من عمالقة الفن السوري

 

الليث حجو

عمر حجو في حوار مع «اكتشف سورية»

«مسرح الشوك كان من أخطر المسارح في العالم»

كان للانتقال من منزل إلى منزل في مدينة حلب التي ترعرع فيها في فترة الأربعينيات بسبب من فقر وحاجة، أثر كبير في نفسه وفي مسرحه، إذ اطلع على يوميات الحارات الشعبية، وتعرف إلى شخصيات تلك الحارات التي جسدها على خشبة المسرح في حلب، لتكون واقعاً يعرض أمام أعين أصحابها، ولعل ذاك الانتقال لم يكن له عظيم الأثر وحسب، بل ربما نجد تأثيره في الانتقال من تجربة مسرحية إلى أخرى للاهتداء إلى شكل مسرحي يكون أقرب إلى متطلبات الجمهور المتعطش لما هو فني وراق.

إنه ابن مدينة حلب الفنان القدير عمر حجو الذي ارتبط اسمه بمسرح الشوك أحد أهم المحطات التجريبية المسرحية في الوطن العربي، ومن هنا بدأت الرحلة في التأسيس لفن مسرحي يلامس قضايا الشعب العربي وأوجاعه.

أسس مع الفنان عبد المنعم اسبر فرقة الفنون الشعبية، فقدمت هذه الفرقة لأول مرة في تاريخ المسرح السوري مسرحيتين جادتين هما «الاستعمار في العصفورية» و«مبدأ أيزنهاور»، ومن هنا اكتشفت الفرقة أن الجمهور ليس بحاجة للتهريج والإضحاك الذي كان يقدم على خشبات المسارح بقدر ما هو بحاجة إلى مسرح جاد وملتزم بقضاياه السياسية والاجتماعية، وهذا الاكتشاف لم يكونوا السباقين إليه إذ اكتشفته الرقابة عندما وجدت الجماهير تخرج من قاعة العرض لتهتف ضد الاستعمار ولتحيي الوحدة العربية، ولهذا يقول الفنان حجو: «لذلك بدأت الرقابة بالضغط علينا وصارت تتفنن في إجبارنا على عرض النصوص عليها قبل كل عرض وعلى شطب عبارات ومشاهد سياسية تناقض توجهات السلطة، وكثيراً ما كنت أستدعى للجهات الأمنية آنذاك لما يشبه التحقيق، فكان أن توقفنا، وبدأت أبحث عن شكل جديد لا يعرضنا لضغوطات الرقابة».

ومن هنا أيضاً كانت رحلة البحث عن مسرح لا يتعارض وتوجهات الرقابة، فكان الانتقال من مسرح البانتوميم إلى مسرح الشوك وهكذا.

حول هذه الرحلة الشائقة والشيقة معاً، وحول بعض الذكريات في التجربة المسرحية، كان حوار «اكتشف سورية» مع الفنان القدير المبدع عمر حجو:

كانت البدايات الفنية متلازمة مع قول لأبيك رحمه الله : «إن اكتشفت يوماً أن ما تفعله فيه إساءة للناس لا تتردد واتركه»، حدثنا عن هذه البدايات وكيف كانت المغامرة في الانتقال من مرحلة التعليم إلى مرحلة الفن؟
أنا أفخر بأبي وبالبيئة التي ترعرعت فيها، لقد كان أبي أمياً، وكان في صفوف الجيش الفرنسي، كان يقرأ الفرنسية بشكل جيد، ولا يقرأ العربية، وهذا ما أثر علينا سلباً أنا وأخوتي الذين ظلوا في حالة الأمية، وكنت أنا أصغرهم، وسعت أمي كثيراً لكي أتعلم، وأذكر أن أبي حين كان يريد أن يوصلني إلى المدرسة بعد أن يشتري لي اللوازم المدرسية وما إلى ذلك، كان يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله، يا لطيف يا لطيف)، وكان في كل عام يقول لي هذا الكلام، وفي إحدى المرات سكنا في منطقة الجميلية في بيت صغير، وكان أحد جيراننا هو الأستاذ المعروف حسني النقشبندي، فطلبت منه أمي أن يدخلني المدرسة وكان عمري آنذاك تسع سنوات، واستطاع الأستاذ حسني تسجيلي في مدرسة الملك فيصل، وفي الأربعينيات حصلت غارات على حلب، فاضطررنا إلى الهروب منها إلى منطقة دركوش (بلدة أبي القديمة) ولم أكمل تعليمي إلى أن رجعت إلى حلب في العام 1941 ونلت حينها الشهادة الابتدائية، ولكنني لم أقبل في الإعدادية لأن عمري كان قد تجاوز السن المقبولة، حينها طلب مني أبي الذهاب إلى المدرسة الخسروفية التي تدرّس علوم القرآن، فألبسني الطربوش وأصبحوا ينادونني بالشيخ عمر، إلأ أن الإدارة طلبت مني فيما بعد ترك هذه المدرسة أيضاً لأن عمري قد تجاوز السن المسموح بها، وهكذا انتقلت من التعلم إلى ممارسة فن المسرح.

