فاطمة زهراء سعيدي فنانة تبحث عن وجه جديد يمنح الثقة في النفس بعيدا عن البؤس والخدوش الوسيمة التي يلجأ إليها أغلب المصورين الفوتوغرافيين ، تضع أصابعها على المحك لترصد صور السعادة والجمال مركزة على  الجسد كتيمة لتحريك الساكن .

بدأت علاقة فاطمة زهراء سعيدي بالصورة الفوتوغرافية منذ نعومة أظافرها ، واقترنت باللحظات الجميلة عندما كانت ظفيرتها تستعد مع ابتسامة بريئة وعيون خجولة  لالتقاط  صورة يوم العيد وأمام بهاء اللحظة ، وتميزها ترسخ جمال ما في ذوقها الجمالي بحيث بات التقاط الصورة بالنسبة إليها هو ترسيخ لكل ما هو جميل وأنيق وأرستقراطي .

تتميز تجربة فاطمة زهراء سعيدي بالدقة في التمييز بين اللحظة الجامدة والمتحركة فتلتقطها مرة ثانية كي تعيد لها الحياة ، بعيدا عن كلاسيكية الصورة ، ذهابا إلى حداثيتها وعصرنتها من خلال “تيمة” هي في الحقيقة تعبير عن حقيقة ما ، مبدأ ، أو صوت أخرس.

ورغم تجربتها التي تنحصر في الجزائر فقط من حيث تمركزها في الهامش في نطاق ما يحسه شباب اليوم من تهميش وتغييب إلا أن الحضور الفعلي لدى هذه الموهبة يتعدى حدود الوطن .

تعبر الفنانة على مواقف معينة ، وتحمل بين طياتها تفاصيل الإنسانية والمحبة والسلام ، فمثلما تتعايش زهراء في حديقة الفنانين الفوتوغرافيين في الجزائر إلا أنها تتفرد بتقنيات عالية في التقاطها للصورة الفوتوغرافية أين يتعدى اللون على غرار الابيض والأسود حدودها . تحرك هذه الفنانة الصورة وتقترنها برسالة تخرج من نطاق البسيط والعادي إلى تعميق معنى وتركز على التفاصيل الدقيقة ، على غرار الملامح وحركة الجسد ، بهدف تحريك الجامد ، وتفعيل الرائي ، وتعديل زاوية الرؤية وتقدير قيمتها الفكرية حيث الفن وسيلة وغاية في نفس الوقت دون حيازة الإجتهادات التي يبادر بها الجمهور أثناء عرضها في الصالونات الوطنية والولائية.

وفي لقائنا بها أكدت أنها ترصد العالمية من خلال أغلفة المجلات التي تنوي الإنخراط فيها مستقبلا ويعد هذا الطموح الشرعي حلم طالما راودها ، لطبع نسخة جزائرية متفردة .

تعد فاطمة زهراء سعيدي ضمن أوائل الفنانات الفوتوغرافيات في بلادنا بعد مجموعة من التتويجات ، التي حازت عليها على غرار شهادة من أكبر منظمة عالمية في التصوير “فياب” أعضاؤها لجنة التحكيم من الهند ماليزيا أمريكا قبرص رومانيا السويد .جويلية الماضي و زهرة البيض التي فازت بالمرتبة الثانية في مسابقة عربية بالأردن .

تعد لوحة ” المرأة الإفريقية ” من أهم لوحاتها  خاصة بعد أن شاركت بها في الصالون الدولي في العاصمة أفريل الماضي إلى جانب لوحة ” موعد غير مكتمل”  و لوحة ” يد من الخلف ” التي نالت جائزة المرتبة الثانية بسوق أهراس  سنة 2017.

سلوى لميس مسعي