ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏أشخاص يتناولون الطعام‏‏‏

النحات “نزار بدر”.. العمل تحت سلطة المتلقي

كمال شاهين – الأحد 14 نيسان 2013
يعمل بصمت ودون كلل على الكتل الحجرية فيحيل فراغها إلى مشهد بصري مفاجئ، لا يدّعي كثيراً في عمله بل يتركه دائماً تحت سلطة المتلقي.

تكبير الصورة

مدونة وطن eSyria التقت النحات السوري “نزار بدر” بتاريخ 1/4/2013 حيث كان يستعد لمعرضه الجديد وكان الحوار التالي:

* كيف تختار الحجر؟

** الحجر الذي استعمله خاضع للطبيعة التي أتعامل معها وأحياناً تكون المصادفة سيدة الموقف، أدرس الحجر وأحدد صلاحيته للنحت فبعض الحجارة غير صالح للنحت، وكثيراً ما أصل في تجربتي وبحثي عن المادة إلى مناطق بعيدة، وحين ألتقي الحجر أحدق فيه باحثاً عن التكوين المختبئ فيه، بعد ذلك تبدأ رحلة العمل والتنقيب عن هذا الكائن المخبوء…

* كيف تتعامل مع الكتلة الحجرية التي تقف أمامك صماء؟

** يجب أن يكون المتخيل لدى الفنان واسعاً حتى ينجز العمل، وبالنسبة لي أبدأ العمل مباشرة على المنحوتة بعد أن أكون أكملت تأملي فيها، لا أستعمل أية أوراق أو تخطيطات لإنجاز العمل وأبدأ مستعملاً الإزميل والمطرقة، وهما يداي اللتان تأخذان من عقلي صورة المنحوتة وتعملان دون تدخل مني حتى تكتمل، خاصة اليد التي تحمل الإزميل فهي وحدها من يمشي على جسد الكتلة ويزيل عنها القشور لكي يظهر الشكل.. أنا لم أتعلم النحت من أحد ولم أتأثر بأحد ولست أكاديمياً في عملي، العفوية وحدها هي التي تجعلني أقف بثبات أمام الكتلة.

* وهل تختار تبعاً للكتلة موضوع عملك وبالتالي تحدد لك الشكل المتوقع؟

** لا، لا علاقة للكتلة بالموضوع بمعنى ربط الحجم بالموضوع، قد تكون الكتلة صغيرة الحجم

تكبير الصورة

وبالتالي يكون العمل أصعب لأن هناك دقة شديدة في العمل وأي خطأ في أي ضربة قد يلغي العمل كلياً. مواضيعي تتنوع بين جسد المرأة والوجوه والمواضيع الأكثر تعقيداً، وجسد المرأة هو الأكثر إغراءً في النحت لأنه يسمح بتعدد الرؤى والطروحات… الواقعية التجريدية هي أكثر مغريات العمل لدي وهي الرسائل التي أفضل إيصالها إلى المتلقي.

* هل تشكل قساوة الكتلة دوراً في اختيار الموضوع؟

** مفتاح العمل الفني هو الخيال دائماً كما قلت لك، ويجب على النحات أن يجرب ويجرب حتى يصل إلى الصورة المرتجاة من المتخيل الذي يحمله في يديه ورأسه.. عند سبر العمل والبدء به لا تقف قساوة المادة مانعاً ولكن تختلف الأدوات وإن كنت أفضل كنحات عفوي اللجوء دوماً إلى الإزميل والمطرقة ونادراً ما أستخدم صاروخ الجلخ في عملي.. الإزميل كثيراً ما يوقفني عن العمل في لحظة معينة ليقول لي توقف هنا.. يكفي.. العمل يحكي.. تصبح بيني وبين الكتلة علاقة روحية لأقوم بتقشير زوائدها التي تطلبها هي مني..

* بين الخشب والحجر أيهما أسهل؟

** الخشب برأيي أصعب، وذلك لأن الخشب أكثر حساسية تجاه العمل ورسائله أكثر وضوحاً وأكثر مباشرة وخاصة أن الفراغ الذي يشكله الخشب يختلف عن فراغ الحجر… في عملي الأخير أردت أن أصور عزاء شهيد سوري فلجأت إلى الخشب لخلق كتلة مشهدية متصلة. الحجر قد يشكل نفس الأمر ولكن يبقى

تكبير الصورة

للفراغ خصوصية معينة وهو ما سأركز عليه في معرضي القادم..

* وهل تعالج المنحوتة بعد الانتهاء منها؟

** غالباً ما أتركها كما هي إلا إذا كان الموضوع نفسه يحتاج إلى هذه الإكمالات مثل البردخة والتنعيم والتفريغ وغير ذلك، أحياناً أترك المنحوتة تحت المطر وتحت الشمس كي يتغير لونها فتعطي انطباعاً أقسى وأقرب إلى الحقيقة، أترك للزمن وحده حكاية التعتيق والبقاء.

* نعود إلى بدء حكاية النحت عند النحات “نزار بدر”، منذ متى بدأت التعامل مع الأحجار والفراغ؟

** أول عمل نحتي لي كان منذ سنوات طويلة حين كنت في الثامنة وكان أهلي يحفرون بئراً ويجمعون الطين الناتج على شكل تلة، أخذت وقتها كمية وبدأت أشكل بالسكين ما يشبه رأساً بشرياً.. كانت تلك اللحظة لحظة اكتشافي المبهر أنه يمكنني تشكيل الأشياء.. لاحقاً تغيرت السكين لتصبح إزميلاً.

* هل هناك أمكنة أفضل من غيرها لممارسة فن النحت؟

** الطبيعة هي الأكثر قرباً لروح النحات، في الأجواء المفتوحة يمكن للفنان أن يحاكي الطبيعة أو أن يتحاور معها في جدل الند للند، وأحياناً كثيرة قد تتفوق الطبيعة بأبديتها على النحات العابر للزمن فهي تمتلك أدوات ليست بمقدور فنان النحت.. الزمن نفسه أفضل أداة للنحت ترافقه الرياح للنهاية.

الفنان “ناظم حمدان” قال عنه: «يتناول النحات نزار في أعماله أقسى أنواع الصخور وينحتها ويشكل فيها أشكالاً إنسانية تتشابك فيما بينها في

تكبير الصورة

حالات من الحب والأمل، وبأدواته البسيطة الأزاميل الصغيرة دون أن يستخدم الأدوات الكهربائية ويعمل في المنحوتات الخشبية ولا تقل أهميتها عن منحوتات الصوان».

أما الفنان التشكيلي “بولس سركو” فيقول: «هو يطوع كتل الصخر الصلبة بالإزميل ليحول عشوائيتها الى حالات جمالية أسطورية متناغمة تتداخل فيها أجساد نسائية متراصة تنقلنا الى أجواء حالمة غريبة تستحق المشاهدة والمتابعة».

الفنان نزار بدر من مواليد اللاذقية – بسنادا عام 1964 شارك في العديد من المعارض والملتقيات النحتية في سورية وشارك في بينالي مهرجان المحبة ويستعد حالياً لإطلاق معرضه الجديد في نادي الأوركسترا في اللاذقية.

الفنان “نزار بدر” النحات السوري من اللاذقية ..
النحات “نزار بدر”.. العمل تحت سلطة المتلقي
كمال شاهين
يعمل بصمت ودون كلل على الكتل الحجرية فيحيل فراغها إلى مشهد بصري مفاجئ، لا يدّعي كثيراً في عمله بل يتركه دائماً تحت سلطة المتلقي.
http://www.almooftah.com/vb/showthread.php…

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏أشخاص يتناولون الطعام‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.