فنجان قهوة _ الحلقة الرابعة والعشرون من حوارات فوتوغرافية مع الفنان الفوتوغرافي العماني سالم سلطان عامر الحجري / الحسن الكامح

سؤال يطرح نفسه: ما علاقة الفوتوغرافي بالفوتوغرافيا…؟ هل مجرد هواية فقط، تدخل في نطاق علاقة فنان فوتوغرافي مع آلة فوتوغرافية…؟ أم أكثر من ذلك، علاقة عشق وهوس وتكوين مستمر وانفعال ورباط وثيق..؟ وكيف يرى الفوتوغرافي الفوتوغرافيا في زمن صارت الصورة الفوتوغرافية أكثر انتشارا وأكثر استعمالا…؟؟ من خلال حوارات فوتوغرافية سنحاول تقريب عالم الفوتوغرافي من خلال خمسة محاور بسيطة جدا لنكتشف أسراره وخباياه لعشقه للفوتوغرافيا.

نستضيف اليوم في الحلقة الرابعة والعشرون من حوارات فوتوغرافية، الفنان الفوتوغرافي سالم سلطان عامر الحجري هو من الفنانين الذين عشقوا الفوتوغرافيا من الصغر، بهي بالنسبة له هواية نمت مع طفولة في القرية حيث الشمس تشرق كل صباح فتفتح عينه على جمال الطبيعة الخلابة، الرمال تموجات تبهر العين، الأشجار باسقات هنا وهناك … الماء العذب الزلال يروي الواحات.. الطيور في أعشاشها تشقشق، فالطبيعة علمته كيف يتعامل الضوء الطبيعي النابع من زرقة السماء والشمس الساطعة والقمر الوهاج..في هذا المحيط نما الفنان الفوتوغرافي سالم سلطان عامر الحجري، لتلمس أنامله آلة التصوير وهو صغير، فشيئا شيئا يكبر الفتى وتكبر مع أمانيه الكبيرة في عالم الفوتوغرافيا. ليصبح موثقا للطبيعة: الصحاري والرمال… البحار والشواطئ… والجبال وحياة الإنسان في سلطنة عمان. وبلدان أخرى أثناء رحلاته الفوتوغرافية.

الحسن_الكامح

حوارات_فوتوغرافية

 

 

  • ورقة عن الفنان الفوتوغرافي سالم سلطان عامر الحجري:

من سلطنة عمان..

العمر 49 سنة

يعمل رئيس قسم الأنشطة والتخرج بالكلية التقنية بابراء في محافظة شمال الشرقية من سلطنة عمان.

الهواية التصوير الفوتوغرافي.

شارك في العديد من ملتقيات التصوير في دولة الإمارات العربية المتحدة في صحراء ليوا 2019

  • البداية الأولى مع آلة التصوير أو مع الفوتوغرافيا (أول آلة تصوير وأول صورة)

بدأت اهتمامي بالفوتوغرافيا أو بالتصوير منذ وقت مبكر.. حيث كانت تستهويني الصور والمناظر الطبيعية وحياة الناس في الجرائد والمجلات وبالتحديد في اللقاءات والرحلات والاستطلاعات في مجلة العربي الكويتية. وأيضا مجلة المجلة السعودية التي تصدر في لندن.. اقتنيت فيما بعد كاميرا بسيطة آنذاك تعمل على الفلم والتحميض.. وكنت أوثق بها الحياة اليومية.. بصورة بدائية.. لكن كتصوير احترافي بدأت في عام 2016 عندما اقتنيت كاميرا كانون 5dm3 ..يضيف لي تتبع المواقع اشياء كثيره وهي أمر لابد منه بالنسبة لأي مصور سواء أكان هاويا أو محترفا لأنها تغذيه بصريا ومن ثم الخروج بعمل راقي يلامس ذائقة المشاهد.

بالنسبة المشاهد يرى أحيانا عمل بسيط لكنه في أغلب الأحيان كلف المصور مشاق عديدة منها تكبد مشاق السفر والترحال وأيضا الناحية المادية وكذلك وعورة المكان ومخاطرة في احيانا أخرى.

