تم نشر ‏٢‏ من التحديثات بواسطة ‏‎Salman AlAhmad‎‏.
Manal Zaffour

من حكايا سوريا والسورين..
حكايا “التلال”..(4)..
تل “آفس” … (جزء 1)
من آفس ازمير ﻵفس ادلب.. من نصب زكور لمملكة حزرق.. اللي كانت مركز لمراقبة مسارات الطرق التجارية من 3500 ق.م ..
ب 2009 بمدينة ازمير (باﻷناضول _تركيا)..زرت منطقة أثرية اسمها آفس (آفسوس ،آباسا ،آزراوا) ويعني اﻹسم بيت السيد المقدس..وكانت مستعمرة اغريقية على شاطئ بحر ايجة مبنية من سنة 1000 ق.م .. وهي بتشبه مدننا السورية وخاصة تدمر..يعني فيها شارع طويل ومعابد لﻹله بل (بعل) واﻹله ايلوير (اله الرياح العالية) ..وساحات وقوس نصر وبوابات للمدينة ومسرح مدرج ولوحات فسيفسائية ..الخ..وكان الدليل السياحي عم يشرحلنا عن عظمة ومجد أجداده العثمانيين اللي بنوا المدينة وكيف احتلوها اﻹغريق..وأنا عيني عم تحمر من الغضب لحد ما وصلنا قدام لوحة فسيفسائية كبيرة (3×2م) موجودة بالساحة قدام المعبد (واضح انها مو بمكانها الصحيح..جابوها من بلادها وزرعوها بهالمكان) وعليها كتابة قديمة وفوقها كتابة اغريقية..فقال الدليل : هيدي الكتابة العثمانية القديمة بتقول: انو جد جد جد جده العثماني اﻷول هو اللي بنى المدينة.. وهون أنا لمعت صواعق بعل فوق راسي وطار الشرر من عيوني وقلتله: وجدك العثماني اﻷول اللي ولد بالقرن 14 ميلادي ..بنى المدينة قبل ما يخلق ب2400 سنة؟؟!!! هيدي معجزة بالتاريخ البشري حتى اﻵلهة ماقدروا يعملوها!!!! ..والكتابة القديمة آرامية بتقول (مواه بل يحمي ملكا د هازرك برع_ يم) وبتعني (اﻹله بعل حامي مملكة حزرق اﻷرضية والبحرية).. وكان جنبنا وحدة يابانية (من كوكب اليابان) معها جهاز صغير بيشبه (التاب) حطته قدام اللوحة و قالت الكتابة هي آرامياك.. لغة السيد المسيح..ولايوجد كتابة عثمانية.. وهون انا قلت بالعربي بدكن تسرقوا لغة عاﻷقل اتعلموا تلقشوا فيها..فاتطلع فيي الدليل وقللي : (هنتي سورييت..بتلقشي (يعني بتحكي) سوري..وانا سوري..وهايا آفس لنا..والله يا خانم مافينا منقدر نلقش بالحقيقة)..
مابعرف ليش اتذكرت هالحكاية لمن قرأت عن تل آفس السوري..يمكن بسبب تشابه اﻷسماء واﻵلهة والعمارة والحضارة..ويمكن حتى اللي بنى المدينتين يكون هنن اﻵراميين..ماحدا بيعرف.!!!؟؟؟ لسه خفايا آثار تل آفس ما انكشفت…
المهم بسنة 1903 (كانت سوريا تحت اﻹحتلال العثماني) .. وأثناء سفر القنصل الفرنسي المقيم بحلب..إلى دمشق..وبالطريق مر بموقع تل آفس.. وشاف بناء حديث مبني بحجارة بازلتية قديمة وبين هالحجارة المستخدمة كان في حجر كبير هو جزء من نصب تذكاري..مبين النصف اﻷسفل لشكل شخص بلباس مزين بأهداب (شراشيب) وواقف على قاعدة منقوش عليها كتابة آرامية بتحكي عن مملكة حزرق (هازرك) وتحالفاتها مع الممالك المجاورة وعن معابدها وآلهتها وتحصيناتها…الخ..فسأل القنصل عن الحجار ومكانها..فدلوه الناس عالمكان اللي جابوه منها..من منطقة تل الشيخ حسن (اللي هي تل آفس اﻷثري) من بير قديم مهجور بالجزء الشرقي بالمقبرة القديمة ..وهالحجر انعرف باسم ( نصب زكور)..وكان هالحجر سبب اكتشاف مملكة حزرق..ووو ماحدا بيعرف كيف قدر القنصل الفرنسي يشلع الحجار القديمة ونصب زكور من البناء..وسافروا معو على فرنسا وبعدن لهﻷ مأسورين قصدي معروضين بمتحف اللوفر من 115 سنة.
….يتبع…

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.