سؤال يطرح نفسه: ما علاقة الفوتوغرافي بالفوتوغرافيا…؟ هل مجرد هواية فقط، تدخل في نطاق علاقة فنان فوتوغرافي مع آلة فوتوغرافية…؟ أم أكثر من ذلك، علاقة عشق وهوس وتكوين مستمر وانفعال ورباط وثيق..؟ وكيف يرى الفوتوغرافي الفوتوغرافيا في زمن صارت الصورة الفوتوغرافية أكثر انتشارا وأكثر استعمالا…؟؟

من خلال حوارات فوتوغرافية سنحاول تقريب عالم الفوتوغرافي من خلال خمسة محاور بسيطة جدا لنكتشف أسراره وخباياه لعشقه للفوتوغرافيا.

نستضيف اليوم في الحلقة الرابعة عشرة من حوارات فوتوغرافية، الفنان الفوتوغرافي لؤي خضر، وهو فنان يجمع بين الفن الفوتوغرافي والتشكيلي بالإضافة إلى الكتابة عن الفوتوغرافيا، ومن خلال لوحاته يبدو جليا أن دراسته للفلسفة منحته رؤية فكرية مختلفة تماما في الفوتوغرافيا، فهو لا يلتقط الصور الجاهزة، بل يحاول أن يلبسها فكرة معينة، فتكون الصورة معبرة ولها حمولة فكرية، بعيدا عن ما هو متداول من صور فارغة من المحتوى الفكري، وتجسد رؤية للفنان الفوتوغرافيا للحياة، وتتكرر كل مرة من فنان إلى فنان آخر،

فالفنان الفوتوغرافي لؤي خضر استفاد كذلك من دراسته للفن التشكيلي، ووضف ذلك في الفن الوتوغرافي مضيفا بصمة أخرى في تعامله مع الألوان وإن كان يميل إلى الأسود والأبيض في صور البورتريه والطبيعة، وهو في بحث مستمر عن الأفضل، وطموحه لا يتوقف على صورة معينة.

الحسن الكامح

ورقة عن الفنان الفوتوغرافي لؤي خضر:

من مواليد دمشق – سوريا 1990

فنان تشكيلي، ومصور فوتوغرافي

درس الفلسفة في الهند، ثم الفن التشكيلي بشكل ذاتي،

حاصل على 4 شهادات من جامعة ميتشغن – الولايات المتحدة الامريكية في التصوير الفوتوغرافي هذه الموهبة أو هذا الشغف الذي بدأ منذ الطفولة واخذت تتطور ولازالت.

قريبا سيقيم معرضا تصويريا بعنوان “من الذاكرة”، يحتوي على ثلاثين عملا يستعرض صور تم تصويرها بين عام 2015 و 2019 في الهند (دارمسالا – نيودلهي – هيماتشال براديش )، وفي سوريا ( دمشق – اللاذقية) وهي أعمال منوعة بين تصوير الطبيعة، الأماكن الأثرية، الأشخاص، وغيرها وقد تم تحديد موعد المعرض في المركز الثقافي العربي في اللاذقية 8 مارس 2020 في صالة الفنون التشكيلية، ثم سينتقل المعرض إلى نقابة الفنانين التشكيليين فرع اللاذقية ومنها إلى دمشق.

البداية الأولى مع آلة التصوير أو مع الفوتوغرافيا (أول آلة تصوير وأول صورة)

كانت في الواقع قبل القراءة والكتابة نعم لقد كنت طفلا عندما بدأت أتعلق بالفن الفوتوغرافي، فلوالدي كاميرا فوتوغرافية تعمل بنظام الفلم لم تكن كميرات الدجتال ذائعة السيت حينئذ، فقد كانت البدايات باتلاف بعض الأفلام بالصور العشوائية والتعرف على الكاميرا بعمر الثمان سنوات تقريبا. ثم بتطور العمر والتجربة والدراسة أخذت أبعاد الموهبة تتجلى أكثر وأكثر وتأخذ معاني أكاديمية أكثر في المراحل المتأخرة، ولا زالت مستمرة – قيد التطوير والبناء بشكل يومي ولا حدود للإطلاع الفني ولا للذاكرة البصرية.

أول صورة لي كانت سنة 1998 في باريس بفرنسا لبرج إيفل، كان عمري لا يتجاوز ثماني سنوات،

يقول مازحا: إن أول كاميرا كانت صينية ليس لها اسم ولا عنوان، ثم قمت بتصوير بكاميرا كانون التي تستخدم الفلم ومن بعد اقتنيت كاميرا كانون ديجتال ثم سوني compact بعد ذالك نيكون D5300

كيف ترى الفوتوغرافيا؟

الفوتوغرافيا عالم متكامل، نعم إنه مجال فني متكامل لا حدود له ففيه التجريد والواقعية والتعبيرية والسوريالية، مؤخرا مع دخول التكنولوجيا أصبحت الفوتوغرافيا عالما متكاملا ..

هذا من ناحية الفن أما من ناحية أهمية الصورة فأذكر أنني مررت بأحد الصحف أو المجلات التي كانت تريد التأكيد على رسالة الصورة فنشرت احد اعدادها بدون صور !

نصوص بدون أي صورة.. لندرك الاهمية الكبرى للفنون البصرية عموما وللصورة بشكل خاص .

الكاميرا الفوتوغرافية ( Digital camera ) صنعت تحديا كبيرا للفنانين، حيث أنها أبلغ بنقل الصورة وتفاصيلها وفي توصيل الحدث إن كان طبيعة صامتة ( still life ) أو البورتريه ( portrait ) أو التصوير الصحافي ( journal Photography ) الذي يوثق أو يخلد حدث ما أستطيع رؤية الانفعال البشري، أو المكان، أو الحدث، بوضوح عبر الصورة ( Photo )،

فما الذي ستضيفه الريشة الواقعية أهم من عدسة الكاميرا ؟

ما هي طموحاتك وأمنياتك الفوتوغرافية؟

ليس الحديث عن الطموحات بالأمر الذي يعتقده الآخرون بأني أريد إنجاز كذا وكذا في عالم الفن، الفنان يتبع حدسه فأنا اليوم أبحث في ألوان الصورة في الغد سأبحث في التكوين الفني، بعد غد ربما أخلق شيئا مختلفا ربما اكثفي بالعمل الكلاسيكي، المجال رحب جدا ولا سيما أن وفي مجال الفوتوغرافيا عملت بأكثر من توجه أو أكثر من نوع ..

من تصوير الطبيعة الى الطبيعة الصامتة والتجريد الى التصوير السوريالي وغيره ..

مؤخرا بدت ظاهرة معالجة الصور بالفوطوشوب أو غيره من برامج معالجة الصور، ما رأيك؟

إن برامج التعديل كلها كالفوتوشوب واللايت روم هي إضافات أكثر من رائعة للفنان الفوتوغرافي حيث أنها كالريشة أو كالقلم يمكن استخدامها بحرفية لإنجاز أعمال هامة.