في 27 سبتمبر 1917 .. وفاة الرسام الفرنسي إدجار ديجا

تظل لوحة «درس الباليه» من الأعمال الأثيرة والخالدة لدي محبي الفنون الجميلة ومؤرخيها، وهذه اللوحة الزيتية تجسد مدرس الباليه العجوز واقفًا وهو متكئ على عصاه فيما يتحلق حول الراقصات الشابات المرتديات ملابس الرقص أما اللوحة فهي للفنان الانطباعي والتأثيري الفرنسي «إدجار ديجا» والعمل يتمتع بقيم فوتوغرافية حتي إن البعض اعتقد أنه رسمها نقلاً عن صورة فوتوغرافية وهي مرسومة عام ١٨٧٤.

وقد شارك بها الفنان ديجا في المعرض الأول للتأثيريين في باريس في العام ذاته وتتجلي في العمل الأبعاد المسرحية، ولقد كانت بدايات ديجا كلاسيكية الطابع وتخصص في رسم البورتريهات بإتقان في ١٩ يوليو ١٨٣٤.

ولد في باريس وعاش عمراً مديداً، إذ توفى«زي النهارده» في ٢٧سبتمبر ١٩١٧عن ٨٣ عاماًوهو فنان تشكيلى خالد له الكثير من الأعمال الزيتية ونحات أيضاويعتبر أحد مؤسسى الانطباعية، بالرغم من رفضه المصطلح وتفضيله تسميته «واقعية» أبدى ولعاً خاصاً في لوحاته بالأعمال الأوبرالية وبالأخص راقصات وراقصى الباليه وأكثر من نصف أعماله يصورراقصات الباليه وتلك اللوحات تفيض بالحركة والعلاقات الغنية بالظلال والضوء، كما أن البورتريهات التي رسمها تعد من أفضل البورتريهات في تاريخ الفن.

اسمه كاملاً هيلير جيرمين إدجار ديجا، واسم شهرته إدجار ديجا ولد بباريس لأبوين ميسورى الحال، وقضى الفترة ما بين ١٨٥٤ و١٨٥٩ في إيطاليا، ليدرس أعمال كبار فنانى عصر النهضة الإيطاليين أراد أن يتخصص في رسم المشاهد التاريخية، غير أنه تخلى عن متابعة ذلك التخصص،لأنه شعر بالحاجة لرسم أشكال حديثة ولتأثُّره برسامين مثل: جوستاف كوربيه، وإدوارد مانيه أخذ يرسم مشاهد من الحياة اليومية.وكان يجد- على وجه الخصوص- متعة في رسم مشاهد من حلبات السباق والمسارح.

بدأ ديجا خلال السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادى يستخدم أساليب إنشائية تتسم بالجرأة في التعبير، متأثرًا في ذلك جزئيًا بالرسومات اليابانية، فأخذ يضع أشخاصه في زوايا غير مألوفة،ويرسمهم من زوايا شاذةفعلى سبيل المثال، كان يجعل منظوره مائلاً، ليؤكد حركة مفاجئة أو حركة فيها خصوصية. بل كان يقتطع بعضاً من أطراف موضوعاته في طرف اللوحة.

وفى الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادى، أخذ ديجا يركز على المشاهد الحميميةكأن يرسم امرأة تتسوق أو تجفف شعرها أو تمشطه، شارك زملاءه الانطباعيين الحماس في التركيز على الضوء واللون، بل كان تركيزه على التكوين والرسم والشكل أكثرمن غيره من انطباعيى الحركة اشتهرديجا برسم الناس في كل لحظات حياتهم العامة والخاصة، إذ كان يصور أشخاصه في أوضاع حرجة، فيها خصوصية، ليحرر نفسه مما كان يخامره من إحساس قوى بأن الأساليب السائدة لرسم الأشكال البشرية عتيقة بالية.

ولكن مع ذلك كان ديجا يحرص دائماً على تشكيل لوحاته بحذر شديد، ليحقق نوعًا من التوازن المنهجى وبرع في استعمال ألوان الباستيل إلى جانب هذا كان ديجا نحاتًا بارعًا، نحت كثيرًا من التماثيل الصغيرة من الطين أو الشمع. وفى يوليو ٢٠٠٩بيع تمثاله«الراقصة الصغيرة» وهو أحد التماثيل النادرة لراقصة باليه شابة بمبلغ ١٣.٣ مليون جنيه إسترلينى «١٨.٨ مليون دولار»، وهو رقم قياسى للفنان نفسه. وفقا لما نشر بصحيفة المصري اليوم

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.