صور بالألوان في‮ ‬معرض دولي‮ ‬نمساوي- نصوص – ‮ ‬بدل رفو

Print Friendly

بمناسبة مرور100  عام على إندلاع شرارة الحرب الأولى

 

صور بالألوان في معرض دولي نمساوي- نصوص –  بدل رفو

يقيم متحف القصر في مدينة غراتس النمساوية والذي اشتهر باقامة ارقى انواع المعارض الدائمية والتي استغرقت اعواماً نظراً لاهميتها والاقبال الكبير لها، حاليا يحتفي بمعرض وصور الحرب العالمية الاولى بالالوان والذي افتتح في  2اوكتوبر من العام الماضي وسيستغرق عرضه لغاية الشهر الخامس من هذا العام في الطابق الارضي وجناح كامل من الطابق الثاني في اشهر قصور النمسا والامبراطورية النمساوية (هيربرت شتاين) والذي غدا متحفاً كبيراً في قلب المدينة القديمة في غراتس.

 

الصور التي تم جمعها ولتكون اعمدة المعرض الكبير والمهم هي من مجاميع خاصة للسيد(راينهارد شولتز).لقد كان الفن الفوتوغرافي لأول مرة تطلق عدسته في ساحات الحرب العالمية الاولى بالالوان على ضوء المسموح به من التقاط صور من ساحة المعركة وكانت الغاية والهدف ليس من اجل التوثيق، بل من اجل الدعاية الاعلامية للحرب.

جمعية (شتايامارك) للثقافة السياسية بالمشاركة مع معرض (شتايامارك والحرب العظمى) يقدمان معرض صور الحرب بالالوان وللمرة الاولى برعاية (راينهارد شولتز).في الحرب العالمية الاولى (1914 ـ (1918  كان المصورون في ساحة المعركة وحتى ان غدوا اول ضحايا الحرب بانهم جزء لا يتجزء من هذه الحرب واليوم هناك طواقم للتلفزيون باكملها من اجل تقرير من ساحة المعركة.

منذ عام 1907 بعد اختراع الاخوة (لوميرى) من ليون الفرنسية لحالات الكاميرة والعدسة والالوان، وبعد ان صورت الجبهات والحرب لاغراض دعائية لماكنة الحرب يقام هذا المعرض بموازاة المعرض الفوتوغرافي الاخر في متحف القصر تحت عنوان(الاقليم والحرب العظمى) ولكن المعرض الاول بالاسود والابيض،وبهذا يقام معرضان في القصر بمناسبة مرور 100 عام على اندلاع شرارة الحرب العالمية الاولى.

الأدلة والوثائق من هذه المجاميع هي من صور معرض برلين بالاضافة الى الافق العالمي للوثائق ويتم جمع هذه الصورالان في وثائق تبين وحشية وهمجية الحرب العالمية الاولى والظروف القاسية التي عاشها الجنود والناس في العالم وليس في النمسا فقط!! وهذا ما يرثي له اكثر البلدان الاوربية.

يرى الراعي والامين (راينهارد شولتز)في هذه الصور بان الانطباع عن الحرب والماضي يمكن قبوله كوثائق رغم هول نزيف الدم في جبهات القتال وبين الناس وكان اللون الاحمر سائداً في تلك المرحلة من كثرة اراقة الدماء ويقول بان الصور الشيء الوحيد ما بقيت في ذاكرتنا وهي(اسود وابيض).

لقد كان التصوير الفوتوغرافي خلال الحرب العالمية الاولى باللون والتسجيلات كانت مجهولة. كانت هناك نظرة ثاقبة ومبهرة بهذا الفن خلال السنوات (1914 ـ1918 ) ولم يكن في فكر ومخيلة المصورين الابداع في اختيار اللقطة بقدر استغلالها لأغراض الجيش.عرضت اعمال المصورين الفرنسيين والاستراليين والالمان والروس في المعرض.لقد كانت نشأة اللقطات خلال المعارك واحيانا وراء الواجهة ،بالاضافة الى مصانع الطائرات وتم تصوير المستعمرات وقواتها وجنودها.

ان اهم المصورين الالمان في التصوير الملون ينحدر من مدينة (شتوتغارت)وهو(هايتز هايدن براند) وكان يصور الجنود في اقسى ظروفهم واتعس الحالات وفي الخنادق والجبهات الامامية.

يعرض المعرض الفوتوغرافي الحرب والحياة اليومية في حياة الناس وفي ازمنة الحرب يخطو فن التصوير صوب التقنية.

لقد تركت الحرب العالمية الاولى ومن خلال صور المعرض جرحاً كبيراً لدى الشعوب الاوربية و تشتت شظاياها على المجتمع والسياسة والثقافة وعادات وتقاليد السكان في القرن العشرين وتاثرهم بشكل كبير وحاسم.

معرض الحرب العالمية الاولى بالصور الملونة يعد بدوره نظرة كبيرة الى عالم صور فوتوغرافية من الحرب وخاصة الوجهات الغريبة والمثيرة للاهتمام والشيءالذي ادهشني صور العمال الصينيين في مصر عام 1918.

باقة متنوعة من الصور الملونة في المعرض ومنها للسجون الايطالية وفلسطين وصور استرالي وقطف الورود من ارض فلسطين عام 1918  صور الاطفال والحرب اخذت حيزاً في المعرض في باريس القديمة وظهرت الصور بكثافة لهم في المعرض وقد اهتم المصورون بالطفولة في زمن الحرب وبجنبهم بنادق الاباء والجنود بالاضافة الى صور الجنود واستراحاتهم في ساحات باريس مع عجلاتهم الهوائية وكذلك استراحة الجنود مع زملائهم،بقايا الماكنة الالمانية من الدبابات المعطوبة وصور من دوسلدورف والجنود الالمان،صور للجبهات الفرنسية في مواجهة القوات الالمانية.

تنتقل الكاميرة وعدستها الى شمال افريقيا وقلعة تركية وكذلك الى الهند والمستعمرات.

معرض الصور الفوتوغرافية الملون يمثل حياة الرعب والهلع والخوف بعد قرن من اندلاع شرارتها وهذه الصور تعد اليوم نادرة جداً من ساحات الحرب،بالرغم من عدم وجود التقنيات في تلك الحقبة من الزمن إلا انها اليوم تعد ضمن وثائق الحرب المهمة. سبق ان عرضت هذه الصور  في المانيا ايضا ولانها تخص التاريخ الالماني.الصور للجنود الالمان والفرنسيين بكثافة وامتدت الى افريقيا والهند وفلسطين ولكل صورة حكاية من الحرب العالمية الاولى وتم جمع هذه الحكايات في صور ضمن مجاميع (شولتز) لتعرض اليوم في معرض كبير يستغرق نصف عام وفي قلب المدينــــــة القديمة ..انها صور حرب ودمار وحياة الناس بين جدران احدى القصور التاريخية (متحف القصر) .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.