الشاعرالاميركي تشارلز سيميك (يوتيوب)

الاميركي تشارلز سيميك يفوز بجائزة الاركانة المغربية العالمية للشعر

قصائده تدور حول الام الانسان واهوال الحياة… والابعاد الماورائية

أعلن بيت الشعر في المغرب عن فوز الشاعر الأميركي المعروف تشارلز سيميك بجائزة الأركَانة العالمية للشعر في دورتها الأخيرة، وهي الجائزة التي دأب بيت الشعر المغربي على منحها كل سنة لواحد من رموز الشعر في العالم. وسبق أن فاز بها في الدورات الفائتة عدد من الأسماء المعروفة في هذا الحقل الأدبي أبرزها الفرنسي إيف بونفوا، الفلسطيني محمود درويش، الاسباني أنطونيو غامونيدا، المغربي محمد السرغيني، الصيني بيي ضاو والبرتغالي نونو جوديس. وكانت الجائزة قد عادت في الدورة السابقة للشاعر اللبناني وديع سعادة.

ضمت لجنة الجائزة لهذا العام كلا  من الشاعر حسن مكوار (رئيساً)، والمترجم تحسين الخطيب والشعراء حسن نجمي ( الأمين العام للجائزة)، نجيب خداري، مراد القادري نبيل منصر، نورالدين الزويتني، والناقد خالد بلقاسم.

وجاء في بيان الجائزة الذي أصدره بيت الشعر: “يتحدّى شعر تشارلز سيميك كُلَّ تصنيفٍ مُطمئِنٍّ إلى معاييرَ ثابتة. يبدو مَسارُهُ الكتابيّ، الذي يَمتدُّ لأكثر مِنْ نصف قرن، كما لو أنّهُ يَنمو مُحَصَّناً ضدّ كلّ تصنيف جامد. فبقدر ما تنفُذُ قصائدُ سيميك إلى آلامِ الإنسان وأهوال الحياة، تنطوي أيضاً على بُعدٍ ميتافيزيقيٍّ يَخترقُها ويَكشفُ فيها عمّا يفيضُ عن الواقعيّ وعمّا يُؤمِّنُ للمعنى سَعَتَهُ وشُسوعه وتَعَدُّدَ مَساربه، كما تنطوي، فضلاً عن ذلك، على تكثيفٍ فكريٍّ ونَفسٍ تأمّليٍّ مَشدوديْن إلى مَقروءٍ مُتنوِّع”.

يعتبر تشارلز سيميك من أكثر الأسماء الأميركية حضوراً وتداولاً في المشهد الثقافي العام، وتتسم تجربته الشعرية بالجنوح إلى الواقعية والاهتمام بالأشياء الصغيرة التي قد تبدو للآخر عناصر غير شعرية، أو غير مغرية بالكتابة الشعرية، غير أن سيميك كان طوال عقود من الكتابة مشغولاً بالتقاط كل الأشياء القريبة من الناس، والزج بها في بوثقة إبداعية لتحويلها من عناصر مهملة شعرياً إلى عناصر مؤثثة للقصيدة الواقعية الجديدة، وبالتالي إخراجها من ظل الإهمال إلى ضوء الحضور.

يعد سيميك من الشعراء الغزيري الإنتاج، فقد دأب، منذ الستينات، على إصدار أعمال شعرية متعاقبة بمعدل كتاب في أقل من سنتين، غير أنه يحاول باستمرار أن يجدد ويبتكر من داخل التجربة، وإن كانت هذه الرغبة في التجريب قد تقود أحيانا إلى ما يشبه المغامرة، خصوصاً أن الشعر الأميركي الراهن في جزء كبير منه صار مفرغاً من القيم الفنية والإنسانية التي عرفها على مدار عقود من الكتابة، بحجة الاقتراب من القارئ والتفاعل معه .

 وُلد الشاعر تشارلز سيميك في بلغراد عام 1938. غادرَ عام 1954 مسقطَ رأسه، برفقة أمّه وأخيه، باتّجاه باريس، حيث أقاموا بضعة أشهر قبل الانتقال إلى أميركا، للالتحاق بالوالد الذي كان يَعمل هناك.

أصدر عام 1967 عمله الشعري الأول: “ما يقوله العشب”، ثمّ توالَت مجاميعه الشعريّة، التي تجاوز عددُها الثلاثين؛ منها: “تفكيك الصّمت” 1971، “العَودة إلى مكان مُضاء بكوب حليب” 1974، “كتاب الآلهة والشياطين” 1990، “فندق الأرَق” 1992، “زواج في الجحيم” 1994، “نزهة ليليّة” 2001، “الصَّوت في الثالثة صباحاً” 2003، “قردٌ في الجوار” 2006، “ذلك الشيء الصغير” 2008، “سيّد التخفّي” 2010، “المعتوه” 2014. فاز سيميك بجوائز عديدة، منها جائزة “بوليتزر” 1990، وجائزة “غريفين” العالميّة في الشعر 2005، وجائزة “والاس ستيفنز” 2007، كما توج شاعر اميركا.
يحل تشارلز سيميك ضيفاً على المغرب خلال شهر فبراير (شباط) 2020، ويتسلم جائزة الأركَانة في الخامس منه، وسيحيي أمسية في الثامن منه ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.