المصورمحمــــود المحمــــود – التصوير الصحفي بين البنادق..
التصوير الصحفي بين البنادق

في الوطن العربي تعودنا ان نرى المصور الصحفي بين بنادق حراس القائد في القصور او في المطارات او بنادق ردع المظاهرات.
وهكذا اختزلنا التصوير الصحفي في كل ما يدور في فلك الرئيس ومن حوله, وفي حالات نادرة تصوير مظاهرات ضد إحتلال غاصب كما يجري في فلسطين المحتلة فهي دراما مؤلمة وشبه يومية, وكثيراً ما تكون حياتهم في خطر.
كل ما نراه من صور في معظم صحفنا: افتتح الرئيس مصنع (الملياردير الفلاني) وعقيلته او ابنته افتتحت معرض فني (للامير الفلاني).
المصور بشكل عام يجب ان يكون على ثقافة عالية في كل ما يدور في هذا الكون, والمصور الصحفي على وجه الخصوص يجب ان تكون ثقافته تفوق الجميع.
كنت قد نوهت سابقاً بان المصور الصحفي في الدول المتقدمة مهمته لا تقتصر على تصوير رئيس الدولة وحاشيته, بل ان معظم صوره لا علاقة لها بالسياسة مطلقاً.
يجب ان يكون مثقفاً في الزراعة والتجارة والصناعة والرياضة …. الخ. ماذا لو ان الجراد قد غزى المحاصيل الزراعية او دودة اكلت الاخضر واليابس, ترى كيف سينقل الخبر؟ الا يحتاج الى فنون التصوير المجهري (Macro-photography)؟
إذا عليه الابداع في التصوير المجهري لكي ينقل للناس ويبشرهم بخير موسم جيد بثقل سنبلة القمح مثلاً أو بكثرة زهور نبتة البندورة (الطماطم), في التقارير الزراعية التي تنشر عبر الصحافة.
جائت الطيور المهاجرة تغرد في سماء بلدتنا, وبما ان محبين الطيور لا يقلون عن محبي اخبار الفنانين فإنه في الدول المتقدمة تنشر اخبارها بدقة ومتابعة شديدة واسباب تأخرها ان تأخرت مثلاً, فهي جزء من التراث القومي لكل دوله تدخلها.
ولكي ينشر المصور الصحفي هذا الخبر علية اجادة تصوير الطيور لكي ينقل قدومها بحرفية عالية تعطي الطائر حقه من الجمال.
وكذلك يأتي موسم الربيع يزهو بزهوره الجميلة وهذا ايضاً يحتاج من المصور ان ينقل الخبر لمحبيه والتألق بتصوير الزهور سواء تصوير مجهري ام تصويره كمناظر عامة وجميعها تحتاج الى دراسة ودراية في فنونها لكي ينقل الواقع الجميل للقرّاء مع تحديد المنطقة التي تنعم بها لكي تُشد اليها رحال محبيها والتي قد تعود بالخير على تجارة اهل تلك المنطقة.
والتصوير الرياضي هو جزء لا يتجزأ من التصوير الصحفي لنقل اخبار الالمبياد المحلي مثلاً او مباراة كرة طائرة او تنس طاولة…الخ.
هذه الالعاب الرياضية على المصور الصحفي ان يلم بقوانينها وفنونها لكي ينقل للجمهور الصورة الصحيحة والمعبرة عن الحدث.
او هناك يوم لإحياء لتراث وهذا شيء مهم وكبير في حياة الامم ويجب نقله للمشاهد وعادة هذا النوع من الاحداث يعامل كما يعامل العيد في كثير من الدول لاهميته
إذا فلما نحجم هذا العالم الرحب في تصوير رجال السياسة فقط؟ ام ان مصورينا لا يجيدون غير هذا؟ ام ان الجهات الاعلامية تسرق اعمال الاخرين لنشرها بدل ان ترسل مصوريها لتصوير تلك الاحداث؟
لا اشك ابدا بان إعلامنا ينشر صوراً كثيرة ليست من حقه بل ان هناك كتباً بكاملها تترجم وتنشر ويجنى منها الارباح وبلا إذن اصحابها, فالاعلام لدينا ما زال بعيداً كل البعد عما وصل اليه اقراننا في الدول المتقدمة وغير المتقدمة.
نتمنى ان يخرج مصورنا الصحفي من هذه القوقعة ويلحق بالركب لعل وعسى يشرفنا ويشرف صحيفته وقرّاءها.
بقلم:
المصور الفوتوغرافي
محمــــود المحمــــود
التصوير الصحفي
التصوير الصحفي بين البنادق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد من الإيضاح والصور:
http://almooftah.com/vb/showthread.php?p=290440#post290440

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.