كريمة عبود.. أول مصورة عربية محترفة قبل «100» عام

امرأة اسطورية جبارة متقدمة فيما قبل الزمن.. خرجت مؤخراً من بين ثنايا التاريخ الفلسطيني والصور الفوتوغرافية الكثيرة جداً بالابيض والاسود.

في دارة الفنون

و تلك الصور التي صورتها( كريمة عبود ) ابنة الناصرة والقدس وبيت لحم،التي عاشت في فلسطين منذ العام (1894 – 1940) إنها المرأة الخارقة في تحديها الثقافي بكاميرتها الخاصة قبل حوالي (100) عام.. فهي أول امرأة مصورة في فلسطين وربما العالم العربي كله!!.

وكما يقولون «الصورة أبلغ من الكلام»، «والصورة بألف كلمة» فقد تجولنا في عمان عبرمعرض صور فنانة التصوير كريمة عبود الذي أقامته دارة الفنون في مقرها بجبل اللويبدة.

حيث شاهدنا في هذا المعرض الذي سيستمر حتى شهر أيلول مئات من الصور الكبيرة والصغيرة التي إلتقطتها عدسة كاميرا كريمة عبود قديماً.

فقبل الانتداب البريطاني، لم تتضمن جوازات سفر النساء الفلسطينيات صور تعريف شخصية.

ومن أجل التأكد من هوية حامل جواز سفر المرأة، كان الضباط يستعينون باسم زوجها أو والدها لتأكيد ذلك… وعندما تم اكتشاف التصوير الفوتوغرافي أصبحت الصور الشخصية منتشرة بشكل كبير لافتة إلى حد كبير عبقريتها في فن من فنون الحداثة، وانتشرت في جميع أنحاء المدن العربية في أواخر الربع الأول من القرن العشرين.

غير أن التصوير الفلسطيني كان يحتكره الرجال تقريبا حتى كسرت (كريمة عبود) القاعدة.

فقد ولدت كريمة عبود في بيت لحم عام 1894، في عائلة من أصل لبناني أصلا من مدينة الخيام الجنوبية، ثم نزحت إلى الناصرة.

درست كريمة لأول مرة حرفة التصوير الفوتوغرافي من قبل مصور أرمني في القدس، وبدأت في ممارسة مهنة التصوير في عام 1913.

أبوها أعطاها كاميرا!

والد كريمة كان منفتحاً مثقفاً رجل علم وأديان، وكانت تُلح عليه كثيراً ان يشترى لكريمة كاميرا – حلم حياتها -.

وكان ان حصلت على كاميرتها الأولى….. وبدأت بالتقاط صور للمناظر الطبيعية والمدن والآثار التاريخية، وصور أفراد الأسرة والمعارف والجيران.

و في وقت لاحق، افتتحت كريمة أول استوديو للتصوير والتلوين خاص بها كمصورة محترفة.. وقامت بتصوير نساء بيت لحم، مما شجع الأسر المحافظة على تصوير نسائهن دون إحراج.

وفي تنقلاتها كانت كذلك ربما اول امرأة فلسطينية تقود سيارة إن لم تكن أول عربية..

وعملت كريمة عبود ما يقارب ربع قرن -1915-1940م- في فن التصوير في فلسطين عبر المدن التالية : بيت لحم والقدس وحيفا والناصرة وعملت مصورة عائلية ورصدت بعدستها الكثير من النساء والأطفال والعائلات الفلسطينية.

ولديها كذلك صور إلتقطتها في كل من لبنان ومصر.. لبعلبك/ لبنان، والاهرامات / مصر، ومشاهد من السودان!! خلال رحلاتها مع والدها.

والمدهش ان محرك البحث العالمي على الإنترنت (جوجل) احتفى العام الماضي بالسيدة كريمة عبود..حيث وضعها كشعار لصفحته الرئيسية.

ولقد حفرت عبود اسمها في التاريخ كإحدى المصورات الإناث الأوائل في القرن العشرين، واشتهرت بفن التصوير (البورتريهات) الطبيعي بشكل مذهل والمناظر الطبيعية.. بعد حصولها على كاميرا هدية من والدها في سن السابعة عشرة.

