كيف تصور مقابلة أو مشهد حواري سينمائي

عبد الهادي العاني

أفكار وخطوات لتصوير مقابلة صحفية أو مشهد مقابلة سنمائي بالشكل الصحيح.

أنواع المقابلات / المشاهد الحوارية

إذا ما إستطعنا تصنيف المقابلات / المشاهد الحوارية إلى قسمين، فإننا سنقوم بتصنيفها على الشكل التالي :
أ. مقابلة / مشهد حواري بين شخصين (دون ظهور المحاور).
ب. مقابلة / مشهد حواري بين شخصين أو أكثر.

في هذه المقالة سنقوم بطرح عدة نماذج وأمثلة لمشاهد حوارية ومقابلات، تتضمن الإضاءة – الزاوية وقياس اللقطات – قاعدة 180 درجة – عدد الكاميرات

مشهد حواري/مقابلة

يكون هذا النوع من المشاهد بين شخصين، في حالة المقابلة يكون أحدهما المحاور والآخر الضيف، من الممكن أن يكون المحاور ظاهراً في المشهد ومن الممكن أن يكون افتراضياً أو خارج الكادر.

مقابلة دون ظهور المحاور

في هذا النمط من المقابلات لايظهر المحاور ويكون هنالك توزيع خاص للكاميرات والإضاءة وحتى زوايا اللقطات.

سنقوم بطرح مثال عن تصوير هذا النوع من المقابلات، وسنشرح كيفية توزيع الكاميرات والإضاءة، لكن بداية دعونا نستحضر قاعدة 180 درجة التي شرحناها سابقا في مقالة منفصلة.

دعونا نشرح النقطة الأولى من خلال الرسم أعلاه، إذا كان الضيف فقط من سيظهر في المقابلة فإن المحاور سيكون خارج الكادر والكاميرات ستكون الكاميرات التي تُظهر الضيف هي الفعّالة في الموقع بالتالي ستكون الكاميرا 3 والكاميرا 1 اقرب إلى الكاميرا 2 . كاميرا 4 + 5 سيتم حذفها.

في أغلب المقابلات يكون هنالك على الأقل كاميرا واحدة تظهر الضيف بلقطة بقياس ميديوم، سنقوم بطرح مثال إفتراضي لمقابلة إفتراضية عن طريق إستخدام برمجية cine tracer.

نلاحظ في المثال التالي أن المحاور يقف تماما خارج الكادر، بينما ينظر الضيف إلى المحاور بشكل مباشر وليس إلى الكاميرات !
نلاحظ أيضاً وجود كاميرتين قريبتين من بعضهما ليغطيان نفس الزاوية لكن ببعد بؤري مختلف :

الكاميرا 1 المتحركة
الكاميرا 2

نلاحظ تموضع الكاميرات بحسب قاعدة 108 درجة، إذ أنها لم تتعد الخط الوهمي بين المحاور والضيف.

بخصوص الإضاءة تم إضاءة المشهد بالشكل التالي :
– الضوء الأساسي key light : تم إستخدام ديفيوزر (وهو قماش أبيض يعمل على تشتيت الضوء وجعله أنعم وأخف حدة) بقياس 2*2 متر تم توجيه الضوء بزاوية 45 درجة تقريباً على الضيف.
– ضوء الملئ Fill light : بخصوص ضوء الملئ تم الإعتماد على ضوء الشمس القادم من خلف الضيف تماماً فإنعكاس ضوء الشمس عن الأرض كان كافياً نوعا ما بملئ الظلال التي سببها الضوء الأساسي.
– الضوء الخلفي back light : في مسألة الضوء الخلفي تم وضع ضوء kino flo خلف الضيف ليماثل زاوية ولون ضوء الشمس ليشكل لدينا الضوء الذي سيفصل الشخصية عن الخلفية

في الجهة المقابلة تم وضع kino flo آخر لموازنة الإضاءة وفصل الشخصية عن الخلفية من الناحية الأخرى.

تم إستخدام إضاءة خاصة لتشكيل حركة في الكادر وهي الموضوعة في الصناديق، عملها الأساسي هي الظهور في الكادر وملئ الفراغ.

