البداية الأولى لفن التصوير الضوئي في سورية  – فنانو التصوير الضوئي في سورية 1920-1980م ..-  بواسطة: سعد بشير فنصة  ..

 

• الفنان جورج عشي

مواليد ضهر صفرا ( طرطوس  1941م

 

يعد هذا الفنان بحق مؤسس نادي فن التصوير الضوئي في سورية وترأس إدارته عدة دورات متفاوتة الأزمنة والتواريخ، فكانت إدارته ” ما يسترو” حقيقي لهذا التجمع الفني نظم شؤونه ومنحه دفعاً قوياً أدرجه في غالبية النشاطات الثقافية والفنية على مستوى سورية والعالم، والفنان الرائد عشي متعدد المواهب فهو أساساً شاعر وفنان تشكيلي وعازف منفرد للبيانو و الفيولونسيل وكاتب وصحفي ومؤلف وله ديوانا شعر باللغة المحكية السورية… ومع كل وسائل التعبير التي يمتلكها وعبر عنها إلا أن اهتمامه بآلة التصوير التي لم تفارقه لحظة، كما فارقه البيانو والقلم مرات عدة، بل كانت اهتمامه الأكبر من خلال معارضه عن الصورة الصحفية في سورية والعالم.

 

لقد حازت لوحته المنفذة بالأبيض والأسود بعنوان “البائع الأعمى” على أرفع الجوائز العالمية ومنها على الأخص معرض “إنتربرس فوتو” الدولي ويبدو أن الاهتمام الخاص الذي كرسه الفنان جورج عشي للصورة الصحفية بعمق مضمونها التعبيري ودلالاتها الإنسانية قد ميزته عن أقرانه بفنية هذه اللقطات التي يصعب بل يستحيل تكرارها أحياناً وهي تسير بتوازٍ مع رؤيته التشكيلية عبر رسوماته وكتاباته.

لقد تفرد فناننا بلوحاته بالأبيض والأسود إلى قيم رفيعة من الإحساس بالآخر الإنساني وكانت عدسته المقربة “التلي فوتو” تصطاد أثمن الحالات الإنسانية النادرة في فضاءات أمكنتها الشعبية والتقليدية، مما كان يمنحها صفة أعلى بكثير من مجرد “اللقطة الصحفية” وأعمق من فضاءها المجرد بظروفه الضوئية النادرة مع الإنسان، لذلك كانت أعمال هذا الفنان المبدع تتعالى إلى مستويات فنية رهيفة الإحساس بالإنسان والمكان معاً.

وكان الأبيض والأسود سيد أعماله بلا منازع رافضاً إدخال صورة الألوان في معارضه وحتى معارض فناني التصوير الضوئي. فقوة المصور عند هذا الفنان تبرز دائماً في لوحة الأبيض والأسود. والتي كان ينفذها هو بمخبره الخاص، حتى يكون متابعاً لتشكيلها من ألفها إلى ياءها…

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.