الصورة عبارة عن قصة لها بدايات وحبكة ومن ثم نهايات.. وقد لا تكون هذه الصورة متواجدة في المدن. إنما في أغلب الأحيان توجد في القرى والارياف والواحات خارج المدن وزحمتها. مثل محاور الطبيعة وحياة الناس البدائية والحيوانات والشواطئ والسهول أبرز الأماكن التي وثقتها الطبيعة من صحاري ورمال وبحار وشواطئ وجبال وحياة الإنسان في سلطنة عمان. كذلك سافرت إلى عدد من الدول الخليجية والعربية والعالمية منها على سبيل المثال دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب وبلغاريا والبرتغال. طبعا كل الأماكن وبالأخص العربية هي أماكن رائعة يهتم بها كل زائر اجنبي مثل الصحراء والاقلاع والحصون والآثار التي تمتد إلى قبل الميلاد مثل آثار البتراء في المملكة الاردنية الهاشمية. وهي بالتالي معالم سياحية بالدرجة الأولى ، طبعا حلم ومبتغى أي مصور في النهاية هو أن يطالع ويقتني الشعوب صورة سواء في معرض او لقاء صحفي او لقاء إذاعي او تلفزيوني او حتى معارض دوليه مشتركه او حتى في وسائل التواصل الاجتماعي.. للأسف إلى الآن لم أفكر في إقامة معرض.. وذلك للتكلفة المادية. بالرغم من الحصيلة الجيدة من الصور التي تصل إلى اكثر من 2000 صورة من النوع الفاخر.

هواية التصوير الحقيقية تشكلت منذ طفولتي الأولى كانت رائعة، تشكلت في فضاء من الحرية لا أملكها في طفولتي المتأخرة! هواية التصوير عندي عبارة عن طفولة ما كانت تعني أكثر من اللعب منذ بزوغ الفجر في القرية حتى مأوى الطيور إلى أعشاشها. كنت وأترابي في تلك المرحلة نهيمن على معاهد الفرح بكل ألوانها…نتسابق على جذوع النخل صعودا إلى القمم…نهوي بدراجاتنا الهوائية عبر المنحدرات السحيقة… نغوص في الأفلاج تحديا بطول الأنفاس…نتزحلق على الرمال بصدورنا العارية…نخطف الزغاليل من أوكارها في الخرائب والقلاع…نصطاد الجراد على مواقد النيران…نتسلق أشجار المانجو في حَمّارة القيظ…نمتطي الحمير الضالة تحت وهج الظهيرة…نقتحم السواقي ساعة القيلولة…نتربص بغزلان الفلاة يوم يردن الأفلاج في الصيف… نتضارب بالعصي ثم نلعب بالنرد…نلعب كرة القدم حفاة حتى تتشقق أقدامنا… نبالغ في تزيين دراجاتنا كي يكتريها أطفال الصحراء… نتعلق بالجرافات وهي ترصف شوارع القرية…نجمع قطع غيار السيارات التالفة لنكون منها لعبا غريبة..كل هذه الطفولة المتزينة بالفرح، عشتها بجنونها، ويقينها، ببراءتها وخبثها، بضحكها وبكائها، برخائها وحرمانها، بحزمها وانفلاتها، ولكنها لم تكن يوما طفولة وحيدة وعزلاء. بل كانت مدججة بالأصدقاء والاتراب! كل هذه الصور الطفولية اختزلتها لتكون لدي فيما بعد صور فوتوغرافية مستوحاه من ذلك الزمن الجميل. الصورة الفوتوغرافية عندي حكاية وقصة وموروث حضاري يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل احاول ان انقلها في صور فوتوغرافيه على شكل ورش بدأناها من العام الماضي استمرار لهذه السنه.. نستكملها في الأشهر والسنوات القادمة ان كان للعمر بقية.

  • كيف ترى الفوتوغرافيا؟

أرى الفوتوغرافيا.. فن من فنون الحياة.. يجد فيها الإنسان ضالته بعيد عن صخب الحياة وهي أصبحت الآن مكسب ومردود مادي لبعض المصورين.. التصوير الفوتوغرافي أصبح الأن مهما لحاجة الإنسان في توثيق حاضرة وأيضا إشهار بلدة.. وأيضا له مردود اقتصادي مجدي للمصور ،حاليا لا أفضل الانضمام لأي جمعية تصوير داخليه او خارجيا وذلك لان الجمعيات من وجة نظري تحد من حرية المصور

ما هي طموحاتك وأمنياتك الفوتوغرافية؟

الطموحات كبيرة فالتصوير الفوتوغرافي بالنسبة لي هو نتاج مخزون فني وبصري أخذ ينمو مع مرور الأيام والسنوات.. أتمنى مع قادم الأيام أن نجني ثماره.

مؤخرا بدت ظاهرة معالجة الصور بالفوطوشوب أو غيره من برامج معالجة الصور، ما رأيك؟

الفوتوشوب والصورة وجهان لعملة واحدة.. لا يستغني المصور عن الفوتوشوب. لكن يجب على المصور أن يكون حذرا عند استخدام الفوتوشوب بحيث لا يخرج على نطاق الصورة وجماليتها وأيضا حقيقتها.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.