرك بيدور مع دوران الدولاب الخشبي…
وبالقصير وربلة بحمص على نهر العاصي موجود طاحونة “أم الرغيف” اﻷثرية القديمة جدا وجنبهافي قنطرة أثريةمشهورة عاﻷغلب بيرجع تاريخهالﻷلف الثاني ق.م …وب تل النبي مندو “قادش” في طاحونة مازالتقائمة وهي من أقدم وأكبر الطواحين اﻷثرية ببلاد الشام..بجنبها (بين قادش وقرية جوسيه اﻷثرية) صارت المعركة الشهيرة بين الفراعنة والحثيين..
وفي مجموعة كبيرة من الطواحين القديمة واﻷثرية باﻹردن وفلسطين ولبنان..(متل طاحونة بديا..طاحونة أبو شاهين…)
أما على نهر النيل بمنطقة الثقارة بمصر عثروا على طاحونة تعتبر من أقدم الطواحين اﻷثرية (يعثقد انها مصنوعة من 3 آلاف عام) وبيرجع للمصريين الفضل بابتكار الرحى الدوارة (المدارة باستخدأم الحيوانات) بتشبه الطاحونة الرومانية يعني الهوائية….
والطواحين اﻷثرية بكل تطوراتها وحالاتها وأحجامها وأشكالها موجودة بكل مكان ببلادنا ومافي مجال لعدها و إحصائها… بس المهم انو هي شكلت حضور قوي ومهم جدا من لحظة ابتكارها ولعبت دور كبير بحياة اﻹنسان على طول مسيرة حضارته و تطوره ..وصارت كل الدروب تودي عالطاحون..و لهلأ هي نفسها حجار الرحى الضخمة تستخدم بعصرنا لكن بشكل آلي …وهي حاضرة بفلكلورنا وتراثنا الأدبي والفني وبأغانينا الشعبية…
وبعد اﻹستقرار ونشوء المدنية صار في ميزة مهمة أساسية بكل تجمع بشري (القرى والمدن والممالك) وهي وجود الرحيات (الطواحين) واﻷفران !!!!!!(لا تسغربوا واسمعوا هالخبرية)..: بمدينة ماري (المدينة المدورة) بقرب دير الزور واللي تعتبر من المدن اﻵكادية..على أحد رقيماتها مذكور مقر الملك زمري_ليم اللي رممه ودشنه سنة 1800 ق.م (يعتقد انو مبني بنهاية الثالث ق.م) وبوصف ﻷقسامه نقرأ : ..وهناك المدخل الرئيسي ثم الحي الشرقي حتى الباحة الرئيسية والحي الغربي..وهناك جناح اﻹحتفالات واﻹستقبالات الملكية وجناح (مقر إقامة) الملك والملكة..وقاعة العرش ..وهناك جناح للمدارس والموظفين ..ثم حي الفران (الخباز) ومخازن الحبوب والمؤونة (اتخيلوا هالحكي من من 2800 ق.م)..
وبأي حارة بالمدن القديمة منلاحظ البيوت السكنية السومرية اﻵكادية البابلية العمورية اﻵشورية الحورية اﻷوغاريتية الكنعانية الفينيقية اﻹيبلاوية ….. (نسيت شي حدا؟)..انها كانت بتتميز بوجود الموقد والتنور وجرار الخزن (لمؤنة الحبوب والزيت والخمر) وطبعا عتبة الباب الفخارية المرسوم عليها خريطة البيت الهندسية ودعسة القدم اليمنى لصاحب الدار مع عروسه (بحكيلكن عنها بحكاية العادات والتقاليد اﻷصيلة وبيت المونة القديمة السورية )..وهيدي كانت أهم أركان البيت ومن هون طلع المتل اللي كلنا منعرفوا بتراثنا : ” عماد وعتبة البيت خبز وتنور وزيت”..
ومن هالكلام منوصل للتنور وصنع الخبز : طبعا عرف اﻹنسان النار بوقت مبكر بالتاريخ واستخدمها وقدر يحبسها بمواقد حجرية ويتحكم فيها…علماء اﻵثار بيقولوا انو اﻹنسان قام بطهي الحبوب قبل ما يصنع الخبز ..وانو اكتشاف الخبز بيرجع ل 12 ألف سنة ق.م على موائد الشرق بالشرق اﻷوسط ببلاد مابين النهرين وبلاد الشام …وانو أبناء سومر من أكتر من 6000 ق.م كانوا يصنعوا الخبز ويحطوا العجين بحفرة فيها رماد ونار وكانوا يراقبوه حتى ينضج ..منشان هيك اعتقدوا بظهور اختراع التنور من هالمكان وبهالتاريخ…
وكلمة تنور هي سومرية آكادية تينورو=تنورو= يعني فرن الطين ..فالمواقد البدائية كانت عبارة عن حجارة مصفوفة حول النار.. أما التنور فكان مصنوع من الفخار من الطين الحر الصلصال..واسمه بسوريا ولبنان تنور وبالعراق وفلسطين اسمه طابون.. وطريقة صنعه بسيطة (بيمزجوا الطمي اﻷحمر والطين الحر الصلصال مع شعر الماعز والملح والتبن وبيجبلوها مع بعضها بالرجلين وبيتركوها لتتخمر وبعدين بيصنعوا من الخلطة حلقات بقطر 1م وارتفاع 20 سم وسماكة 3سم وبيتركوها لتنشف وبعدين بيجمعوا هالحلقات فوق بعضها ليتكون شكل التنور وبيتركوه ليجف تحت أشعة الشمس .. وبتختلف أحجام التنور حسب استخدامه .. وبيتركب بزاوية من زوايا المكان بالبيوت ..أو بيصفوا مجموعة من التنانير جنب بعض وبيعبوا الفراغات بينهم ليشكلوا مصاطب بيرقوا عليها العجين قبل وضعه على جدار التنور الحامي…وكانوا يسجروه (يشعلوا ناره) بحطب اﻷشجار اليابسة .. ومن اﻷدوات المرافقة للتنور: _الكارة : قطعة دائرية من الخشب مغطى وجها بقماش أبيض بيحطوا فوقها الرغيف المفرود الجاهز للخبز..
