جانب من المتحف

«متحف حرز الله للفوتوغرافيا».. إطلالة على تاريخ التصوير بتونس

بعد رحلة طويلة مع آلة التصوير في وكالة تونس أفريقيا للأنباء أحيل الفوتوغرافي عمر عبادة حرز الله إلى التقاعد، فكانت الفرصة التي انتظرها لسنوات، فعاد إلى مسقط رأسه مدينة المنستير ليستقر فيها ويحقّق حلمه في تأسيس «متحف حرزالله للفوتوغرافيا».

يقول الفوتوغرافي عمر عبادة حرزالله لـ«الرؤية» هذا المتحف هو الحلم الذي رافقني ووضعت فيه كل ما أملك وهو الادخار الذي وفرته طيلة مسيرتي المهنية فلم يكن يعنيني شيء أكثر من الحصول على ما يتعلق بالصورة سواء آلات أو بطاقات بريدية أو صور أصلية أو إكسسوارات وتمكنت من تأسيس هذا المتحف الذي له وجه آخر أيضاً كمركز بحوث لتاريخ الصورة أضعه مجاناً في خدمة الطلبة والباحثين.

يحتوي المتحف على حوالي 1000 آلة تصوير ومجموعة كبيرة من الإكسسوارات وكذلك «نيغاتيف» بلورية يعود بعضها الى أواخر القرن الماضي وأخرى تم استعمالها في بداية القرن العشرين ويضم المتحف أيضاً مكتبة متخصصة في كتب التصوير فيها حوالي 1500 بين كتب ومجلات ووثائق و4000 بطاقة بريدية قديمة وصور أصلية لأعلام الفن الفوتوغرافي من رواد التصوير.

آلات الكاميرا في المتحف يعود بعضها إلى القرن التاسع عشر منها آلات مصنوعة من الخشب عام 1880، وآلة ثلاثية الأبعاد يعود تاريخها إلى عام 1905 ويقول حرزالله «عندي نماذج من المنظار لمراقبة الصورة والآلة الخاصة بتقنية الصورة ذات الأبعاد الثلاثية التي تضم ثنائي نيغاتيف بلوري والتي سبق أن اكتشفت في أواخر القرن التاسع عشر وكذلك ألبوم صور فيه 61 صورة، عن مدينة تونس والتي التقطت عام 1903 وجميعها أصلية. وهي نسخة وحيدة في العالم وتحمل إهداء إلى رئيس فرنسا آنذاك إميل لوبيه (1838 ـ 1929). وأفلام مختومة من عام 1953 وهي من عدة علامات تجارية منها أكفا غيفارتس، كودلك، لوميار وغيرها».

ويضيف «يزورني في المتحف مفتونون بالتصوير وطلبة من الجامعة وممن يعدون لأطروحات الدكتوراه لتدعيم بحوثهم ومعارفهم من خلال رصد تاريخ التصوير الفوتوغرافي سواء في تونس أو خارجها والاطلاع على المطبوعات أو دراسة تلك الآلات التي قضيت في جمعها ما يقارب 45 سنة».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.