الممثل الأميركي الشهير شون بن مع ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي (مواقع التواصل)

محمد عبد الملك–الجزيرة نت

تطور جديد في قضية الصحفي جمال خاشقجي، هذه المرة من بوابة الدراما، فمن أمام القنصلية السعودية بإسطنبول التي قتل داخلها خاشقجي، إلى منزل القنصل السعودي؛ بدأ السينمائي الأميركي “شون بن” رحلته في تصوير مشاهد فيلم جديد قال إنه سيوثق ويكشف للعالم من خلاله تفاصيل جديدة عن الحادثة.

برفقة عشرة من العاملين معه وحراسه الشخصيين، اختار الممثل الأميركي الشهير حواجز الشرطة جوار القنصلية السعودية لتصوير المشاهد الأولية للفيلم، وقال إنه يستعد أيضاً للقاء عدد من المسؤولين الأتراك في أنقرة، وإنه سيقوم بجمع المزيد من المعلومات والمشاهد التي سيبني عليها سيناريو الفيلم.

كشف المستور
من بين الأسباب التي دفعت ممثل هوليود شون بن إلى التفكير في تنفيذ هذا العمل هو رغبته في كشف المستور الذي لم تتحدث عنه وسائل الإعلام حتى الآن.

ووفقاً لحديث الرجل للصحافة عقب وصوله تركيا، أفاد بأن ما سيقدمه سيكون خلاصة للمعلومات الدقيقة حول حادثة القتل التي تعتبر أهم قضية تشغل اهتمام العالم حالياً، وذلك من خلال تعاونه مع الحكومة التركية.

ولن يكتفي شون بن ببحث المعلومات مع المسؤولين الأتراك الذين وافقوا بدورهم على التعاون معه، بل لفت في معرض حديثه للصحفيين إلى أنه سيخصص مساحة للقاء جميع الأشخاص الذين يتابعون القضية باهتمام، وفي مقدمتهم خطيبة جمال خاشقجي خديجة جينكيز.

وبالفعل، التقى شون بن في اليوم نفسه الذي زار فيه القنصلية السعودية في إسطنبول مستشار الرئيس التركي والقيادي في حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي وناقش معه القضية.


نجم السينما الأميركي شون بن في محيط القنصلية السعودية بإسطنبول (وكالة الأناضول)
نجم السينما الأميركي شون بن في محيط القنصلية السعودية بإسطنبول (وكالة الأناضول)

ولتوضيح الدوافع التي جعلت شون بن يحزم حقائبه ويتوجه نحو تركيا لإنجاز فيلم عن خاشقجي؛ تحدثت الجزيرة مع المخرج السينمائي في إسطنبول نورس أبو صالح، الذي عزا هذا الاهتمام لأسباب أميركية داخلية؛ منها أن الكونغرس دفع باتجاه جعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتفاعل بشكل أوضح مع القضية، وأيضا المجتمع الفني بما فيهم ممثلون ومنتجو أفلام في هوليوود، خاصة الذين كانوا في الأصل ضد وصول ترامب للرئاسة وضد معظم قرارته في ما بعد.

وفي الواقع، فإن قضية خاشقجي بدءا من طريقة اختفائه ثم قتله والتخطيط لكل ما حدث من قبل مجموعة وطاقم مختص، وانتهاء بالتسريبات المتوالية والروايات المتفرقة حول مقتله؛ تشكل مادة دسمة لإنتاج الأفلام، وهو ما حدث عندما جذبت الفكرة النجم الأميركي شون بن، وفقاً للمخرج السينمائي نورس.

نورس أشار إلى أن هوليود ستمارس بإنتاج هذا الفيلم ضغطا جديدا على ترامب حتى يقوم بمسؤوليته تجاه خاشقجي وقضايا الحريات بشكل عام في أميركا وحول العالم، خاصة في ظل الاشتباك الحاصل بين ترامب والصحافة الأميركية، كما قد يضيف الفيلم الكثير من الأشياء الجديدة في القضية، ويصل إلى شرائح مختلفة، ويشكل بذلك ضغطاً أكبر باتجاه الكشف عن الحقيقة المرجوة.