حين بدأت في العمل بالمسرح، لم يكن أبي يدرك ماهية الفن، وعندما سمع بالأمر لم يتفوه بأي كلمة، وأذكر حينما كنا في عرض مسرحي على خشبة سينما سورية بحلب، وكان أبي سائق سيارة آنذاك، جاء لينتظرني في الخارج، وبعد أن أنهينا العمل قيل لي إن أباك ينتظرك في الخارج، فخرجت إليه وسألته: «لماذا لم تدخل إلى الحفل لتتفرج»، فقال: «لا أريد إحراجك، فقد ترتبك من وجودي ولا تعرف ماذا تفعل».

بالطبع لم يكن من السهل على أب أميّ أن يتقبل انخراط ابنه في الفن الذي لم يكن يعرف ماهيته، ولكنه اكتشف بأن ما أقدمه يمكن أن يكون مفيداً للناس، ولهذا أنا عند ما أوصاني به، وهو أن يبقى ما أقدمه مفيداً للناس.

ماذا عن ذكريات عمر حجو في مسرح الشوك، ما الذي بقي في الذاكرة من مواقف؟
ما بقي هو البصمة، ففي إحدى المرات طلب أحد المراكز الثقافية مني إجراء ندوة حول المسرح، وكنت دائماً أخشى لقاء المثقفين، ولذلك كنت أهرب منهم، إلى أن أقنعني أحدهم بضرورة إجراء تلك الندوة، وكان لدي صديق عزيز وهو الكاتب الساخر حسيب كيالي، وكان يحبني كثيراً رحمه الله، ومقتنعاً بأدائي الفني، وقد حدثته عن ذلك اللقاء، فقال لي: «ولا يهمك أنا أذهب معك»، فأدار حسيب الندوة حينذاك، واتفقنا على أن أتحدث عن سيرتي الذاتية، فقلت وقتئذ: «أنا عمر حجو، مواليد مدينة حلب، أحمل الشهادة الابتدائية، ليس لدي أي علم، درست في حارتي، وكل ما شاهدته فيها جسدته على المسرح، وإذا سألتموني عن شكسبير وغيره فلا أعرف أحداً منهم»، ومن ثم أخذوا يسألونني عن الكاتب الفلاني والمخرج الفلاني، فقال لهم حسيب: «ألم يقل لكم إنه لا يعرف أحداً، ولكن عتبي عليكم أنتم المثقفون الحاملون الشهادات العليا، أنكم لم تأتوا بجزء يسير مما فعله عمر حجو وهو مسرح الشوك، فمسرح الشوك مدرسة من مدارس المسرح في الوطن العربي، ويا ليت كل من يقرأ كتاباً منكم يفعل ما فعله عمر حجو في ذاك المسرح».

لم تكن مطلعاً طبعاً على المسرح الأوروبي في ذلك الوقت؟
أبداً، فعلاقتي مع المسرح، هي أنني أجلس في المسرح وأمامي المنصة، وتبدأ الأفكار تتوالى أمامي، فالمسرح يوعز لي بالكثير من الأفكار، أفكر كيف بإمكاني أن أنقل الحياة إلى المسرح، ومتى يكتمل المسرح؟ فالمسرح هو مرآة المجتمع، وأول عمل اشتغلت به هو «مرايا» وكان أول عرض لمسرح الشوك، وقيل إن هذا الشكل من المسرح موجود في أوروبا واسمه «الكباريه السياسي» كما أنهم أطلقوا عليه عدة مسميات، ولكن ليس بالشكل ذاته، ومن بعد مسرح الشوك الذي نشأ في العام 1970 وقدم في المهرجان الأول للفنون المسرحية، انتشر هذا الشكل في لبنان وسمي آنذاك «الكباريه السياسي» وشكل انتقاداً للوضع السياسي.