إذا في تصوير المقابلات دون ظهور المحاور:

  • المحاور والضيف يشكلان خط قاعدة 180 درجة، وعلى أساس تمركزهما والخلفية المراد إظهاراها يتم ترتيب أماكن الكاميرات.
  • يقوم الضيف والمحاور بالحديث دون النظر إلى الكاميرات، نظر الضيف إلى الكاميرات سيحول المقابلة إلى لقطة لخطاب أو رسالة، لذا من المهم المحافظة على الزاوية.
  • من المهم أن تكون الإضاءة صحيحة لتظهر الضيف بشكل درامي يليق بالموضوع الذي يتكلم عنه كما من المهم إضافة إضاءات خاصة للخلفية لإنارتها لإستبعاد أي فراغ لا داعي له في الكادر.
  • يمكن إستخدام كاميرا واحدة أو إثنتين أو أكثر، ويمكن تحريك إحدى الكاميرات التي تصور بزاوية أوسع للحصول على مشاهد تخدم الموضوع الذي يتم تصويره.
  • بالطبع في مثل هكذا مقابلات لايظهر صوت المحاور، من الممكن إعتبار المحاور شخص وهمي وليس موجوداً فعلاً إذا كان النص متفق عليه مسبقاً مع الضيف.

في الصورة التالية نلاحظ إستخادم كاميرتين أحداهما كلوز أب والثانية ميديوم كما نلاحظ الباك لايت والإضاءة الخلفية.

نتيجة بحث الصور عن ‪interview filming‬‏

مشهد حواري/مقابلة بين شخصين

في المثال التالي فإن إعتماد قاعدة ال 180 درجة هي أفضل مثال عن هذا النمط من الأنماط الحوارية راجع مقالة قاعدة 180 درجة. https://www.youtube.com/embed/zpC9PYUEmz0?feature=oembed

في هذه النمط نتبع قاعدة 180 درجة، في حالة وجود عدة أشخاص بامكاننا إعتبار أن ما نشاهده هو منصة مسرحية والكاميرات هي المشاهدين، لذا فلنا كامل الحرية بتحريك الكاميرات دون كسر القاعدة.

المثالين التاليين هما مثالين لأكثر من عنصرين في مشهد حواري نلاحظ أن خط النظر بين كل عنصرين يشكل بذاته نمط من قاعدة 180 درجة : https://www.youtube.com/embed/foT9rsHmS24?feature=oembed https://www.youtube.com/embed/N1fVL4AQEW8?feature=oembed

مجموعة من النقاط المهمة

الزوايا : يمكن أن يكون للزوايا التي تختارها تأثير كبيرعلى وقع المشهد، إذا كنت تقوم بتصوير مشهد من المفترض أن يكون سريع ويوحي بالسرعة، فإن استخدامك للقطات وايد لن يفي بالغرض،كما إذا كنت تريد لقطات توحي بالهدوء والاسترخاء، فإن لقطات الكلوز أب والميديوم بقطعات سريعة في ما بينهما لن يفي بالغرض!
في الفيديو التالي وهو مشهد من فيلم Inglourious Basterds المشهد والجو العام متقلب بين هدوء ظاهري وتوتر شديد غير مُعلن لذا تم الإنتقال بين لقطات الميديوم والوايد بشكل متكرر وبطيئ لاحظوا المشهد : https://www.youtube.com/embed/Ig0815OI9Lg?feature=oembed

لقطة من فوق الكتف : تذكر مقالتنا السابقة عن زوايا اللقطات وتذكر زاوية أوفر شولدر او لقطة من فوق الكتف وهي لقطة شائعة جداً حيث يتم إتخاذ الزاوية من خلف كتف شخصية أخرى، تكون الشخصية الأساسية في منتصف المشهد أو على أطرافه، مع إبقاء كتف أو رقبة / أو الجزء الخلفي من الرأس للممثل الثاني في المكان الأقرب للكاميرا، مما يجعل اللقطة مفيدة لإظهار ردود الفعل أثناء المحادثات. تميل إلى التركيز أكثر على العلاقة بين اثنين من المتكلمين بدلاً من الانفصال أو العزلة التي تنتج عن لقطات واحدة.

القطعات : أجعل إنتقالاتك وقطعاتك منطقية ومنتظمة تخدم الحوار وسرعته، بحيث لاتكون بطيئة فتتأخر عن سرعة الحوار وحماسيته، ولا تكون أسرع من هدوء الجو العام للنص الحواري بين الممثلين.

إلى هنا أتمنى أن تكون المقالة واضحة، عند تحضيرك لتصوير مقابلة / مشهد حواري خذ بعين الإعتبار النقاط السابقة سريعا.
في حال وجدتم أي إستفسار، راسلوني عبر بوت التواصل كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم محتوى حصري.
دمتم سالمين.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.