126 إنتهاكا في ثلاثة شهور.. والقاهرة الأعلى

الصحفيون والشرطة.. كاميرا في مواجهة بندقية

 

الصحفيون والشرطة.. كاميرا في مواجهة بندقية

  • الاعتداءات علي الصحفيين _ أرشيفية

حلقات متواصلة تعود عليها الصحفيون، وخاصة الميدانيين بصفة خاصة، من مسلسل الانتهاكات بكافة أنواعها والتي وصلت للسجن والسحل ومصادرة المعدات، من قبل أجهزة الشرطة بوجة عام، وبدلاً من أن تصبح علاقة تكاملية أصبحت علاقة عداء.   في البداية، أصدر مرصد “صحفيون ضد التعذيب” تقريرا لمدة ثلاث أشهر من بداية عام 2015 “يناير، فبراير، مارس” موثقاً حالات التعدي، والانتهاك الذي تعرض لها الصحفيون و الإعلاميون بكل أشكالهم أثناء عملهم في تغطية الأحداث الدائرة بمحافظات مصر.   ووثق المرصد 126 إنتهاكا خلال هذه الشهور، وكان يناير الأعنف على الإعلاميين بعد تعرضهم  لعدد كبير من أشكال الانتهاكات جاءت في مقدمتها المنع من التغطية الصحفية والاستيقاف والتعدي بالضرب، بـ 14 محافظة وكانت القاهرة في الصدارة كالعادة ثم محافظة الجيزة ومحافظة الإسكندرية.   وجاءت وزارة الداخلية على رأس القائمة فى انتهاك حق الصحفيين، وتصدرت الشبكات الإخبارية والصحف الإلكترونية قائمة الأكثر تعرضًا للانتهاك وتلاها في الترتيب مراسلي الصحف المصرية الخاصة.   صحفيون خلف القضبان   قال المرصد، إن هناك حالة من استمرار حبس العديد من الصحفيين خلال الربع الأول للعام 2015 ، بعد أن وصل عددهم  13 منهم صحفيين أعيدت محاكمتهما في قضية “خلية الماريوت”:   أحمد جمال زيادة   وأكد المرصد، أن قوات الأمن ألقت القبض علي” أحمد جمال زيادة “، مصور شبكة يقين الإخبارية يوم 28 ديسمبر 2013 أثناء تغطيته للإشتباكات التي دارت بجامعة الأزهر، واحتجز بقسم ثان مدينة نصر، ومن ثم انتقل لمعسكر السلام، الذي قضي فيه عدة أيام وبعدها رحل لسجن أبي زعبل ليمان”2″ .   ووجهت له النيابة 12 تهمة من بينهم، الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين، والاعتداء على ضابط وخرق قانون التظاهر، والتجمهر وإتلاف وحرق مملتكات عامة وخاصة وغيرها من التهم الموجهه إليه، واستمر حبسه لما يزيد عن 480 يومًا تعرض خلالها زيادة للتعذيب لمرات متعددة مع رفاقه بالسجن على يد قوات الشرطة المكلفين بحراستهم.   أيمن صقر   بعد أكثر من 120 يومًا، ما زال أيمن شحات عبد النبي صقر المصور الصحفي بموقع “المصريون” محبوساً  منذ القبض عليه  فى 28 من نوفمبر  العام الماضي، أثناء تغطيته لفاعليات ما يسمى بـ”انتفاضة الشاب المسلم” .   ووجهت له نيابة المطرية تهم الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، وتصوير منشآت عسكرية فى القضية رقم ١٠٣٦٩ لسنة ٢٠١٤ إداري المطرية.   وقررت النيابة  فى يوم 1 ديسمبر 2014، حبس  ”صقر”  15يوماً علي ذمة التحقيقات، وتوالي تجديد حبسه من المحكمة بعدها وحتى الآن، برغم حصوله على قرارين بالإفراج من المحكمة، إلا أن النيابة كانت تستأنف القرار في كل مرة وتنجح في ذلك .   مراسل موقع “كرموز” وتعرض عبد الرحمن عبد السلام مراسل موقع كرموز بالإسكندرية للقبض عليه من قبل قوات الأمن يوم السبت 21 مارس من هذا العام، أثناء تغطيته لواقعة إحراق نقطة شرطة بالإسكندرية في المحضر رقم 8558 لسنة 2015 .   عرض عبد الرحمن على نيابة الدخيلة في 23 مارس 2015 والتي قد أمرت بحبسه 15 يوماً على على خلفية اتهامه بحرق نقطة شرطة “فوزي معاذ” في الهانوفيل و حيازة متفجرات وقلب نظام الحكم ، وعلى الرغم من تقديمه لكارنيه الصحافة لم يثبت إنه صحفى وما زال يجديد حبسه إلى الآن.   مراسل موقع”مصر الآن”   وألقت قوات الأمن القبض على  “محمد على حسن” عضو نقابة الصحفيين وزوجته من منزلهما فجر يوم الخميس 11 ديسمبر الماضي، بمنطقة أرض اللواء ببولاق الدكرور بالجيزة، وأطلق سراح زوجته، بينما احتجز للمثول للتحقيق، علي حد تعبير المرصد.   ووجهت له النيابة إتهامات من بينها الإنضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون، تهدف إلى عرقلة مؤسسات الدولة والمساس بالحريات العامة، والترويج بالكتابة لأغراض الجماعة التي تعرض حياة المواطنين للخطر، وعرقلة ممارسة السلطات العامة لأعمالها، والتحريض على التظاهر دون إخطار للإخلال بالأمن العام وتعطيل الإنتاج.   