-تشدها الريح الفنية والأدبية بإرتخاء نحو الجنوب..الشمال ..الغرب..الشرق….فتكاد تهوي ثم تنهض ثم تهوي..ثم تنهض من جديد..لتطوي جدران المغيب..تتسلق العبارات والألوان والأشكال وتفترش الدروب..من باهت الصوت الخفيف إنتفضت ومن باهت الضوء الخفيف إنطلقت..والنهر أغنية التراب والحقول..قبرات أواخر الصيف ..قطار منتصف العمر..ذكريات باهته..أغنيات القلم والريشة وإئتلاق الياسمين الشامي..ياوهج الصبا..وياوجع اليتامى والفقراء..مفتوحة عيناه للشفق الترابي الأثير ..للريح الإبداعية..نافذة إرتعاش القلب..للوجع الفني والأدبي الكبير هذا التراب هو إسم ضيفتنا الكبيرة فتعالوا نعرفكم بالإنسانة الفنانة الأديبة جمانا محمد..
-أنا أُقلب في متحف الذكريات والإبداع..أقف طويلاً عند اعمال الفنانة جمانا محمد.. تلك الأديبة الإنسانة التي شربت من نبع الحنان وصهرتها السنون وعتقتها الأيام وزخرفتها وبهرجتها أصابع الحياة القاسية..تخليت عن السؤال والمرأة البدائية غاصت في عمق الزمن المعرفي الثقافي السحيق…وأمام صقيع العالم الأدبي والفني..شعرت بضعفي كصياد وبحار وحيد داهمه الإعصار وغادره المسافرين..وكمثل تصميمي على المقاومة والتحدي..أزهر الربيع في داخلي إيماناً بأن المواهب موجوده في كل زمان ومكان..قدمت القرابين للنيل والظفر بصيد ثقافي ثمين..أشعلت شموع البحث عن أيقونة التشكيل والأدب..وإلتمست السحر والبصارات والمنجمين لآخذ ما يحسبه العقلاء محالاً..فعشتار إمرأة فريدة في النساء..فتحت النافذة المعرفية ..كان مطر إبداعاتها ينهمر وقطراته وحروفه وتشكيلاته تصفق على الأوراق البيضاء ولوحة مفاتيح الكي بورد والجهاز المحمول..وصوتها يصخب كنشيد إحتفالي بُمجد تلاحماً كونياً بين الفن التشكيلي والأدب ..بين السماء والأرض..تركت نافذتي مشرعة ..مددت يدي إلى المسنجر لأبحر في أعمالها الأدبية والفنية..مددت أصابعي وتناولت بسنارتي ذلك اللؤلؤ المعرفي الثمين..كانت الصفحة تزدان بالأعمال والخواطر وكان الجو مفعماً وكثيفاً بالطراوة..وكانت رسالتها مفعمة بتلك القوة التشكيلية الرائعة لإمتلاك ذكرياتها وأعمالها ورسومها التي هجرتها منذ سنين ..لتمتلك الحياة بكل إيماءاتها الممكنة وغير المنتظرة..تدفق اللحن وتغازلت معه الكلمات ..وتعالت أصوات كل شيء وتداول بعض أعمالها ..بعض الملحنين..صرنا في قلب الحدث أنشودة وفي قلب الوتر أغنية..في الحميم منه..بين مد وجزر تكاملت النغمة والكلمة لتعطينا لحناً معرفياً ثقافياً عذب المذاق والسمع..وتدفقت الألحان فرحة معانقة الكلمة ..ومسحت كل مافعلته بنا الحياة اليومية من خدوش وخذلان وحسرة..وشعرت بالحياة مخلوقاً رائعاً فريداً ألاحقه في غابة لم يرتدها أحد بعد..هو ذا النور يتنائر من عل ويغسل كل شيء..وتوهجت مأخوذة بحمى التواصل وألق الأنترنت..مأخوذة بالغموض وفي رأسها تتداخل الأشياء وتختلط..لحظات مثقلة بالحب والجمال..ولأن الأدب والفن هما اللذان يمدان الحياة بديمومة رائعة ويوحدان الشتات ويمنحان الحياة ما تحتاجه من معنى..