ويؤكد نورس أن قضية خاشقجي كسرت حاجز الإقليم، ووصلت للعالمية، وأن الضغط الدولي باتجاه تدويل القضية وتحويلها من القضاء التركي إلى المحكمة الدولية أصبح مسألة وقت، وكل هذا الاهتمام أساسه تدويل القضية بالدرجة الأولى.


أبو صالح: هوليود ستمارس بإنتاج هذا الفيلم ضغطا جديدا على ترامب (الجزيرة)
أبو صالح: هوليود ستمارس بإنتاج هذا الفيلم ضغطا جديدا على ترامب (الجزيرة)

توقعات كبيرة
وحول طبيعة الفيلم المرتقب إنتاجه تحدثت الجزيرة نت أيضاً مع المخرج السينمائي في إسطنبول عبد الرحمن أشرف، الذي قال إن قضية خاشقجي تعد في الأساس قضية إنسانية لها بعدها السياسي، وأن هذا النمط من الأفلام الإنسانية المستنبطة من قصص واقعية لها جمهور كبير واهتمام واسع من جانب صناع الأفلام في هوليود أو غيرها من الأوساط السينمائية العالمية.

ولأن الأفلام السينمائية هي الوسيلة الأكثر تأثيراً في الجمهور العام، فإن صناعة فيلم درامي عن جمال خاشقجي سيضيف زخما كبيرا للقضية، بالإضافة إلى أنه قد يطرح سيناريوهات ومعلومات أو حتى تساؤلات تعجز الجهات الحكومية عن التصريح بها لأسباب دبلوماسية، وفقا لحديث عبد الرحمن أشرف.

اللافت للانتباه أيضاً -كما قال عبد الرحمن أشرف- هو أن تمثيل النظام السعودي في العديد من الأفلام الأميركية يعتبر سلبيا للغاية، مع أن النظام السعودي حليف قديم ومهم بالنسبة للإدارات الأميركية المختلفة، فمثلاً فيلم سريانا لجورج كلوني ركز على العلاقة الأميركية السعودية، وكيف أن التيار الإصلاحي في المملكة مثّل خطراً على هذه العلاقة، وبالتالي تم اغتياله في نهاية الأمر.


 أشرف: الأفلام المستنبطة من قصص واقعية لها جمهور كبير (الجزيرة)
 أشرف: الأفلام المستنبطة من قصص واقعية لها جمهور كبير (الجزيرة)

ويتوقع عبر الرحمن أشرف أن يتسم العمل الذي ينفذه شون بن بقدر كبير من الجرأة، والذي قد يُظهر مدى تورط النظام السعودي في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بالإضافة إلى تواطؤ إدارة دونالد ترامب ومحاولتها الدفاع عن النظام السعودي لكسب مزيد من الصفقات.

ووصف المخرج السينمائي عبد الرحمن أشرف لقاء شون بن بالمسؤولين الأتراك والمحققين في القضية بالمهم للغاية، حيث أفاد بأن ذلك سيرسم ملامح القصة بأدق تفاصيلها لضمان واقعيتها وعدم اتهامه بأنه عمل فني مبني على الخيال ولا يحمل أدلة واقعية.

ويؤكد المتحدث ذاته أن الفيلم قد يلقى رواجا كبيرا لدى جمهور عالمي تابع قضية جمال خاشقجي بمراحل تطوراتها المهمة من خلال نشرات الأخبار والمقالات الصحفية، لكن تبقى هذه المعلومات غير محصورة في عمل واحد يسرد القصة بتفاصيلها المعقدة وبأسلوب بسيط يصل إلى الجميع، ويزيد من الحراك الإنساني في القضية.

المصدر : الجزيرة

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.