والدها القس سعيد عبود أدخل ابنته كريمة في الناصرة المرحلة الأولي وفي مدينة القدس درست المرحلة الثانوية، وفي بيت لحم مولد المسيح درست الإكاديمية، كما تعلمت ايضا كريمة عبود في القدس مهنة التصوير عند أحد المصورين الأرمن.

وقد مارست مهنة التصوير منذ عام 1913، حينها أعطاها والدها آلة تصوير تعلقت بها وذهبت لألتقاط الصور لأفراد عائلتها وأصدقائها وايضا للمعالم التاريخية والمدن والأماكن الطبيعية، بعد ذلك فتحت في بيت لحم أستديو خاص لتصوير النساء، وكان الغرض من هذا الأستديو هو السماح بتصوير النساء التي من عائلات محافظة دون حرج.

صور مدن فلسطين

ثم قامت بفتح مشغل خاص لتلوين الصور من أجل إضفاء البريق واللمعان على الصور، وفي أثناء ذلك كانت تقوم بتصوير المدن الفلسطينية المختلفة كالناصرة وبيت لحم وقيسارية وطبرية وحيفا، وإنتشرت جميع صورها تدريجيا في بيروت ودمشق والشويفات والسلط بمنازل العائلات المترفة، وتم العثور ايضا على صور أخرى التقطتها كريمة عبود لنساء يرتدين أزياء جميلة داخل الاستديو ترجع تلك الصور إلي عام 1933.

وواصلت تطوير موهبتها، وأصبحت أول امرأة فلسطينية تفتح استوديو تصوير، وآنذاك أصبحت معروفة بأسلوبها في البورتريهات العربية.

إن عبق التاريخ الذي يشع من جدران المكان يلتحم بصوركريمة عبود لتخلد مشاهد ذلك العهد المهيب.. البحر الصافي قبل أن تشوهه يد الإنسان.. الربيع قبل أن تخنق خضرته الأبنية.. صور الإنسان البريء من لفحات العصر وهمومه.

صور صافية وواضحة، التقطتها كريمة في رحلاتها وتنقلاتها مع والدها أسعد عبود، الذي كان كثير التنقل بين فلسطين وبلاد الشام، بحكم طبيعة عمله ككاهن لالتقاء الرعية.

وهكذا جاءت صور المصورة الفنانة كريمة أشبه بلوحات فنية تخلد المكان والتاريخ والذاكرة..فكريمة لم تكن امرأة عادية، إنما شخصية استثنائية. فإنتاجها الغزير والمميز، وصل تقريباً إلى ألف صورة!!.

مصورة شمسية

لها مئات مئات الصور المختلفة للمدن الفلسطينية الخمس: بيت لحم وطبرية والناصرة وحيفا وقيسارية. وانتشرت صورها بالتدريج في منازل العائلات المترفة في دمشق والسلط وبيروت والشويفات.

وأمكن العثور على مجموعة ثانية لها تعود إلى سنة 1913، وهي تتألف من صور التقطت داخل الاستوديو لنساء بأزيائهن الجميلة.

وقد حرصت كريمة عبود على أن تضع اسم مدينة الناصرة باللغة الانجليزية لكي تعرف مصدرها.. لكن بعد سنوات العشرينيات أصبحت تكتب على ظهر الصورة تحت عنوان (كريمة عبود مصورة شمسية)

لقد صورت عائلات من القدس ويافا وحيفا وحتى غزة في أيام الانتداب البريطاني.

اكتشاف صور كريمة

فى صيف 2006، تم الإعلان عن ألبومات من تصوير كريمة عبود لدى جامع مقتنيات قديمة، وهو إسرائيلي من مدينة القدس.. ففي إعلان لتاجر إسرائيلي يدعى (بوكي بوعز) من القدس حول مجموعة صور لكريمة عبود قام الباحث أحمد مروات بشراء تلك الصور بعد مجهودات شاقة وعصيرة مع الاسرائيلي وأخذ يكتب مقالات عنها وألَّف مع آخرين كتاب فوتوغرافي عن كريمة عبود.