– تخلد إسم الفنانة جمانا محمد..في الأذهان..نظراً لأهمية ماقدمته وإستقطبت بعض المعجبين وعشاق الأدب والحرف والفن وأخذوا مجموعة نصوص لها ولحنوها ..وهذا ما جعل منها نقطة إتصال مهمة بين العديد من الدول العربية..وأخذت تلعب دوراً مهماً في الوسط الثقافي السوري على الصعيد التشكيلي والأدبي ..علاوة عن علاقاتها مع الوسط الثقافي..سيما بعد إنتشار الأنترنت على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الإجتماعية كما الفيس بوك وتويتر وأنستغرام واليوتيوب ومنصة زوم وغيرها..علاوة على المجلات والمواقع والمنتديات والمدونات التي تهتم بالشأن الثقافي وبالفن التشكيلي ومعارضه وعشاقة وأيضاً ممن عشقوا ونهضوا براية الأدب من شعر وقصة ورواية وغيرها من أجناس الأدب والفن..وبدأت تنتشر الأخبار كما النار في الهشيم وهكذا دواليك إنتشرت أخبار وأعمال الفنانة والأديبة جمانا محمد..لتحتل مكانة مروموقه والسدة الأولى في الإهتمام بمنتجاتها لحظة بلحظة ويوم بيوم..بين أقرانها وأصدقائها على العالم الإفتراضي عالم الديجيتال والعصر الرقمي..وهكذا بنت لنفسها صرح حضاري وفلسفة خاصة..وبدأت إسهاماتها في خريطة الفن والأدب..ولعل نموها ونهضتها الفلسفية كما الكائن الحي ..تموت وتحيا..تزدهر وتأفل ..تعيش وتتقوض..لكن حياة فكرها وفلسفتها هو القاعدة وخمولها هو الإستثناء..ولنصل في النهاية على أن الفرد الجماهيري والفنان المبدع لديه القدرة على أن يعطي معنى للعالم والحياة..وأن يمثل راية التميز وأن يتبوأ المراكز في السلطة وأن يراوغ ويقود فيكون هو الفاعل لا المفعول..ولأن الفلسفة نشاطاً عقلياً أصلياً عند جمانا..يقوم على إستقلال العقل وتفرده..بيد أن هناك عداء للفلسفة من الحكام والمحكومين ..يتخبط المجتمع فيه..وتسوده اللاعقلانية وتختل الخطى..لأنه في غياب الفلسفة يضطرب الفكر والسلوك ويتهدد التماسك الوطني وتهتز الهوية نفسها..وينالها التداعي والسقم..وبذلك نصل بأن السؤال الفلسفي يعني الإكتشاف والإقتحام والتوغل بحثاً عن إمكانات فكرية وعملية غير مطروحه في الفن والأدب عند الفنانة جمانا محمد..
– وندلف للقول بأن مسيرة الفنانة جمانا محمد..فن أدبي وتكوينات تشكيلية تجمع بين البحث التاريخي والإمتاع القصصي والهدف هو دراسة حياة إنسان ما..أو هي قصة حياة تكتبها الأديبة عن نفسها أو عن غيرها من الأفراد بعد أن تجمع الوثائق والأدلة اللازمة المعتمدة الصدق في الرواية..وللجمال لغة فنية سماوية خالدة تضم إليها جميع النغمات البشرية..والجمال الحقيقي هو أشعة منبعثة من النفس وتنير الجسد..لأن الجمال دين الفنانين والأدباء..وكأن الأمل يشرق أمامهم..والفنان أو الأديب شمعة تذوب لتنير للآخرين دروب العلم والمعرفة..والعلم والجهل ضدان لا يلتقيان مثل النور والظلمة إذا حضر أحدهما إنسحب الآخر..وقد أزال عصر وعالم الديجيتال والأنترنت الغشاوة عن أعين الناس ولم تعد تخدعهم وسائل الإعلام..لأن الحياة في سباق دائم مع الزمن وفي تنافس جاد فيما بينهم لكسب العلم..ولأن التفوق لا يأتي من الذكاء والفطنة فقط بل يأتي من المثابرة والجد والدراسة..وبذلك يكون العلم زينة العقل البشري والأخلاق هي قوامه..
