افتتح ممثل رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت ​جمال عيتاني​ مهرجان بيروت للصورة، برعاية الحريري، في باحة الآثارالرومانية، الحمامات، ​وسط بيروت​، مشيرا في كلمة له الى ان “هكذا كانت بيروت دوما وهكذا تكون بيروت اليوم وغدا رغم كل التحديات الاقتصاديه مدينة نابضة ب​الحركة الثقافية​ للمعارض والفن”.

واكد عيتاني “دعم الحريري ودعم مجلس ​بلدية بيروت​ الثابت لكل ما من شأنه ترسيخ وتقوية الدور الثقافي والفني في بيروت لأن الثقافة هي جزء من هوية بيروت وروحها. داعيا اهل بيروت واللبنانيين عامة والسياح العرب والاجانب الى زيارة المعرض والعروض المختلفة التي تعكس صورة بيروت الحضارية وثقافة ​الشعب اللبناني​”.

«مهرجان بيروت للصورة» يعيد للفن الفوتوغرافي حقبته الذهبية

في زحمة التصوير العشوائي من دون معايير احترافية
الأربعاء – 5 محرم 1441 هـ – 04 سبتمبر 2019 مـ رقم العدد [ 14890]
لبنان 1919… استعادة حقبة تاريخية بالصور في مهرجان بيروت
بيروت: فيفيان حداد
في زمن «السيلفي» و«البومرينغ» و«الستوري» وغيرها من أساليب التصوير الحديثة والسهلة المتاحة عبر الهاتف المحمول، تنطلق من المقلب الآخر، وبالتحديد من العاصمة اللبنانية، النسخة الأولى من «مهرجان بيروت للصورة».
هذا الحدث الذي تنظمه جمعية «مهرجان الصورة الذاكرة»، برعاية الرئيس سعد الحريري، سيقام انطلاقاً من اليوم 4 سبتمبر (أيلول) الحالي حتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، متنقلاً في عدة مناطق لبنانية. ويشارك فيه نحو 122 مصوراً فوتوغرافياً من 25 بلداً عربياً وغربياً.
«إنها تظاهرة فنية احترافية تعيد لفن الفوتوغرافيا الأصيل حقبته الذهبية»، يقول رمزي حيدر مدير المهرجان المذكور، ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «فاليوم الناس جميعاً، ومن دون استثناء، تلتقط الصور، ولكن في ظل غياب احترافية كانت تشكل العنوان الأساسي لهذا الفن». ويتابع: «فصحيح أننا نعيش حالياً عجقة صور يتم التقاطها هنا وهناك بعيداً عن شروط الاحترافية المطلوبة، إضافة إلى تلك المأخوذة لمشهديات مختلفة بأساليب (السيلفي) و(الستوري) و(البومرينغ)، وغيرها المتاحة عبر تطبيقات الهاتف المحمول، إلا أنها لا تصح لتكون مرجعاً موثقاً وذات مصدر معروف يركن إليه عبر التاريخ».
وحسب حيدر، فإن جيل اليوم بحاجة إلى التوعية والثقافة بما يخص الصورة الفوتوغرافية بجميع عناصرها الجمالية والتقنية والتوثيقية. «لنأخذ مثلاً على ذلك الحرب السورية، فكم من مرة تم نشر صور عن حادثة معينة شهدتها، لنكتشف فيما بعد أنها قديمة، وتم التقاطها من موقع آخر من بلاد العراق أو غيرها وفي تاريخ سابق وقته»، يوضح رمزي حيدر الذي يصف «مهرجان بيروت للصورة» بالحدث الفريد من نوعه في العالم العربي، ويضيف: «إنه يأتي للتأكيد على الدور الذي كانت تلعبه بيروت، فتستعيد من خلاله موقعها كملتقى للثقافة العربية وثقافات العالم، بكل تنوّعها واختلافها. كما أردناه تأكيداً لدور الصورة في بناء المجتمع وتطوره وتغييره والتأثير فيه، في ظل عصر الإنترنت وإعلام الوسائل الاجتماعية الذي يفرض على كل مواطن أن يكون مراسلاً صحافياً».
ويرتكز المهرجان على عرض صور فوتوغرافية ضمن مجموعات تحمل عناوين خاصة بها، «لقد أردناها مشروعات تصويرية توثق اللحظة حول موضوع معين»، يعلق رمزي حيدر في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط».
ومن بين الموضوعات المختارة، «بيروت» للمصور اللبناني الرائد نبيل إسماعيل الذي يفتتح معه المعرض في باحة آثارات الحمامات الرومانية في وسط بيروت، و«صيادو رأس بيروت» للمصور مروان نعماني الذي يقام على كورنيش عين المريسة، وكذلك موضوع «السجون اللبنانية» في 32 صورة التقطها هيثم الموسوي. فيما تدور موضوعات أخرى في فلك «الصورة الصحافية» و«لبنان 1919» و«القاهرة» و«فلسطين» وأخرى لـ87 مصوراً من لبنان والعالم يقدمون 35 موضوعاً مصوراً تعكس التنوع الحضاري في الثقافات والتقاليد والطقوس الدينية ضمن معرض تحتضنه المكتبة الوطنية.
ويكرّم المهرجان امرأتين عربيتين كانتا سباقتين في ممارسة مهنة التصوير الفوتوغرافي في العالم العربي. فتعرض مجموعة من الصور للفلسطينية الراحلة كريمة عبود، وهي من أصل لبناني، وذلك في مناسبة مرور 100 سنة على إبداعها. ومجموعة أخرى لماري الخازن أول امرأة مصورة في لبنان، وذلك في مركز «بيت بيروت» في منطقة السوديكو. كما سيجري عرض مجموعات أخرى لأديب شعبان وعلي بن ثالث عن الصحراء والماء، ومعرض لأيمن لطفي تحت عنوان «بورتريه مفاهيمي».
ومن الموضوعات الأخرى التي سيشهدها المهرجان، متنقلاً ما بين مدن طرابلس وصيدا وبيروت وبعلبك وصور وحمانا وغيرها، «عمالة الأطفال» للمصور العراقي أحمد الرباعي، وأخرى لنادين القدسي وهي سورية تعيش في كندا، وأخذت على عاتقها استخدام الصورة الفوتوغرافية لإلقاء الضوء على القضايا الاجتماعية التي تؤثر على الناس أثناء الحرب وبعدها.