DISCLAIMER:

Saad Hashmi | HIPA

فوتوغرافيا 

دور الصورة في صناعة الإلهام

العقل يرى الأفكار بهيئة صورٍ في البداية، ذلك أنها اللغة الأقرب لفهمه وإدراكه. فالفكرة التي لا صورة مُسبقة لها، يعمل الدماغ على تصنيع صورةٍ مُتخيَّلة لها. إن ذلك لا يؤثِّر على قيمة اللغة المكتوبة أو المحكيّة نهائياً، لكنه يشرح الارتباط الوثيق بين العقل والصورة.

في بدايات تكوين الشخصية نجد البعض يميل للواقع المُستمد من الذاكرة والمعايشة والتجارب المختلفة، البعض الآخر يستمتع أكثر بتصميم الصور المُتخيَّلة معتمداً على مخزون الذاكرة والمعايشة والتجارب، والتلاعب بالتفاصيل الخيالية والابتكار في تعديلها ومعالجتها بكل الطرق المتاحة. لا شك أن الممارسة المتواترة لعملية التخيُّل تُسهم بشكلٍ كبير في تكوين العقلية الإبداعية، وتحفيز القدرات الابتكارية الكامنة في العقل .. هذه القدرات التي تدين لها مئات الاختراعات العظيمة التي أجرت تغييراتٍ جذرية في حياة البشر !

مدارس التصوير الفوتوغرافي كثيرة وهي آخذةٌ في التوسّع والتخصّص وبناء علاقاتٍ صحيةٍ ناجحةٍ مع عشرات المستجدات والتحديثات بشكلٍ شبه يوميّ، وهناك ملايين المصورين يعملون بجدٍ واجتهاد على إنتاج أعمالٍ إبداعيةٍ متفاوتة القيمة الجمالية والفكرية والتأثير المباشر وغير المباشر. لكن بعيداً عن الصور التي تنال الإعجاب وحظوظاً في النشر والانتشار والفوز في المسابقات، ندرةٌ من المصورين قادرون على إنتاجِ صورٍ بميزةٍ فريدة تكاد تلامس السحر في روعتها. نتحدَّثُ هنا عن الصور التي تُلهم المهندس والطبيب والمُعلِّم والمخترع وغيرهم من فئات العلوم والفنون والمعارف والحقول الحضارية الهامة .. تشحذُ طاقتهم وتنفضُ عنهم غبار الكسل والتكاسل والخمول أو الاعتياد، تمنحهم وقوداً إبداعياً خاصاً يرفع من وتيرة إنتاجهم .. ليجعلوا حياة الناس أسهل، ليعملوا على جعل الصعوبات والتحديات أقل .. ومُسبِّبات السعادة أكثر وأكثر.

ليس أي مصورٍ قادر على صناعة شرارة الإلهام هذه، لذا يجب علينا شكر كل مصور يفعل ذلك .. أو يحاول جهده في هذا المسار.

فلاش

صَدَقَ أينشتاين بقوله “الخيال أهم من المعرفة” 

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.