يقال إن المسرح هو شكل غربي مستورد، وليس نابعاً من واقعنا العربي على عكس الأجناس الأدبية الأخرى، هل أخذ المسرح لدينا شكله العربي؟
بالطبع أخذ شكله العربي، فإذا اعتبرنا أن المسرح مرآة للواقع، فإن كل ما يعرض على خشبته من واقعنا يكون عربياً، ويأخذ شكله العربي، وهو كالدراما السورية، فما يعرض فيها هو من واقعنا العربي، أما حين نجسد أعمالاً غربية يكون شكلها ومضمونها غربيين، فنكون قد عرضنا مسرحاً غربياً، أما إذا جسدنا قصصنا ومسرحياتنا فيكون مسرحنا عربياً بالتأكيد.

وأود القول هنا إن أصل المسرح في العالم أجمع هو بابلي، وليس يونانياً كما هو معروف، وقد أكد لي هذا الأمر سلمان قطاية عندما كان في فرنسا، وكانوا قد اكتشفوا لوحة حجرية من بابل وهي عبارة عن حوارية بين سيد وعبد، ومن خلالها أثبتوا أن هناك مسرحاً، فمادامت تلك اللوحة تكشف نوعاً من الحوار بين السيد والعبد، فهذا يعني أن هناك مسرحاً بابلياً، وللعلم فإن لدي صورة عن تلك الوثيقة التي تؤكد بابلية المسرح.

إذا تحدثنا عن مسرح الشوك، والمشاهد التي تنتقد الوضع السياسي والاجتماعي في أعقاب هزيمة حزيران، ما الذي لم يحققه عمر حجو في ذلك المسرح ويتمنى أن يحققه الآن؟
مسرح الشوك هو مسرح مرحلة أتت بعد الهزيمة، وقد سرى لفترة وبعدها كان يجب الانتقال إلى أفكار أخرى. وأذكر أن وزارة الثقافة وخاصة مديرية المسارح قد رأسها في تلك الفترة حميد مرعي والذي قال لي: «دعنا نقم بعمل شيء لمديرية المسارح كمسرح الشوك، فعملنا شيئاً اسمه المسرح الجوال، وكان أحلى من مسرح الشوك، لكنه مات في وقته، وكان ألفباء المسرح، إذ كنا نقيم عروضه للفلاحين في القرى، نجمعهم في الساحات ونتخذ جداراً ليكون منصة، ونجلب صناديق الخشب لنضع فيها الإضاءة (اللوكسات في ذاك الوقت) ليتم تسليطها على الجدار، ثم يقوم ياسين بقوش ليقول: «سوف نحكي لكم حكاية…الخ»، ومن الحكاية تتجسد شخصيات عبر الحوار لتحكي قضايا الفلاحين، فيشترك الفلاحون معنا في النقاش، وتنتهي الحكاية، ثم نصل فيما بعد بالمسرحية، إلى مرحلة إيجاد حل لتلك الأوجاع والمعاناة التي يعانيها الفلاحون. وفي إحدى المرات لازمنا التلفزيون الألماني لمدة يومين وهو يصور ما نعرضه من هموم الفلاحين ومشكلاتهم أمام أعينهم، ولذلك كان من أخطر المسارح في العالم. وبعد فترة من الزمن تغيرت إدارة مديرية المسارح، فجاء مدير آخر وقال لنا إن هذا المسرح خطير جداً وعليكم إيقافه. ولذلك كنت أتمنى أن يكون هناك إبداعات في المسرح لكي يتجدد وينمو ويتطور.