_محريك التنور: (يييييييييه شو الو حكايات بحياتنا هالمحريك التنور).. وهو عود حطب طويل قسمه اﻷسفل محروق نتيجة تحريك و تقليب الجمر فيه منشان تةلع النار وتزيد حرارة التنور..
_العرزيلة : سقفية من اﻷعواد اليابسة متل الشبك بيجمعوا تحتها الخبز عا قماش أبيض..
المخمر الخشبي :هو حافظة خشبية مع غطاء.يحفظ الخبز بداخلها لمنعه من اليباس …
ولهﻷ التنور مازال مستخدم موبس للخبز ..للمناقيش وللطبخ عالجمر…وبعدنا منغنيلوا : “شو زعلك منا يا تنور..عابس وبعيونك نزق وفجور..بعمرن ما زعلوا الكرم والناطور..”
وكان الخبز=لاحمو بالسرياني..عبارة عن مزيج من الحبوب (الذرة الشامية والشوفان والشعير) المبللة بالماء ويطحنوها بشكل مخشن بواسطة الحجار ليحصلوا على الطحين=قامحو بالسرياني..ويعرضوها ﻹحدى مصادر الحرارة وعاﻷغلب هالعملية صارت بمحض الصدفة انو اتعرضت هالخلطة العجين=لايشو..للشمس فوق الحجار أو ﻷلهبة نار الموقد وصارت متماسكة وصالحة لﻷكل..وبعدين صاروا يعرضوا عجينة الحبوب للنار بمكان مفتوح أو على أسطح ساخنة أو يمدوها فوق حجر مستدير وحار (اﻷحجار حول الموقد) وهيك كانت بداية ظهور الخبز …(أول رس مات دالة على صناعة رغيف الخبز=شدوق اد لاحمو.. جدت بسوريا الطبيعية باﻷلف التاسع ق.م).. وكانت اﻷرغفة شكلها بسيط مصنوعة من الحبوب واستقرت أخيرا على الشعير والقمح ﻷنهن بيحتووا على مادة الغلوبين اللي بتساعد على التخمر وبتمنع تسرب غاز ثاني أوكسيد الكربون من العجينة (يعني كانت عجينة الخبز مكونة من طحين وماء فقط )..وكانوا يحضروا العجينة من المسا ويتركوها ترتاح (تتخمر) للصبح حتى يخبزوها…
وطبعا اتطور الخبز وصار بأشكال وأحجام وطعوم منوعة ومختلفة…أما شكل رغيف خبزنا الحالي فتخيلوا انو عمره من 6000 ق.م بهالوقت بدأ أحد اﻷشخاص بإحدى أجزاء سومر أو بلاد مابين النهرين بإعداد الخبز بشكله اللي منشوفه هﻷ..ومنها انتشر بكل بلادنا…
وقام السومريين بفترة حكم جمدت نصر بتعليم المصريين طريقة طهي الخبز والمصريين أخدوا هالمعرفة ونظموها وطوروها واخترعوا الخميرة من الجعة وبعض اﻷعشاب وبيرجعلهن الفضل باختراع الخبز المخمر..واخترعوا كمان الفرن المخروطي.. (هالشي مؤرخ على جدران معابدهم وعلى التماثيل القادمة من آشور..موجود عمليات ومراحل صنع الخبز من تجميع الحبوب وطحنها وعجنها لخبزها وطهيها) ..
طبعا الخبز انوجد واتصنع بكل مناطق العالم وبأزمنة مختلفة وحسب الحبوب المتوفرة بكل مكان..وكان بأسماء وبأنواع عديدة…لكن المؤكد بالتاريخ انو بدأ بمنطقتنا وكان اﻹختراع الغذائي اﻷهم بحياة البشر ﻷنو بيشكل وجبة غذائية كافية لتمد اﻹنسان بالبروتينات والطاقة وتمنع عنه الجوع ..لهيك كان الخبز مقدس ببلادنا وكان يقدم كقرابين لﻵلهة مع الخمر والزيت..وانذكر بالملاحم واﻷساطير (ملحمة جلجامش) وباسطورة بعل ابن دجن ولاحقا بالكتب السماوية وبالتراث الشعبي والفني واﻷدبي والغنائي وبعاداتنا وتقاليدنا وأمثالنا الشعبية…الخ..
وضل الخبز الغذاء المقدس وخير وبركة قمح بلادنا..
وهﻷ…يا سنابل قمحنا المزروعة بتراب سوريا..هللو عا بيادركن هللو..وتعوا نرجع نعجن رغيفنا بإيدينا ونخبزه بتنورنا…واتذكروا انو انتو يا سوريين اللي زرعتوا القمح وحصدتوا نور الشمس وأنتجتوا الحياة وانتصرتوا عالموت لتحيا سوريتكم…وتحيا سوريا ….

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نبات‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
د.م ابراهيم الشاوي ربي يساعدك …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة المرفقة في الأسفل للمصور : فريد ظفور
 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.