Hazim Yahya

مرسلة من الفنان العالمي الكبير Lamine Bensaou
سامحني الأستاذ و الصديق أديب العاني أن أدلو بدلوي في هذا الحديث الشيق حول عمل كنت شاهتده منذ أيام و أحببته و عبرت عن محبتي عن العمل على جدار الاتحاد يومها ، و اليوم و أنا أقرأ هذا المقال ، قررت أن أرد عليه بعملية قراءة دقيقة و خاصة بي. نسمح فيها لأهل الفن و أهل الاحتراف و أهل الهواية من مشاركتنا في الرؤية و لا أخفيك أنني لا أرى ما ترى و لا ما يراه البعض ممن يدعمون رؤيتك بل العمل بالفعل هو قيمة في التشكيل الضوئي و العنوان كان مرتفع جدا بصريا عن مستوى التخاطب العادي و أعتقد هنا كان خطأ الأستاذ حازم يحيى الفنان الضوئي الرائع. إذا ما كان له أن يُعنْون العمل بــ”تشكيلات ضوئية” بالرغم من أنه في قمة التشكيل الضوئي و سنرى ذلك لاحقا ،،، و كان عليه فقط أن يُبسِّط العنوان و يُسمِّي العمل مثلا “حبل الغسيـــــــل”. حبل الغسيل ،،، الصورة لمنظر شرفة بيت أسرة فقيــــرة عليه قطع ملابس مهترئة و قديمة لأطفال معلقة على حبل الغسيـــــــل بيجامات ، فانيلات بأحجام مختلفة أطفال من مختلف الأعمــــار تكاد الملابس تتحدث من شدة الظروف المادية الصعبة تكاد تصرخ يغشى البيت تلك العتمة السوداء الكامنة ، القاتمة ظلام الفقــــــر ، يغشى الشرفة من اليسار لكن بقعة النور من اليمين تقاوم الظلام القابع على الشرفة تقاوم هذه الأسْرة ظروفها المادية القاسية رغم الظـــــــلام بقعة الضوء المسلطة على الملابس ، تُضيء لنا شخصيات هذه القصة شخوص القصة ، نكاد نعرفهم من ملابسهم الرثة و الصغيرة بقعة الضوة القادمة من اليمين تتداخل مع الظلال الشديدة ترسم خطوطا هندسية لمقدمة “سفينــــــــة” تخترق بحر الظلام بفضل ذلك النور المنبعث منها. بفضل تلك التشكيلات الضوئية التي لم يراها البعض و هذا أمر طبيعي لأن الفن و الاحساس بالأشياء موهبة قبل أن يكون مادة علمية و حالة بحد ذاتها. الظاهر أنه تم التقاط الصورة من مسافة بعيدة عن الشرفة بعدسة تيلي ، لذلك لا نرى تفاصيل الملابس و خاصة في اللون الأبيض المنعكس من الفانيلات كان بالامكان العناية بتلك التفاصيل لأن فقدانها يجعل من عناصر القصة فاقدة لقوتها. كون حبل الغسيل و ما هو معلق فيه هم أبطال الرواية تحت اخراج ضوئي متقن وذلك هو عنصر “التكويــــــن” الذي لم يتحقق منه أحد. أشيد بالمعالجة الضوئية البسيطة ، عدى اختلافي بشدة اللون المشع الأبيض الذي كان ممكن تخفيفه درجة لكسب التفاصيل. Highlight بالنسبة للقواعد ، اذا أطبقنا قاعدة المثلثات ،،، لا يبتعد العمل عنها و تنزل نقطة القوة على حبل الغسيل و الأخرى على الظلام التشكيل الضوئي الأبرز و يكفي احترام العمل تلك القواعد و لو بالمقاربة. منذ أن رأيت العمل أول يوم ، تفاجئت به أن يكون للأستاذ حازم لأنه عوّدنا بأعماله الكبيرة بالأحادي. و الحقيقة أنّ أعمال الأستاذ حازم في مجملها القديمة و الحديثة ، مدرسة للتكوين البصري فلا يخطئ التكوين من هو مدرسة في التكوين البصري. و أعتقد بعمله هذا تجاوز الكلاسيكيات في فنون البصريات و الضوئيات إلى رؤى ضوئية شكّل لنا بها عملا ضوئيا ، استوقف كبار القوم من أهل الكار ،،، و السبب أن بعضنا استطاع أن يفهم أو يرى عبر الملامسة الفكرية للأشياء و التكوينات السريالية الضوئية و تلك الاشارات التي تنبعث من العمل كما أشار لها الأستاذ جلال شيخو في سطوره الأولى ردا عن مقالة الأستاذ أديب العاني ، و البعض الآخر من هواة الواقعية لم تصلهم تلك الاشارات الحسية من عمل الأستاذ حازم . و هذا أمر طبيعي و لا يُفقد الاختلاف في الرؤية و الرؤى للود من قضية. و إذا كان الاختلاف بيننا كبيرا ،،، فهذا دليل كبر الفكرة و العمل و صاحب العمل ،،، أما عن من وصم العمل بالفوضوية ، لقد رأينا أفكارا عظيمة تأتي من الفوضى لدرجة أصبح بعضها فوضى خلاّقة و نهلل لها. الفنون البصرية في حالة تطور كبير خارج عوالمنا و لا يكفي التقيّد بالقواعد الكلاسيكية اليوم لتحقيق نجاح ما. و على العموم لم يعد ينفع تطبيق القوالب النمطية القديمة في الفنون البصرية التعبيرية ، على أفكار و رؤى الفنانين التعبيريين في يومنا هذا. و الأستاذ حازم يحيى لم يقل عن العمل أنه انجاز ضخم ، بل كان مساهمة منه على صفحة الاتحاد كما يفعل كل حين ،، و لم يدّعي أن العمل لوحة فنية ، بل كل ما قاله هو ذلك العنوان الحسي الكبير و أنا لا أعرف الأستاذ يحيى الا من خلال أعماله ، و أشهد له أنه فنان في التكوين ، فلست من الذين يطبلون و يزمرون بالتهليل لعمل غير لائق و الجميع يعرفني في هذا ، أضف الى ذلك الأستاذ من أقصى المشرق و أنا من أقصى المغرب و ليس لي منفعة خاصة أو عامة و منفعتي الوحيدة ، الفائدة العامة و تبادل الفكر بكل احترام و تقدير مع حضراتكم ليستفيد الجميع. أشاطر رأي الأخ عمر ابراهيم و أعجبني ما كتب كما أعجبني التدخل الأول للفنان جلال شيخو و للفن رُؤاه و لكل فنان ما رأى: أردت فقط أن أنوه أن في أمريكا و فرنسا و ألمانيا دراسات متقدمة اسمها التجارب التقنية النفسية ، تعتمد على قراءات من هذا الشكل ، و أنا خضعت لأحدى هذه التجارب البصرية النفسية و الفنية. TESTS VISUELS
Ahlam Sulman
استاذ حازم اعدت قراءة ما كتبه استاذي الكبير لمين بن ساعو وأنا شغوفة بقراءاته الموضوعية والممتعة وكنت قد رأيت هذا العمل الجميل وتمعنت فيه كثيراً شدني اليه البساطة والتكوين الرائع فهو من السهل الممتنع.. تقبل مروري…. شكرا لهذا الجمال

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.