لا يتوفر وصف للصورة.

لا يتوفر وصف للصورة.
خيري شيت

نصوص تخاريف
خيري شيت شكر
قرأت واستمتعت بموسيقا شعرية وبانوراما من نسيج الشعر خطط لها وعزفها على أسماعي الشاعر عبد الستار الدرويش .. إذ أولجنا بأصابعه الثلاثة لتمسك بتلابيب الخيال الموقع ببصمة الواقع .. بشراشة قلم يعرف طريقه للمتلقي جيداً .. فتعاون الفنانان التاريخيان (القلم والمخيلة) ليسقطا على صفائح الورق شعراً يشبه المطر الذي يقبل وجه التراب الذي أنهكه العطش ويعطيني أنا القارئ رياحين عطرة مؤثثة بـ ((صباحات)) ذلك السحر المشروع .. سحر الشعر وما أدراك بهذا السحر .
الدرويش: … في ((أسود و أبيض)) يتحاور مع الصباح بتداعيات فتيّة .. صاخبة .. حالمة.. آملةٍ تقبل على بيبان القابل من الأيام بلون ذاتي قوي يخترق صخب الواقع ليعمل فكره الشاب لفتح طريق أوسع لقراءة حياتنا المتشابكة وسط زحام واضمحلال جهودنا وأوراقنا العاطفية فيها.. فيييييييي : (غربة)) يتحاور الشاعر بفلسفة سقراطية وروح شاعر مع كتيبات حياتنا الضاجّة في عقم الصور والصور العقيمة من حولنا وقد مسختها ودنسها غياب الواقع في طاغوت المادة الوقحة .. تلك الأشياء المبعثرة يبحث فيها وعنها محاوراً .. متحرياً .. جدلياً ، يتساءل : ما جدوى أن نكون (وقد) لا نكون في هذا الأفق المشوّه المفتوح ؟؟؟
عبد الستار الدرويش… الشاعر .. العاشق .. القادم إلينا من ممالك الأمل .. من وحي الشعر يرسل لها .. إليها رسالة صامتة عن الحب مندحسة بروح روحه .. يصور لنا الموت .. يرسم دموع اللا مرئيين في متاهات الفضاء واللامنظور .. في وحشة القبور ، ونحن فيهم ولديهم ومعهم .. لا نعلم ؟؟ ندخل مع الشاعر الدرويش سلالة عُرفية نتعلم منها اقتحام عوالم الكينونة بساعة الزمن التي تدق .. لتبلغنا بل تخبرنا عن حقيقة الأشياء من حولنا بروح متمرد لا يأبه كثيراً بالقواعد والقوالب وقبور الأقدمين التي تسجن عقولنا أحياناً ؛ ؛ وأحايين تلغيها وتفجعها بالجمود. لماذا التمرّد على الحب .. القلب .. سطوع الدموع لا أعلم ؟ كل ما أعلمه أن القلب يعلن البراءة من قلبه وكل ما و(مَن) حوله .. يختار الإغتراب حين تنكسر الإضاءة الداخلية فينا ….! تخاريف بنصوصها أعجبتني فراحت بي في نزهة واسكرتني حين أدخلتني طائعا لها في فضاء مخمور وغفوة بظل ربيعي مائز السحرية .. تخاريف قائمة حساب ندفعها باختيارنا ومحبتنا لعقولنا العطشى لكل جديد جريء .. بانوراما موجزة وضعت اجسادنا قبالتها وتركت لعقولنا حرية التنقل بين ألواحها الزمنية نُجنّ فيها على طرقنا الخاصة بلا وجل .. نصوص تخاريف.. فضحت خوفنا .. غربتنا واغترابنا مع الأشياء حين نأمل ونتأمل بصمت الكبار . الدرويش فنان ونحات بروح شاعر فضحنا نحن الرائيين حين نعيش التناقض والخوف وندعي التماسك والقوة ؟؟؟؟

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.