المسلسل الكرتوني توم وجيري
المسلسل الكرتوني توم وجيري

أكمل المسلسل الكرتوني الأشهر على الإطلاق “توم وجيري” معشوق الأطفال، الاثنين، عامه الـ80 بنجاح بعد عقود من المطاردة والشجارات والمقالب الطريفة.

وتعود قصة الثنائي الأشهر في عالم الرسوم المتحركة إلى عام 1937 عندما كان فنانا الرسوم المتحركة بيل هانا وجوزيف باربيرا يفكران في إنتاج شخصيات كرتونية تنافس الشخصيات السائدة في ذلك الوقت مثل ميكي ماوس وبوركي بيج.

وكان جوزيف باربيرا يميل آنذاك إلى فكرة بسيطة لصنع عمل كارتوني عن قط وفأر يعيشان في عالم المقالب والمطاردة المستمرة، وبالرغم من أن الفكرة كانت مستهلكة لكنه أصر على استخدامها.

وبدأت مسيرة “توم وجيري” من فيلم كرتوني قصير بطلاه “القط جاسبر” و”الفأر جينكس” وأطلق عليه “Puss Gets the Boot” ليعرض عام 1940 ويحقق نجاحا كبيراً، ويحصد أول جائزة كبيرة له وكانت “الأوسكار” لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير.

ومن ذلك المنطلق خرجت قصة “توم وجيري” للحياة”، وخلال عقدين من الزمن، أنتج هانا وباربيرا أكثر من 100 حلقة من هذه المغامرات، وكان العمل على كل منها يستغرق أسابيع، وبكلفة تصل إلى 50 ألف دولار، ما يعني أن سنة كاملة لا يمكن أن ينتج فيها سوى بضع حلقات فقط.

وبالرغم من ذلك وصل المسلسل الكرتوني للعالمية وحصد 7 جوائز أوسكار أخرى وظهر في أفلام هوليوودية عديدة، واعتبر من الأنجح في العالم، ويعود ذلك للرسم اليدوي الدقيق للشخصيات وخلفياتها الغنية بالتفاصيل.

وفي البداية كانت استديوهات “ميترو غولدن ماير” مصنع سلسلة “توم وجيري” ولكن في عام 1957 أسس باربيرا وهانا شركتهما الخاصة عقب إغلاق قسم الرسوم المتحركة في الشركة وذلك بعد صعود شعبية التلفزيون، وإدراك مدراء الشركة أن بيع الحلقات القديمة يمكنه أن يحقق لهم مكاسب مماثلة للحلقات الجديدة.

وبعد عدة سنوات قررت “مترو غولدن ماير” إحياء توم وجيري، ولكن من دون التعاون مع مبدعيّ الشخصيات الأصليين.

وفي عام 1961 أسست الشركة استديو في مدينة براغ لتوفير التكاليف، وكُلف جين ديتش، فنان الرسوم المتحركة المولود في شيكاغو، بالإشراف على إنتاج حلقات جديدة، لكنه عانى من ضيق الميزانية، إضافة إلى أن فريق العمل لم تكن لديه أي معرفة بالشخصيات الأصلية، مما جعلها أسوأ فترة بتاريخ المسلسل الكرتوني وواجه انتقادات كثيرة.

وبعد ديتش، أوكلت المهمة للفنان تشاك جونز، الذي اشتهر بعمله على الرسوم المتحركة “لوني تون” مع استديوهات “وورنر براذارز” وفي عهده أصبح حاجبا توم أسمك، وتغير شكل وجهه.

وفي السبعينات عاد “توم وجيري” إلى أحضان بيل هانا وجوزيف باربيرا، لينتجا حلقات جديدة ولكنها تعرضت للانتقاد الواسع بسبب اعتبارها عنيفة للغاية واتهمت بالعنصرية، خصوصا بوجود شخصية “مامي تو شوز”، مدبرة المنزل السمينة التي لا يظهر منها سوى القسم السفلي وحذائها الأسود الكبير، إضافة إلى تضمنها نكاتاً تسخر أحيانا من آسيويين أو من سكان أمريكا الأصليين.

وفي عام 2001 توفي بيل هانا، وتبعه جوزيف باربيرا عام 2006، وقبل عام من وفاته، ظهر اسم باربيرا على آخر حلقة له من توم وجيري، وكانت المرة الأولى من دون شريكه السابق.

ثم استحوذت بعدها استديوهات “وورنر براذرز”، على حقوق توم وجيري، وهي تصنع الآن فيلماً جديداً، منفذا بتقنية التصوير الحي، ولا يعرف الكثير عن المشروع حتى الآن، باستثناء أنه سيضم ممثلين معروفين منهم كلويه غراس مورتيز وكين جيون.

ولا تزال شخصيات توم وجيري المتحركة، بما تتضمنه من عنف هزلي، وكوميديا سوداء في بعض الأحيان تتمتع بشعبية هائلة في كافة أرجاء العالم، وهي تعرض على التلفزيونات ضمن برامج الأطفال في كل مكان من اليابان إلى باكستان، وفي الصين استقطبت لعبة “توم وجيري” على تطبيق خاص بالهواتف المحمولة أكثر من 100 مليون مستخدم.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.