وماذا عن مسرح البانتوميم؟
البانتوميم جاء قبل مسرح الشوك أي بين عامي 1957 – 1958، بينما أول تجربة عرضت لمسرح الشوك كانت في العام 1959، والبانتوميم هو مسرح حاجة، عبارة عن حركة فقط، لأنه صامت ليس فيه أي كلام، وقد أوجدناه بسبب أن الرقابة كانت تحذف لنا الكثير من المشاهد، وأول عرض قدمناه في مسرح البانتوميم كان عن البيروقراطية واسمه «الدائرة» وبعد فترة قدمنا «نصر الشعوب» و «الخاطبة».

ثم انتبهت الرقابة إلى أننا نعرض الكثير من الانتقادات عبر مسرح البانتوميم، فأرادت معرفة فكرة النص، ومرة أخرى بدأت تلاحقنا، إذ اكتشفت أن هذا المسرح الصامت لا يقل خطورة عن المسرح الناطق، بل هو أخطر، فصارت الرقابة تطالبني بأن أقدم شرحاً مفصلاً عن كل حركة ومعناها، وقد تعاقدت معي وزارة الثقافة السورية حينها على تأسيس فرقة مسرح صامت في دمشق، ولكن لأسباب عديدة فشل المشروع.

فمسرح البانتوميم هو الذي أوصلني إلى مسرح الثقافة بدمشق، وكان الدكتور صباح قباني (أخو الشاعر نزار قباني) مديراً للفنون آنذاك، وأراد أن أتعلم الفرنسية ليرسلني إلى باريس للتدريب على يد أكبر ممثل في العالم في مسرح البانتوميم وهو مارسيل مارسو، ولكن لم يكتمل المشروع إذ أُرسل الدكتور صباح قباني إلى أمريكا ليكون بعد ذلك أول مدير للتلفزيون في سورية.

أحياناً يرتبط اسم الفنان دريد لحام بمسرح الشوك، ألا تجد أن حقك قد غبن بارتباط اسم دريد لحام بالمسرح الذي أسسته أنت؟
طبعا لا، لأن من قام بمسرح الشوك يستطيع أن يقوم بغيره، ودريد لا يقول هذا الكلام إلا قليلاً، وكان الإعلام التلفزيوني عندما يتحدث عن مشرح الشوك يجمع بين اسمي الفنانين دريد ونهاد، ولكن تأتي الصحف لتقول إن من أسس مسرح الشوك هو عمر حجو.

وأود القول إنني تعرفت إلى دريد في مسرح البانتوميم وكان دريد آنذاك طالباً في الجامعة، وقد أرسلت جامعة القاهرة أيام الوحدة بين سورية ومصر كتاباً إلى جامعة دمشق لتقديم مسرحية «النصر للشعوب» التي انتقل صيتها للقاهرة، فقدمنا العرض في عام 1959 على مدرج جامعة القاهرة أمام أعضاء المؤتمر الآسيوي – الأفريقي الذي كان منعقداً وقتها في القاهرة، فكان أن طُلب مني تدريب طلاب المسرح في الجامعة على تلك المسرحية وكان من بينهم دريد لحام، وهكذا تعرفت إلى دريد وجمعتنا بعد ذلك الصداقة وعرضنا غير عمل مسرحي.

حقق عرض «المرايا» الذي أنضجته الهزيمة في ذهنك وفكرك وكان أول عروض مسرح الشوك نجاحاً جماهيرياً لافتاً، عم كان يتحدث ذاك العرض، وما سبب نجاحه برأيك؟
كان عرض المرايا عبارة عن 25 فكرة عرضت بشكل مختصر ومفيد، فيها وخزات وفيها انتقاد للواقع السياسي، ولأننا كنا خارجين من حرب 67 فقد رأى فيه المشاهد المتلقي الأحداث التي جرت في ساحة الحرب وتداعيات تلك الحرب مجسدة أمام عينيه، ولذلك كتب النجاح لذاك العرض، لأنه كان يلامس أوجاع الأمة.