– وهكذا كان الفن و كانت الكلمة عند جمانا محمد هي تعبير عن الوجود ورمز له في أن واحد..وهي محاكاة للطبيعة ورموز دالة على أفعالها..والكتابة عندها هي تعبير عن الأفعال والمواقف تتجدد بتجدد الحياة وتتشكل تشكيلاً متوافقاً مع المحيط..وتواضعها سمة الإنسانة الخلوقة المهذبة..والتسامح خلق محمود..والتعاون أفضل خصال الخير وعلينا الحفاظ عليه.هكذا ينابيع الثقافة عند جمانا محمد.. تحت سقف الأدب والفن..برهنت على قدرتها على إمتلاك ناصية الكلمة التي رافقها اللحن ووطد صداقته معها لتصبح أيقونة فنية مزجت سحر الكلمة بعذوبة اللحن والنغم..من هنا وجب علينا بأن نرفع القبعة لأعمال ومساهمات الفنانة جمانا محمد ..ونقدم لها أسمى آيات الشكر والتقدير متمنين لها دوام التقدم والتفوق والإزدهار في عالم الفن والأدب..لتبقى أعمالها خفاقة في دنيا الإبداع ومنارة هداية لكل عشاق الأدب والفن من طلبة العلم والمعرفةومن الشباب والشابات في شتى أصقاع المعمورة الناطقين بالضاد..
** المصور: فريد ظفور – 8-8-2020م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنانة جمانا محمد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الرصيف
صوت خطواتنا
الذي يختبئ تحت المظلة
وما بين الرصيف والمظلة
أنا وصديقتي
وهمسنا
وابتسامتنا
وهواء أنفاسنا
وبين الرصيف والمظلة
نبض المحبة فينا
وبين الرصيف والمظلة
ماضٍ توحد وأملٌ
وحلمٌ
يمشي
بين ذاتنا
وماضينا
وبين الرصيف والمظلة
أنا
وأنت
وأنتم
وماضٍ
ومشوار الأمل فينا
وبين الرصيف والمظلة
مشوار الخطى نام فيه
مشوارٍ مضى
بين نبض مشوار أمانينا
وبين الرصيف والمظلة
أنا
وهمس الأمل
وهمس الحياة
وابتسامات فوق أنين الالم
بين الرصيف والمظلة
وليس على الرصيف
إلاّ المطر
والدنيا تختبئ بداخلي
وأنا أختبئ
تحت المظلة.
جومانا
Joumana Mohammad
19/2/2003
لسة في اغنيتين حلوين مع صديق ملحن سوري باسم الشعار
لحّن من كلماتخا عدة خواطر ومازال يعيد تسجيل الأغنيات الأولى بشكل مختلف وما انتهى منها
وكلمات الأغنيات كلها موجودة على صفحتها..و نشرتها قبل أن تُلحّن..
انت تقف في زاوية من العالم كي تعيد ترتيب السؤال حول الهوية فانت تعيد تشكيل العالم من رؤياك لتستمر بوعي في خلق الامل انها حالات من السيكلوجية الاجتماعية التي تحطم التعطيل الفردي والجماعي من حب الحياة بهكذا معاني تأتي قصيدة الصديقة جمانة من سورية كشلال ماء على سطوح تربة لتعيد رسم الحياة على الارض ….
القصيدة :
عندما تداعبُ الرّيح وجهَ البحر
عندما تداعبُ الحياةَ وجهَ قلبي
وتداعبُنِي الشمس والهواء
فأرى بعدَها وجهَ ربِّي
وأرى قبلَها وجهَ قلبي
لا خصام في الغناء
لا جدال في الرّجاء
[ كلّنا أسماء ]
نمشي في الأفياء
نمضي في الأرجاء
ونحفظُ ألف باء الدُّعاء
ونسلِّمُ الأمرَ للسّماء
إِقرأْ المكتوبَ على الطرقات
إِقرأْ المرسوم
ثُمّ انتبِهْ لِذاتِكَ وحياتِكَ
وسلامتِك
واكتُبْ ما تشاء
إِِسمعْ الكلمات
[واحترمْ هويّة الأصدقاء ]
على كلِّ الطرقات
[ ورتّبْ صفحات الطريق ]
ومهِّدْ المعنى للرّفيق
وتغنّى بما تجِدْهُ صديق
و استمرْ واستمرْ
اِستمرْ واستمرْ
فإنّك الرُّبَّان للنهاية . Joumana Mohammad
وشكراً