هل حقاً اتى الفوتوغرافي محمود المحمود بجديد؟ او ابتكر شيئاً جديداً؟ ام نحن العرب لدينا كل شيء اي نعرف كل صغيرة وكبيرة ولا نحتاج لا لمحمود المحمود ولا لغيره فيكفينا علم الخواجات!!! ام هم طلابه من كبّر به من غير استحقاق له, هذا كله جعل البعض يتّخذ موقفاً ويتّهم الفوتوغرافي محمود المحمود بأنه لم يطّور أي شيء وذلك بعد الدخول الى الموقع الذي أسّسه طلابه بإسمه.

ارجو ان تسمحوا لي انا العبد لله محمود المحمود بالردّ على من دخل الموقع ولم يجد التجديد فيه.

تصوير محمود المحمود

أحد طلابي دخل في نقاش مع بعض أساتذة التصوير العرب والذين لا يرون بأني أتيت بجديد عليهم, والطالب كان ذكياً وحليماً وفوق هذا وذاك ذو خلق حميد ويعرف أدبيات النقاش على العكس تماماً من الطرف الاخر وهم أساتذة التصوير ولكنهم يجهلون أدبيات التباين الفكري وإختلاف الآراء وكيفية تقبل الآخر.

سألهم صاحبنا بأن يحضر كل منهم عشرة صور للزهور بحيث يزيد عمرها عن سنة أي قبل وجودي على الفيس بوك حيث طرحت الكثير من علوم تصوير الزهور.

تجرأ أحدهم بعرض عشرين صورة  وليس عشرة صور (كتحدي منه) أما الآخر فتهّرب مع كيل الإهانات لشخصي (سامحه الله).

الصور التي عرضها صاحبنا وأستاذ التصوير, فوالله ان الطلبة انفسهم وهم ما زالوا في طور التعليم التأسيسي صدموا من تدني المستوى لأستاذنا الفاضل.

عندما دخلت الفيس بوك اي دخلت عالم التصوير العربي لم ارى ولو صورة واحدة للزهور صحيحة, ترى هل انا ابالغ؟ لا والله بل هي الحقيقة واقول لمن يتشكك فيما قلت اعيد عليه سؤال تلميذي بان يعرض عشرة صور للزهور عمرها اكثر من عام.

لقد شرحت تصوير الزهور بكتاب فنون تصوير الزهور بشكل متناهي في الدقة, ولم ارى اي شروحات متكاملة له من قبل ولا حتى هذه اللحظة بقلم أي أستاذ تصوير عربي أو حتى ترجمات, أي أن المصورين يغني كل على ليلاه من غير أي معرفة في علوم تصوير الزهور.

ورغم كل هذا يدّعون بأنّي لم آتي بجديد أو أي شيء مبتكر, فإنك لا تدري لماذا هذا العميان عن كل ما قدمت!!

حتى هذه اللحظة لم يطرح أحد حزمة من الموضوعات التي تبين فنون تصوير الطيور أيضاً وليس الزهور فقط ولو كانت مجموعة ترجمات, لقد طرحتها بإسهاب مرفقة بصور صحيحة للطيور وقد بينت كيفية تصويرها  حتى وهي في الجو وقد نجح الكثير من الطلبة بتصويرها بإبداع ومستوى فنّي راقي.

وهذا كتاب اخر في تصوير الطيور لا يريدون ان يروه, ترى لماذا؟ نسمع بعمى الألوان وهذا يعني أن الشخص المصاب به لا يرى الألوان كما هي ولكنه يستطيع أن يرى ويقرأ هذه الكتب, ونسمع بالعمى بحيث لا يرى المصاب به أي شيء (عفانا الله وإياكم هذه الأمراض), ولكن هؤلاء لهم عيون أوسع من عيوني, تُرى ما هو نوع عمى هؤلاء؟

ألّفت كتابا خاصّا بالمبتدئين وذلك للحاجة الماسّة له وللنقص الموجود في مكتبتنا الفوتوغرافية العربية, وجاء التجريح من نفس الطبقة التي تبغض الخير للغير, بعضهم قال إن فيه مواد قديمة ولا تصلح لهذا العصر ولا جديد او تجديد فيه, مع العلم أنهم أنفسهم لم يفهموا التوافق بين الكاميرة وعدستها ويمكن للخبير لمس هذا من خلال صورهم المتكررة والفقيرة.

لقد شرحت عمل الكاميرة والعدسة بحيث يسهل على الطالب فهمها وبطرق جديدة ومبتكرة من خلال الصور, وأقولها بتحدٍّ شديد, أن يحضر لي أي شخص أي كتاب أجنبي فيه هذه الطرق في الشرح التي إعتمدتها في الكتاب, إذاً لماذا هذا العمى عن كل هذه الإنجازات التي وضعتها أمام الطالب العربي؟ هل لأني قدمت لهم شيئاً لم يقدموه هم أنفسهم؟ أم أرادوا أن يبقى الطالب مغمض العينين يستغلون جهله بدورات التصوير الباهظة التكلفة! مما يعني أنّي قطعت أرزاقهم.

