عند شراء كاميرا جديدة و بينما نقوم بضبط إعداداتها لما يناسبنا نواجه خيار ضبط الضغط لملفات RAW و عادة ما نجد في الكاميرات الحديثة خيارات ثلاثة:
– Uncompressed
– Compressed
– Lossless Compressed
* بلا ضغط
* مضغوط
* مضغوط دون فقدان المعلومات
و هنا يجب أن نسأل لم هذه الخيارات الثلاثة متاحة و ما الفارق بينها و أيها يجب اختياره؟
بداية وجد خيار الضغط من قبل الشركات المصنعة لسبب رئيسي هو توفير المساحة التخزينية على كروت الذاكرة المتنوعة فعملية الضغط ستوفر مساحة لا يستهان بها عند التصوير و بالتالي فإنها ستؤثر في نواح عدة هي:
– زيادة القدرة الاستيعابية للكرت الواحد مما يعني صورا أكثر و راحة أكثر أثناء جلسات التصوير و عدم الاضطرار لتبديل الكروت كثيرا و بالتالي توفير ثمن الكروت الإضافية و هذا طبعا يعتمد على المصور و طبيعة عمله.
– تقليل مساحة الهاردات الخارجية التي يحتاجها المصور لأرشفة أعماله و تسريع عملية النقل ما بين الكاميرا و وحدات التخزين و وحدات التخزين الاحتياطي و بالتالي التأثير بشكل أو بآخر على سرعة عمل المصور و تقليل تكلفة ابتياع هذه الوحدات.
– تؤثر عملية الضغط على معدل الصور الملتقط في الثانية الواحدة فحجم أقل للملف يعني سرعة في نقل الصور من ذاكرة الكاميرا العشوائية إلى كرت الذاكرة و بالتالي امكانية التقاط صور أكثر بمعدل أكبر و أسرع في الثانية الواحدة عدا عن سرعة استجابة الكاميرا و بالتالي تخفيف فترة الجمود و التي يمكن أن تكلف المصور لقطات لا تعاد.
– عملية الضغط تعني تصغير حجم الملف و بالتالي سهولة التعامل معه على البرامج الحاسوبية إذ كلما زاد حجم الملف زاد العبئ على معالج الحاسوب و برامج المعالجة في التعامل معه و بالتالي تسريع عملية المعالجة و تقليل التكلفة المرصودة لتطوير أجهزة الحاسوب.
بناء على ما سبق يبدوا خيار الملف الضغوط أكثر مناسبة و لكن يجب أن نفهم حقا أن عملية الضغط لملفات RAW تملك نفس التأثير على التفاصيل و التونات كما في ملفات JPEG أي أن خسارة واضحة للتفاصيل ستحصل عند اختيار ضغط الملف و يجب أن لا ننسى أيضا ارتباط حجم الملف بعمق البت فمعظم الكاميرات الحديثة تمتلك خيار تسجيل ملف RAW بمعدل 12 أو 14 بت مما يؤثر بشكل كبير جدا على عدد الأقنية اللونية في البيكسيل الواحد مما يؤثر أيضا على حجم الملف فاختيار 14 بت يضاعف عدد التونات بمعدل أربع أضعاف مما يزيد حجم التفاصيل و بالتالي حجم الملف فأي خيار يجب اعتماده و العمل به؟
لإجابة هذا السؤال سنحدد أولا الفارق بين خيارات الضغط:
– يحتوي ملف RAW الغير مضغوط على كامل التفاصيل و التونات سواء كان 12 أو 14 بت و بالتالي فحجمه أكبر.
– يحتوي ملف RAW المضغوط على تفاصيل أقل بشكل كبير من الملف الغير مضغوط و بالتالي فحجمه أصغر.
– يحتوي ملف RAW المضغوط بدون خسارة على كامل التفاصيل ولكنه مزود بلوغاريثم مشابه للوغاريثم الموجود في برامج ضغط الملفات ( ZIP ) التي تقلل الحجم و المساحة التخزينية مع الحفاظ على كامل التفاصيل و التونات لكن هذه العملية قد تسبب بعض الأضرار التي قد يضطر المصور للتعامل معها في مرحلة المعالجة الحاسوبية كبعض التشوهات اللونية أو في التفاصيل حول العناصر المصورة على أرضية مختلفة لونا و تفصيلا.
إذا ما الخيار الأنسب؟
يعود الجواب للمصور ذاته، فإن كنت تصور لقطاتك بتعريض مناسب و لا تحتاج لاستعادة التفاصيل من مناطق الظلال و الهايلايت كثيرا فلست بحاجة لتسجيل كل هذه التفاصيل و يكفي أن تصور بالصيغة المضغوطة كلقطات البورتريه مثلا، أما إن كنت تصور لقطات الطبيعة فأنت قد تحتاج لاستعادة بعض التفاصيل هنا و هناك من مناطق الظل بين الأشجار مثلا أو مناطق الهايلايت بين الغيوم أو في حالات التصوير الفلكي الليلي لذا فإنك قطعا تحتاج للصيغة الغير مضغوطة أو المضغوطة بدون خسارة تفاصيل و تبقى صيغة الملف RAW بدون الضغط هي الأفضل لأنك تحصل من خلالها على كل امكانيات الكاميرا و الحساس من تسجيل للتونات و التفاصيل و يبقى الحكم النهائي هو طبيعة عملك كمصور و طبيعة مواضيعك و سرعة تلبيتك لمتطلبات زبائنك و امكانياتك في الاستثمار في وحدات التخزين و المعالجة و الحفظ الاحتياطي.
في ما يلي أورد فارق الحجم بين الملفات المضغوطة و غير المضغوطة بعمق 12 و 14 بت من ملفات كاميرا Nikon D810:
* ملفات RAW ذات العمق 12 بت:
– مضغوط 30.006 ميغا بايت
– ضغط بدون خسارة 32.820 ميغا بايت
– بدون ضغط 58.795 ميغا بايت
* ملفات RAW ذات العمق 14 بت:
– مضغوط 37.055 ميغا بايت
– ضغط بدون خسارة 41.829 ميغا بايت
– بدون ضغط 76.982 ميغا بايت
و طبعا تختلف هذه الأرقام حسب طبيعة العنصر المصور و كمية التفاصيل في المشهد و لكن هذه الأرقام هي حالة وسطية لتبيان الاختلاف بين آليات الضغط و ارتباطها بعمق البت.
بناءا على ما سبق يجب على المصور أن يأخذ بعين الاعتبار طبيعة عمله من حيث حاجته للسرعة في التصوير و نقل الملفات و ارسالها و معالجتها و ما يريده من الملفات التي يصورها وحجم التفاصيل التي يرغب بتسجيلها و استعادتها و التعامل معها و حساب إمكانياته المادية لتأمين ما يلزم للملفات من أدوات لحفظها و معالجتها و عليه فإنه سيقوم باختيار الضغط الأمثل لتسجيل ملفاته مع الأخذ بعين الاعتبار التغير الدائم في الظروف و بالتالي تغير الحاجة لنوع معين من المفات بين مضغوط أو لا مضغوط.

من هيثم فاروق المغربي

رئيس مجلس ادارة نادي فن التصوير الضوئي السوري مدرب عربي معتمد في الفوتوغراف من أكاديمية اوسان عضو في اتحاد المصورين العرب - مصور محترف عضو الاتحاد العالمي للمصورين المستقلين - مصور صحفي محترف- عضوية دائمة