الفنان القدير عمر حجو

لماذا ابتعدت عن المسرح وأنت من مؤسسيه، هل لأنك لم تجد فيه تلبية لمتطلبات الجماهير، أم لأمر آخر؟
ابتعدت لعدة أسباب، أولها أن هناك صعوبة في العرض المسرحي، إذ يحتاج المسرح إلى موافقات ومصاريف إعلانية وما إلى ذلك، وليس باستطاعتي تحمل هذه الأعباء، وليس مطلوباً مني في الأصل تحملها، ولذلك أنا أعد الآن تجارب مسرحية، ومن بينها تجربة إقامة سهرة مسرحية أتطرق فيها إلى ما يحصل مثلاً مع الممثلين قبل قدومهم إلى المسرح، أو أتطرق فيها إلى شخصيات حلبية معروفة في زمن معين لأحكي عنها الكثير من القصص، وبذلك أنتقل من فكرة إلى فكرة، ومن مكان إلى مكان، وضمن مكان واحد هو خشبة المسرح، هذا الأمر جميل وعلى المخرج أن يشتغل عليه، كما أنه لون من ألوان المسرح.

قلت في أحد حواراتك إن واقع الدراما السورية يقلقك، مع أن هذا الواقع يبشر بالخير دائماً مقارنة بواقع الدراما في الدول الأخرى، لمَ هذا القلق؟
ما يقلقني هو عندما يتحول الأمر إلى تجارة، إلى مبدأ في الربح، فمثلاً عندما نجح مسلسل «خان الحرير» طلبت كل الشركات الإنتاجية مسلسلات على غرار خان الحرير، وعندما نجح «باب الحارة» أيضاً طلبت الشركات ما هو على مثاله، فبما أن الناس أحبت تلك المسلسلات بدأت الشركات تطلب أمثالها لضمان بيعه، وأنا ضد الدراما التي تتجه نحو الربح، ولذلك نجد أن الأجزاء الثانية من المسلسلات أضعف من الأجزاء الأولى. إن نجاح الدراما السورية قائم على تنوع أفكار العروض، ومازالت الأفكار المطروحة في الدراما السورية جميعها جديدة، ولا يوجد عمل يشبه الآخر، بالمقارنة مع الدراما المصرية التي نجد فيها أفكاراً مكررة، ماعدا أعمال نجيب محفوظ التي لاقت النجاح الباهر، وكذلك أعمال أسامة أنور عكاشة .

قيل إن حلقات عمل «بقعة ضوء» متأثرة بعروض مسرح الشوك، هل هذا صحيح؟
كله متأثر بمسرح الشوك، ابتداء من «مرايا» ياسر العظمة، مروراً بـ «كاسك يا وطن» لدريد لحام، وانتهاء بـ «بقعة ضوء»، فكل هذه الأعمال عبارة عن مسرح الشوك، إذ تعرض أفكاراً تتضمن وخزات وهو مبدأ مسرح الشوك، وجميع الذين اشتغلوا هذه الأعمال لا يقولون غير ذلك.

كيف تنظر إلى واقع المسرح في سورية، وأنت الذي كنت من مداميكه الأساسية؟
المسرح الآن تراجع كثيراً عما كان عليه، ولكن هناك وعداً من وزارة الثقافة لتتبنى كل شيء متعلق بالمسرح.

ولكنك قلت في أحد اللقاءات إن السبب في تراجع المسرح هو وزارة الثقافة؟
لقد كانت السبب، فعندما تكون الوزارة مهملة للمسرح تكون السبب في تراجعه، أما إذا دعمته فيكون للمسرح انطلاقة جديدة، انظري إلى المسرح القومي في حلب، يقوم بعرض مسرحية واحدة في السنة، إذ لا يوجد إمكانات مادية لديه، والمسرحيات يجب ألا تتوقف إن أريد للمسرح النجاح، فعندما نعيد جمهور المسرح إلى الصالة نكون قد نجحنا في عملنا، والتكرار في عملية عرض المسرحيات هو الذي يعيد للمسرح ألقه، ولذلك على الوزارة أن تقوم بواجبها نحو المسرح، ولدينا وعد منها بذلك.

ما هي أحلام وآمال عمر حجو الفنان القدير الذي بلغ ما بلغه من شهرة وفن ورفعة؟
أحلامي منصبة دائماً على المسرح، وأتمنى للمسرح في سورية أن يعود إلى ما كان عليه في السبعينيات، عندما كان يأتي الناس فلا يرون مكاناً خالياً لهم في الصالة.

بيانكا ماضيّة – حلب -اكتشف سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.