بعد التقدم الكبير في عالم الديجتال إنتشر التصوير في بلادنا, منذ حينه فقط وما قبل ذلك كان محدوداً على قلة قليلة لا تتجاوز 1/10000 في أحسن الأحوال مما عليه الان, فاعتقد البعض أن هذا هو كل عالم التصوير لأنهم ببساطة لم يطّلعوا إلّا على مصادر خاصة بالهواة وليست للمحترفين.

إعترض البعض على شرحي عن العدسات باستخدام عدسات قديمة أو على الطراز القديم وليست ذات التركيز الذاتي (AF) اتوفوكس, أعلمكم بأني لا استعمل هذه التقنية الى هذه اللحظة وإن كانت العدسة حديثة, إن أشهر مصانع للعدسات هي (Carl Zeiss) كارل شايس الالمانية, لمعلوماتكم لا توجد عدسة ثمينة من كانون او نيكون إلا وتدخل هذا المصنع الألماني وهذا المصنع ما يزال يصنع العدسات اليدوية (فقط), وما زالت الأغلى في العالم والأكثر جودة بلا منازع.

هل يا ترى سيأتي أحدهم ليكيل لهذا المصنع الإهانات ويتهمه بالتخلف لأنه ما زال يصنع العدسات بلا تقنية التركيز الذاتي (AF)؟ ام هذه الإهانات تكال للعربي فقط كشخصي مثلاً؟

إعترضوا أيضاً على بعض المصطلحات التي إستعملتها في الكتاب أو في كل كتاباتي, دعونا نلقي نظرة عما ترجمه لنا المترجمون من أسماء أجزاء الكاميرة:

(Hot-shoe) وهو القاعدة التي يستقر فيها الوهاج (الفلاش): من لديه اطلاع عليه في الكاميرات القديمة جداً يفهم لماذا سمي بهذا الاسم الغريب, لقد كان فيه عمق لذا يجب الضغط عليه الى اسفل ليدخل ومن ثم ينزلق الى الامام ليستقر اي كالحذاء تماماً تدخل قدمك فيه من ثم تدفعها الى الامام لكي يستقر في مكانه.

اما كلمة (Hot) فقد اضيفت لان الحرارة (الكهربائية) تسري فيه, وهكذا تكوّن الإسم والذي سمّاه جاء من مجتمع يسمي كل الاشياء كما يراها أي يعتمدون على أوصافها أكثر من عملها.

ترجمت هذه حرفياً بواسطة مترجم لغة انجليزية وليس مختص تصوير يفهم عمل هذه الاجزاء لكي يسميها وفق عملها, لذا ترجمت حرفياً بــ “الحذاء الساخن”, فهل يُعقل أن نتقبل هكذا ترجمات وإن غابت مجامع اللغة العربية.

أليس الأفضل أن نسميها بــ مزلاق قاعدة الوهاج؟ لان الوهاج (الفلاش) تنزلق قاعدته فيها.

كلمة اخرى وهي (shutter) والتي تعني نوع من أنواع الأبواب التي تتطبق على نفسها اي تلتف أجزاؤه حول نفسها أو تتجمع أجزاؤه بجانب بعضها البعض.

إذا فهذا هو إسم  لنوع من أنواع الأبواب وليس عمله في الكاميرة, فقام المترجم وبإسم أمانة الترجمة بترجمته الى غالق, مع أنّه ليس بغالق فهو أصلاً مغلق بل من باب أولى ان يسمى بالفاتح لأنه يفتح ومن ثم يرتد الى مكانه ولم يكن مفتوحاً حتى يغلق ونطلق عليه هذا الإسم  الغير مناسب.

إن فتحه ومن ثم إرتداده الى ما كان عليه تسمى عملية ارتداد وعليه سمى العرب هذا النظام في الأنابيب بالردّاد وهذا يعرفه السباكين جيداً ويعرفون كيف يعمل هذا الرداد, وعليه اطلقتُ اسم ردّاد على ما ترجم بالغالق, ونعتب كل العتب على مجامع اللغة لعدم ترجمة مصطلحات التصوير الى هذه اللحظة.

وهكذا وعن جهل كالوا لي الاتهامات بتغير اللغة العربية بدل ان يقفوا معي لنضع خطة مشروع يقوم على ترجمة جميع المصطلحات الى اللغة العربية بمساعدة لُغويين مختصين بدل أن نبقى نعتمد على ترجمات لا تمت بالمعنى بشيء.

الغريب في الأمر أن المكتبات العربية لا يوجد بها كتاب عربي خالص واحد (بعيد عن الترجمات) في المكتبة الفوتوغرافية العربية, وقد حاولت تغطية جزءًا قليلاً من هذا النقص الرهيب بثلاث كتب وقد نشرت معظمها على الموقع ولم اتقاضى قرشاً واحداً من أحد وفوق هذا وذاك تجد هؤلاء السلبيين أقلامهم لا تكف عن الشتائم بدل أن يؤلفوا كتاباً أو حتى بحثا قد يساعد على تغطية بعض النقص  في هذه المكتبة الخاوية.

بقلم:

المصور الفوتوغرافي

محمــــود المحمــــود

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.