أوضح الدكتور خلدون طيبة مدير إدارة بحوث البستنة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لـ “سبوتنيك” أن جهودا بذلت خلال سنوات الحرب للحفاظ على الزعفران السوري، من خلال حفظ الأبصال كما حصل في منطقة جوسيه بحمص وهذه الأبصال تمت إضافتها إلى المساحات المزروعة حديثاً في مراكز البحوث الزراعية.

وأضاف: “منذ نهاية عام 2017 شكلت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لجنة وكلفتها بإكثار زراعة الزعفران في مراكز ومحطات البحوث الزراعية المنتشرة في مناطق سرغايا والطيبة والغوطة بريف دمشق وحوط بمحافظة السويداء وفي اللاذقية وطرطوس، بهدف زيادة عدد الكورمات (الأبصال) من الزراعة الحقلية في مواقع عدة، ونشر وتوسيع زراعة هذا النبات، وصولا إلى زراعة الزعفران بالأنسجة للحصول على عدد أكبر من الكورمات، إضافة إلى حصر أماكن وجود الزعفران البري المنتشر في سوريا ومقارنته مع المزروع ودراسة إمكانية الاستفادة منه في عملية التهجين والتربية والتحسين الوراثي لهذا النبات”.

زود المزارعين بالكورمات بأسعار رمزية

وأضاف طيبة: “نحن الآن في السنة الثانية من مشروع إكثار الكورمات ويتوقع في العام القادم أن يكون لدينا بين 4000- 5000 كورمة يمكن استثمارها لدى المزارعين بحيث نحصل على جزء من إنتاجهم وفق مبدأ المناصفة علما أننا نزود المزارعين بالكورمات بأسعار رمزية”.

بدورها، بينت المهندسة الزراعية ريم رستم “عضو اللجنة” لـ “سبوتنيك” أن الموطن الأصلي للزعفران هو منطقة حوض البحر المتوسط وهو ينمو في سوريا بطريقة ممتازة ويمكن زراعته ضمن ظروف بيئية محددة فهو يحتاج كمية مياه تصل إلى 600 ميليمتر، ويتم إعطاء النبات ريّات مكملة في المناطق التي تقل فيها كمية الأمطار عن ذلك حتى يأخذ احتياجه المائي بشكل كامل في موسم نموه، حيث ينمو في تربة طينية ليست غدقة في المرتفعات الجبلية التي تصل إلى 1200 متر، وتقدر جودة الزعفران عالمياً بمحتوى المياسم من المواد الفعالة وكلما زرع في مناطق أكثر ارتفاعاً، يزداد تركيز هذه المواد في المياسم، وهو ما تدرسه اللجنة للتعرف على المناطق التي تعطي تركيزاً عالياً في المياسم.

يمكن توظيف المحصول في الصناعات الدوائية

وحول الأثر الطبي والاقتصادي لنبات الزعفران أوضحت رستم أن الاهتمام المحلي والعالمي بزراعة الزعفران يكمن في محتواه من المواد الفعالة التي لها استخدامات طبية لعلاج مرض السرطان والوقاية منه وعلاج أمراض شبكية العين وهو في الوقت نفسه منشط جنسي ومقوي للجسم وللجملة العصبية كاملة، ويمكن استخدامه كبديل عن أدوية الاكتئاب وإذا توافرت الكمية اللازمة يمكن توظيف المحصول في الصناعات الدوائية.

وتابعت: “استخراج الزيوت العطرية يحتاج إلى كمية كبيرة من المياسم فكل 1 كيلو غرام من المياسم يحتاج إلى 150-200 ألف زهرة ولذلك هو باهظ الثمن ويطلق عليه اسم “الذهب الأحمر” ولذلك يتم قطف المياسم لتصديرها إلى دول الخليج حيث يدخل كنوع من التوابل في النمط الغذائي لسكان هذه الدول، ووفق الخطة البحثية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي يصبح لدينا بعد 3 سنوات عدداً كافياً من الكورمات، بعدها نتوسع أكثر في زراعة الزعفران، وفي موازاة ذلك هناك مزارعون لديهم كميات كافية من الكورمات ويعقدون صفقات لبيع المياسم إلى دول عديدة من العالم وخاصة دول الخليج وكندا حيث تكون المادة الفعالة جيدة وطريقة القطف مثالية”.