تهاجر الحيوانات والطيور والأسماك كل عام من وإلى جميع أنحاء العالم لأسباب مختلفة،

منها درجات الحرارة، ومواسم التزاوج، دون استخدام خريطة أو نظام تحديد المواقع، أو العمق، لأن الأسماك تهاجر إلى أعماق مختلفة أيضا..

ومفهوم هجرة الحيوانات هو مصطلح يستخدمه علماء الأحياء لوصف العديد من التحركات، التي تقوم بها الحيوانات، ويُعَرِّف غالبية علماء الأحياء الهجرات بأنها تحركات دائرية منتظمة تقوم بها الحيوانات بين منطقتين، توفر كل منهما لمرحلة من مراحل حياة تلك الحيوانات ظروفًا معيشية أفضل من الأخرى، فتهاجر كثير من الطيور والأسماك والحشرات والثدييات بصورة منتظمة لتتجنب التغيرات غير المواتية سواء في المناخ أو في مصادر الغذاء.

وتتم هذه الهجرات على الأرض أو في الماء أو في الهواء وبعضها يقطع مسافات قصيرة فقط، حيث يهاجر العديد من الضفادع والعلاجيم سنوياً بانتظام لمسافة كيلومترات بين أماكن تكاثرها والأماكن الأخرى، بينما تهاجر طيور أخرى آلاف الكيلومترات سنوياً وأطول الطيور هجرة هو الخطاف القطبي الذي يهاجر لمسافة حوالي 35,000 كم سنوياً.

 تعد هجرة السلمون من أكبر الهجرات التي تمر بها الأرض، وهي مليئة بالمفاجئات لكل دارسيها، يولد السلمون في المياه العذبة للأنهار وبعد أشهر من خروجها من البيوض تهاجر إلى البحار لتظل فيها حتى تصل سن البلوغ ومن هنا تبدأ رحلة العودة مرة أخرى إلى المياه العذبة التي ولدت فيها لكي تنشئ جيلاً جديداً من سمك السلمون وأثناء هذه الرحلة.

ويجب أن تسبح في إتجاه ضد تيار المياه مع المناورات للهروب من المفترسات التي تنتظر وجودها والحقيقة أن العلماء حتى الآن لا يعرفون كيف يستطيع سمك السلمون معرفة المكان الذي ولد فيه بعد الهجرة.

تعيش الحيتان معظم حياتها بالقرب من المياه الباردة أي بالقرب من القطبين ولكنها تسافر آلاف الأميال فيما بعد بحثاً عن المياه الدافئة لكي تضع مواليدها.

وتسافر الحيتان خلال هجرتها بسرعة 15 كيلومتر في الساعة في المتوسط، وتبدأ هجرتها بين شهري سبتمبر وأكتوبر وتبدأ الهجرة بتحرك الذكور تتبعها الإناث الحوامل وأخيراً يتبعهم شباب الحيتان ويقضي هذا القطيع في المياه الدافئة من ثلاثة إلى أربعة أشهر وتبدأ رحلة العودة في شهر مارس.

 بالرغم من صغر حجم الفراشات إلا أنه تسافر كل عام مسافة لا تقل عن 4000 كيلومتر بين الغابات وتحدث هذه الهجرة بين شهر أغسطس وأكتوبر بحثًا عن الطقس الدافئ وتستغرق هذه الهجرة ما بين ثمانية إلى تسعة أشهر.

  

 تهاجر فقمة ألاسكا إلى المياه الدافئة جنوب المحيط الهادي مُقادة بإناث القطيع، وبمجرد أن تصل الإناث إلى المياه الدافئة تضع مواليدها وتبقى جنبها من شهرين إلى ثلاثة أشهر قبل العودة إلى المياه الباردة في شمال ألاسكا لكي تعيد دورة التكاثر من جديد حتى أن هناك بعض الذكور لا تهاجر ولكنها تنتظر عودة الإناث.

  

 يعيش هذا النوع من الطيور  والذي يسمى برافعات الرمل الكندية في الأراضي الرطبة في ألبيرت في كندا وتهاجر بشكل سنوي بين شهري نوفمبر وديسمبر، وهي تطير في رحلة تتوقف لبعض الوقت في نبراسكا في أمريكا ثم تطير إلى شمال المكسيك قاطعة مسافة تصل إلى 3600 كيلومتر للتربية والتغذي.

 تهاجر بأعداد كبيرة تصل إلى 600000 فرد من القطيع وعادة ما تكون مصدر لتسلية السائحين على ضفاف نهر بلات، كما  تضغ الإناث من هذا النوع بيضتين في مكان الهجرة وترقد عليها ما بين 30 إلى 35 يوم.

  

 يهاجر البقر الأفريقي الذي له رأس الثور  قاطعاً مسافة تصل إلى 3000 كيلومتر من تانزانيان وحتى كينيا، الشيء الغريب في هذه الهجرة أن الحيوانات تتحرك في شكل دوائر باحثة عن مراعي خضراء كما يجب عليها تجنب المفترسات وخاصة عند عبور نهر المارا وتبدأ الهجرة في يونيو وتنتهي في سبتمبر ثم تبدأ في التفكير في رحلة العودة في أكتوبر، ويولد خلال هذه الهجرة 400000 مولود جديد من هذا النوع.

  

 تهاجر الفيلة الأفريقية والأسيوية في وحدات عائلية في مجموعات كبيرة ما بين 10 إلى 70 فرد وتقطع مسافة ما بين 300-500 كيلومتر بحثاً عن المياه والطعام.

وهي كائنات إجتماعية تقودها الإناث الأكبر سناً، فيتحرك بعضها أثناء الهجرة من أجل حماية القطيع وعندما يحدث أي هجوم على القطيع تكون وظيفة الفيلة الأكبر سناً هي حماية الصغار، أمّا الذكور فيهاجرون كل على حدى أو في قطعان خاصة بهم.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.