Saad Hashmi | HIPA

فوتوغرافيا

بين انتظار الإلهام .. واستدعائه (الجزء الأول)

من الأسئلة الكبرى التي تحاصر المصورين المبتدئين، أو حتى المصورين ذوي التجارب الطويلة والذين يشعرون في مرحلةٍ ما بالوصول لحافة العالم، حيث يسيطر عليهم لفترةٍ من الوقت نمطٌ سلبيّ من التفكير يخبرهم بأن كل ما يمكن فعله قد تمّ بالفعل ! المصور المثقّف لا يؤمن بهذه الفكرة قط ! لكن من الواقعية أن نتقبّل وجودها في بعض المساحات الرمادية لبرهةٍ من الوقت.

ماهي الفكرة الفوتوغرافية التالية التي تستحق أن أعمل عليها بشغف ؟ هذا السؤال الكبير الذي يقضّ مضجع الكثيرين في مرحلةٍ يمكننا عنونتها بـ”الاستهلاك الإبداعي” ! وللتبحّر أكثر في الطرق والأساليب المتاحة لمقاومة هذه المرحلة، من المفيد أن نتعرّف أكثر على ماهيّة الإبداع ! هل هو طريقة تفكير .. أم نتيجة نهائية ؟

في التقرير الذي كتبته “ماريا كونيكوفا” لمجلة “ذي نيويوركر” حول هذا الموضوع، تقول: يبقى تعريف الإبداع ضبابياً ومستعصياً على الصياغة الدقيقة. إذا افترضنا أن الإبداع هو أن تأتي بشيءٍ جديدٍ للعالم، إذاً سيكون المبدعون هم العلماء والفنانون والكُتّاب والموسيقيون، ومن يضيفون للعالم جديداً، لكن الدكتور “جون كونيوس” أستاذ علم النفس بجامعة “دركسل” يعتبر هذا الرأي خاطئاً ! فهو يعتقد أن الإبداع متعلقٌ بطريقة التفكير، وليس بالنتيجة النهائية. ولشرح فكرته يضرب المثال التالي: إذا افترضنا أن هناك شخصاً لا يعرف شيئاً عن وجود مشابك الأوراق، وكان يعاني من بعثرة أوراقه على مكتبه، ثم وجد طريقةً ما لتجميعها سوياً، فإن هذا الشخص يُعدُّ مبدعاً جداً، لأن ما قام به يُعدُّ عملاً جديداً وخلاّقاً. ولنفترض أن ثمة شخص يعمل في مجالٍ جديدٍ تماماً مثل النانوتكنولوجي، إن أي شيءٍ ينتجه قد يُسمّى بطبيعته إبداعاً، لأن المجال بالكامل جديد. إذن هل عملية إنتاج ذاك المنتج تُعدُّ إبداعية؟

فلاش

أخبر عقلك بما تريد ! فكرة .. أم مصنعاً للأفكار ؟

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.