Nezar Baddour
التاريخ: ١٢‏/٠٩‏/٢٠٢٢

  After Image: ظاهرة ما بعد الصورة

دعونا نحدق لمدة نصف دقيقة في مصدر ضوئي ثم نغمض أعيننا، عندها سندرك صورة أخرى عقب فترة زمنية قصيرة. تلك الصورة التي ندركها تدعوها باسم “ما بعد الصورة After Image ” .

وتتوقف قوة إدراك ظاهرة ما بعد الصورة على عدة عوامل منها :

1- لون وشدة نصوع المصدر الضوئي، أو السطح الملوّن الذي نحدق إليه، الذي يُعد ” المحرض الأول “

2- لون وشدة نصوع السطح، أو الأرضية التي نقلنا نظرنا إليها بعد التحديق بالمصدر الضوئي، أو السطح الملون ” المحرض الأول ” .
علمًا أن الفترة الزمنية التي تمر بين انتهاء التحديق في المحرض الأول، وبدء ظهور ما بعد الصورة، تُعرف باسم
“التأخير Latency “. تلك الفترة تقدّر بحوالي الثانية؛ تزيد أو تقل عن ذلك.

3- تلعب” شبكية العين Retina” الدور الرئيسي في ظاهرة ما بعد الصورة. فلو أغمضنا إحدى العينين لوجدنا أن ظاهرة ما بعد الصورة قد اقتصرت على العين التي استخدمت في الرؤية ، وغابت عن العين المغمضة.

4- من الممكن حدوث ظاهرة ما بعد الصورة، من دون إغماض العينين، فيما لو حدقنا مليًا في مصدر ضوئي ساطع، أو سطح شديد النصوع؛ ملون أو أبيض، ثم حولنا أعيننا مباشرةً باتجاه سطح آخر مجاور، من دون أن نغمض العين، لوجدنا استمرارًا لظاهرة ما بعد الصورة.

من الجدير بالذكر أن ظاهرة ما بعد الصورة، تقسم إلى قسمين:
1~ إدراك سلبي لما بعد الصورة Negative after image.
2~إدراك إيجابي لما بعد الصورة Positive after image.

الإدراك السلبي لما بعد الصورة:

نلاحظ هنا تناسبًا عكسيًا بين نصوع الصورة (المحرض أو المهيج الأول )، ونصوع ما بعد الصورة. إذ إننا لو أطلنا النظر في رقعة بيضاء، ثم وجهنا نظرنا إلى سطح آخر أبيض نحدق فيه، عندئذ سوف نشاهد رقعة سوداء اللون مماثلةً في مساحتها للبيضاء (المحرض الأول) .
أما إذا كانت الرقعة التي ننظر إليها ملونةً، فإن إدراك ما بعد الصورة يصبح ملونًا، وبواسطة الألوان المكملة للمحرض الأول (Complementary Colors). على سبيل المثال؛ إذا كان المحرض الأول (ماننظر إليه) أصفر اللون، فسوف يصبح لون ما بعد الصورة أزرق. أما إذا كان أخضر اللون، فسوف يصبح لون ما بعد الصورة قرمزيًا. وبالمقابل إذا كان أزرق اللون، فإن لون ما بعد الصورة يصبح أصفر.
مع الإشارة إلى أن لون السطح الذي ننظر إليه؛أو ما يُعرف بِ (BackGround)، بعد انتقال العين من السطح المحرض الأول، له دور في تشكيل ظاهرة ما بعد الصورة، إذ تصبح النتيجة لدينا؛ أي لون ظاهرة ما بعد الصورة هو ناتج طرح أو خصم، أو حذف لون المحرض الأول من لون الأرضية التي انتقل نظرنا إليها.
ولنضرب مثالًا على ذلك؛ في حال أطلنا النظر إلى سطح لونه أحمر، ثم حولنا نظرنا إلى سطح لونه أصفر، عندئذ يكون لون ما بعد الصورة حاصل طرح الأحمر من الأصفر؛ أي الأخضر.

الإدراك الموجب لما بعد الصورة(Positive After Image) :

إذا ما حدقنا لفترة قصيرة في بقعة ضوئية بيضاء (مصباح كهربائي)، ثم أغمضنا أعيننا، عندها سنشاهد مابعد الصورة للبقعة، التي هي عبارة عن بقعة بيضاء في بداية الأمر، ثم تبدأ تلك البقعة بالتلون منطلقةً من اللون الأبيض ، ثم الأبيض المخضر، ثم الأحمر، ثم الأزرق، ثم نعود مرةً ثانيةً إلى الأخضر فالأحمر، فالأزرق. كل ذلك يحدث بزمن لا يتعدى بضع ثوانٍ، حتى ينتهي الإحساس بما بعد الصورة. عندها فقط تكون الصورة موجبةً أولًا، من ثمّ تتطور تتدريجيًا إلى الصورة السلبية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.