– وهكذا كانت كريمة مبدعة في إظهار الصورة الشخصية والجانب الإنساني بعمل هالة للأشخاص الماثلين للتصوير.

وعن عائلة كريمة فقد كانت والدتها معلمة وأبوها واعظا وعمها يعمل في مدرسة الأيتام السورية بمدرسة شنلر.

وارتبطت عائلتها بمبشرين انجليز ونشأت في جو متعدد اللغات والثقافات.. وتزوجت عن عمر 36 عاما وكان إكليلها في كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم بتاريخ 31/8/1930م من رجل أرمل وأنجبت منه ابنا يدعى سمير الذي عاش مع أمه بعد انفصالها عن أبيه والتي عاشت في نهاية الحقبة العثمانية وبداية الحقبة الانجليزية.

وقد ساعدتها البيئة الفنية والثقافية لعائلتها بالاتصال مع عدد من المصورين الأجانب والعرب المحليين ومنهم خليل توفيق باسيل ويوسف خليل الياس باسيل وميشيل توفيق باسيل.

** صور من كل مكان

وتضم مجموعة من صور ألبومات كريمة عبود 86 صورة شخصية و22 صورة لأطفال و8 صور لقسيسين ورهبان و51 صور نسائية وعائلية و5 صور تراثية بالزي الشعبي والأدوات التراثية بمرافقة دلال السادة والهاون والحلي والمجوهرات الفضية والشطوة-غطاء الرأس التلحمية والناصرية وثلاث صور لمناظر طبيعية من بنايات، أسواق في الناصرة وخمس صور عائلية جماعية.

مصورة شمس الوطنية

وحملت المصورة كريمة عبود لقب مصورة شمس الوطنية..

ولقد حاكت الصور في الكتاب الشخصيات الفلسطينية بهالة الفرح والمرح قبل النكبة.

وإنه لشئ عظيم ان يرد اسم كريمة عبود في قائمة المصورين في الشرق الأوسط.

وتوفيت المصورة الفلسطينية اللبنانية العربية بتاريخ 27/4/1940 عن عمر 45 عاما حيث عانت من نوبات من الحمى المتواصلة ومرض الفشل الكلوي ودفنت في مقبرة الكنيسة اللوثرية في بيت لحم تاركة الكثير من الصور التي تجسد أهم مرحلة من تاريخ فلسطين الحديث. وفقا لما نشر بصحيفة الراي الاردنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كريمة عبود.. أول مصورة عربية محترفة قبل «100» عام

القليل من البشر يتركون بصماتهم عبر التاريخ، وبصمة هذه المرأة تشكلت بعدسة كاميرا، لتصبح أول مصورة فلسطينية تخلّف وراءها أرشيفا من الصور، التي وثقت التاريخ الفلسطيني في النصف الأول من القرن العشرين.

كريمة عبود أول مصورة فلسطينية، ولدت في مدينة الناصرة الفلسطينية في 1893، وتنحدر من عائلة مسيحية من أصل لبناني، حسبما نشرت “سي إن إن”.

وبدأت عبود بالتصوير بعمر الـ17، وافتتحت استوديو لتصوير النساء في بيت لحم، في زمن لم تظهر فيه النساء حتى في صور جوازات السفر.

وتمكنت عبود بصورها توثيق مرحلة مهمة من التاريخ الفلسطيني في النصف الأول من القرن العشرين لحياة الفلسطينيين ما قبل النكبة، إذ تضمنت مجموعتها الفوتوغرافية صورا لمدن فلسطينية ومناظر طبيعية ومواقع تاريخية، فضلا عن صور بورتريه.

وكسرت عبود العديد من الحواجز بدخولها مهنة التصوير التي احتكرها الرجال آنذاك، إذ ساعدها كونها امرأة على التقاط صور النساء في المجتمع المحلي المحافظ، وتوفيت عام 1940 ودفنت في بيت لحم بجوار أسرتها. وفقا لما نشر بصحيفة لايف ستايل.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.