واتهمته اليابة بتلقي أموال من الخارج لتحقيق جرائم التحريض على مقاومة السلطات، بالاضافة إلي  إذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وإساءة استخدام وسائل الإتصال الدولية، ويتوالى تجديد حبس “حسن”  حتي الآن إحتياطياً في القضية رقم 24464 لسنة 2014  .   محمود أبوزيد (شوكان)   تعرض شوكان للقبض عليه من قبل قوات الأمن يوم 14 أغسطس 2013،  أثناء تغطيته فض اعتصام رابعة العدوية، وجرى ترحيله لقسم “أول القاهرة الجديدة “ومنه لسجن طرّة.   ووجهت له النيابة تهماً عديدة منها ” التظاهر دون ترخيص، والقتل، والشروع في القتل، وحيازة سلاح ومفرقعات ومولوتوف، وتعطيل العمل بالدستور وتكدير السلم العام ” .   ومؤخراً قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، فى محاكمته السابقة يوم الأربعاء 25 مارس ،تجديد حبسه 45 يوماً، ومحبوس الأن إحتياطياً منذ القبض عليه وحتى هذه اللحظة على ذمة القضية رقم 15899 إدارى مدينة نصر أول لسنة 2013 والمعروفة إعلامياً بـ” أحداث فض رابعة”.   وقد اخُتير شوكان في مايو 2014 ليكون ضمن عشر صحفيين محتجزين على مستوى العالم، الذين استهدفت لجنة حماية الصحفيين CPJ إبراز قضيتهم والحديث عن أسباب اعتقالهم والإنتهاكات التي يتعرضون لها .   يناير الأكبر انتهاكاً     وأكد المرصد أن شهر يناير جاء ليتصدر الأشهر الثلاثة  بعدد 57 انتهاكًا, ويلية شهر مارس بعدد 40 انتهاكًا وأخيراً شهر فبراير بعدد 29 حالة .   الداخلية تتصدر   وفقاً لما رصده التقرير, تصدرت وزارة الداخلية الإنتهاكات ضد الصحافة والإعلام حيث جاءت بعدد 59 انتهاكاً، وتلتها فئة جهات حكومية ومسئولين بعدد 27واقعة ، وسجلت فئة المدنيين عدد 24 حالة، ، ثم تيارات معارضة لنظام الحكم سجلت واقعتين, كما سجل المرصد 10 إنتهاكات آخري لم يتسنى لفريق العمل تحديد جهة المعتدي.   العداء تاريخي   عداء الشرطة للصحفيين تاريخي، بهذة الكلمات التي تبين العداء التي تكمنة جهاز الشرطة لمهنة البحث عن الحقيقة في مصر، بدأ محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين حديثه لـ”مصر العربية”، مؤكداً  أنه خلال مدة قصيرة، بعد نجاحة في الانتخابات التي جرت في 20 مارس المقبل، إلي الآن حضر كثير من التحقيقات مع صحفيين، ورأى كيف تعامل الشرطة الصحفيين، سواء أعضاء النقابة أو غير ذلك.   وأضاف كامل،  أن واقعة تعدي أمين شرطة أحد طاقم حراسة محافظ القاهرة الدكتور جلال مصطفي السعيد، على محررة موقع “فيتو” خير دليل، مؤكدا  أن النقابة لن تترك أبنائها عرضة لأي جهة تمارس عليه جميع وسائل التعذيب.   وطالب، وزارة الداخلية بفهم طبيعة عمل الصحفي، التي تكمن في الرصد ونقل ما يحدث للقارئ المصري، متمنياً أن يكون الصحفي والشرطي مهمة واحدة متمثلة في أمن الوطن والحرية، مطالبا بضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين من الصحفيين، سواء أعضاء نقابة أو وغير ذلك.   وقال خالد البلشي، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إننا أمام حكومات مستبدة تصادر الحريات والحقوق، وتتعامل مع الصحفيين بمبدأ العداء.   وأضاف البلشي، في تصريحات له، أن الموقف الحالي صعب للغاية، ويتطلب من الجميع التكاتف والوقوف أمامه بقوة، مؤكدا أن قضايا الحريات ستكون الأولوية الأساسية، في الفترة المقبلة، خصوصا فيما يتعلق بالتصدي للاعتداءات المتكررة من الشرطة على الصحفيين أثناء أداء عملهم، إضافة إلى أزمة الصحفيين المحبوسين، وملف شهداء ومصابي المهنة.   الصحفيين شهود على الداخلية    وأوضح جمال عبدالمجيد، عضو رابطة “مراسلون بلا حدود”، أن الشرطة تستهدف الصحفيين لانها تعي دائما أنهم خير شهود علي مذابحهم التي يرتكبونها في حق المواطنين، منوها إلى أن الصحفي يدفع حياته ثمن نقل الحقيقة للمواطنين.   وأوضح عبد المجيد، أن الانتهاكات تجاة الصحفيين من قبل الشرطة ستكون مسلسل مستمرا، طالما أن الضابط يعتبر الصحفي “عدو”، مشيراً إلى أن عقليتهم هي التي تحدد ذلك.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.