المصورة أمل عساف: حكاية تحدي شرقية

 

مصورون مبدعون – Arabphoto Graphers – صلاح حيدر – أكاديمية التصوير العربية ..

 

امل عساف مصورة من الامارات .عمري في التصوير بعد الاتقان يقارب السنتين فقط.. . لكني اكتشفت موهبة التصوير عندي قبل عشر سنوات تقرييا بكاميرا ذات عدسة مدمجة وصور داخل مدينتي مع عائلتي دون أن افقه شيئا في التصوير .. ثم اقتنيت اول كاميرا بعدسة متغيرة وكانت من نوع جيد وليس ممتاز.. وهكذا بدأت رحلتي .. أبحث و اجتهد اجتهادا شخصيا بالقراءة .. حتى دخلت في موضوع مثلث التعريض وموازنة الضوء… وهذا كان قبل سنتين ونصف تقرييا.. واثناء البحث والدراسة بدأت ادخل مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك …الخ اذكر اني سألت احد المصورين عن شيء فدلني على مصور اخر ومن هنا بدأت قصتي:). حاول هذا المصور الاجابة على اسئلتي سؤالا بعد سؤال … ووقف بجانبي كثير وكان ينتقدني بلهجة قاسية.. وكلما قال لا زادت محاولاتي… هذا كان استاذي الكبير الفنان المصور سعيد العلوي حفظه الله واطال بعمره..الذي فهمت انتقاده اللاذع ولهجته القاسية بعد ان تطور مستواي. كنت احب التحدي كثيرا … واذكر انني كتبت له هذه العبارة بلحظة غضب وتعصب من انتقاده القاسي: سوف انافسك يوما ما… واجتهدت كثيرا وقرأت وسألت ودخلت ورش تصوير.. اذكر مرة ذهبت الى منطقة بعيدة عن منطقتي وكدت ان اعمل حادث بالسيارة لولا لطف الله ولم يثنني ذلك عن استمرار في البحث عن الصورة الجميلة… ولكنني خروجي المتزايد للتصوير الخارجي لاحظت بعدم راحة ..سواء من نظرات الناس او مضايقات الشباب.. فتاة بعباءة وكاميرا وترايبود….!!ياالهي حسسوني اني امسك رشاشا او قنبلة يدوية.. واذا وقفت على اعلى جسر استوقفوني ظنا منهم اني سأنتحر… المهم شعرت ان تصوير الاستوديو يمنحني حرية أكبر… وفيه تمكن اكثر.. فأنا صاحبة الضوء وانا من يتحكم به.. بينما في الخارج فالله يتحكم بضوء الشمس وغيري يتحكم بانارة الشوارع.. لم اشعر ان اشعة الشمس تستهويني.. بل كنت اريد ما هواصعب من ذلك.. لذلك ركزت على التصوير الداخلي. نصيحتي للمبتدئين: لا تسأل مصورا سؤالا لم تبحث عنه في النت. كنت اوصل رسالة للمصور الذي امامي انني افهم سؤالي جيدا وافهم جوانبه وانني تعبت للبحث عن اجابته فيشعر انني مجتهدة وان الإجابة عن أسئلتي ليست مضيعة لوقته. اجعل هدفك هو الاول في حياتك وكن على يقين . انك لن تصل الى مبتغاك مجانا… حتى المعلومة التي تأخذها من قوقل ليست مجانا كما تظن.!! فأنت تدفع نهاية كل شهر فاتورة نت ..لذلك ابدأ باقتناء الاضاءات وتوفير ما تحتاجه في الاستوديو واقتن الكتب واقرأ وابحث في النت وفي مواقع التواصل الاجتماعي ثم اخر شي اسأل.. لا تسأل سؤالا عاما يشتت المصور بإجابته لانه حتما سيستغرب سؤالك.. كأن تسأله مثلا: الله ما اجمل الصورة كيف ألتقطتها؟ ياااللهول!!! اتعرف ان اجابة هذا السؤال قد تستغرق يومين!!! طبعا ابالغ اكيد … ولكن فعلا لا تستطيع سؤال المصور بهذه الطريقة والا تأكد انه لن يجيب عليك.. ولكن لو سألته مثلا : صورة جميلة ..هل استخدمت نوع معين من الفلاتر؟ او هل استخدمت شتر بطيء؟ او كيف ثبت الترايبود على هذه الاحجار ؟ الخ اجعل سؤالك محدد غير مبهم او عام ..احصره قدر ما تستطيع.. اما نصائحي لك بخبرتي المتواضعة داخل الاستوديو هي… ان تجرب وتجرب وتجرب… هل تعلم انني طبقت توزيع اضاءة بورتريه على الستل لايف.. نعم وكانت النتيجة مذهلة.. عندما تعلمت تصوير الحياة الصامتة بدأ الناس بتشبيه اعمالي بأعمال استاذي… فأغضبني ذلك.. وعاتبته لم اكن اريد ان اكون نسخة منه اريد ان اكون نسخة من نفسي… فقال : اذا اسلكي خطك وانتهجي اسلوبك…بدأت بتغيير الاضاءة او زاويتها او عددها وتغيير المعالجة نوعا ما…تدربت على الفوتوشوب وخرجت بنتائج مضحكة… ولم ايأس من اي انتقاد في البداية كنت اتقبل انتقادات الجميع حتى بدأت افهم شغلي وصار الانتقاد ينحصر على المصورين فقط … ثم زادت الخبرة واصبحت اتقبل النقد ممن اختصاصهم يشابه اختصاصي اكثر… لان اصبحت عدد الاخطاء اقل .. ادرس موضوع التكوين… قد تصور كوب قهوة بطريقة صحيحة ولكن هل مميزة؟ … اجعل لك لمستك الفريدة التي تميز اعمالك انتبه للالوان.. وتجانسها.. بعد ذلك جرب توزيع اضاءات جديدة..لا تقلد ابدا…بل اجعل اعمال المصورين الاخرين لك الهام لك لفكرة جديدة … اتطلع على اعمال مصورين محترفين وحاول قراءتها… ابحث عن الظلال وستعرف اتجاه الضوء وبعد قراءتها حاول تطبيقها… غير التكوين وطبق نفس الاضاءة حتى لا تدخل في دائرة التقليد والملل.. لا توفر في معدات التصوير… كل ما ستخسره سيعود عليك بالفائدة… كلما كانت العدسة اغلى ستكون افضل بحدتها وجودتها اكيد لا توفر في العدسات ووفر بأشياء ثانية مثل الترايبود والاضاءات والسوفت بوكسات ووالخ.. طبعا من المحاور اللي تجذبني بعد الحياة الصامتة هي تصوير الاشخاص.. وبما انني لا احب الاشياء العادية واحب التميز دائما فلا تجذبني تصوير الاشخاص العاديين.. فأنا عندي افكار للتصوير لم تصور في الوطن العربي ولكن لن اطبقها حتى اتمكن من اضاءتها…. ليس المهم ان اصور صور صحيحة فنيا بقدر شغفي لتصوير صور تخطف الابصار من روعتها وغرابتها.. احب تصوير اشخاص ذو سن كبير وملامح غريبة … وافضل تصوير داخل الاستوديو طبعا حتى تكون الاضاءة تحدي لي.“

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.