عمل على توثيق التراث الفلسطيني

أسامة سلوادي: الصورة السلاح الأكثر فتكاً

الرصاصة التي اخترقت جسد المصور الفلسطيني أسامة سلوادي في العام 2006 وتسببت بشلله كانت مرحلة مفصلية في تجربته لأنها جعلته يتحول من مصور للحروب إلى مصور يُوثّق التراث الفلسطيني في صور. قال: عندما كنت أشاهد في التلفزيون عرض أزياء عالمياً، ترتدي فيه كل عارضة زي بلدها الرسمي، ظهرت عارضة إسرائيلية تلبس الثوب الفلسطيني..

وهو ما جعلني أوثق تراث بلدي، فالصورة السلاح الأقوى والأكثر فتكاً. وهذا ما أظهره سلوادي في معرضه المقام في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات فرع المسرح الوطني في أبوظبي، والذي افتتحه مساء أول من أمس جمال أبوبكر نائب رئيس مجلس العمل الفلسطيني، لينتقل من بعدها للحديث عن تجربته خلال محاضرة أدارتها الإعلامية سحر الميزاري.

ملكات الحرير

ضم المعرض الذي يستمر حتى 12 مارس الجاري، 38 صورة فوتوغرافية منها 10 صور لأبواب وشبابيك فلسطينية قديمة، و10 صور لبدو وفلاحين طاعنين في السن، و18 من معرض سابق بعنوان “ملكات الحرير” وهو عنوان كتابه الذي وقعه في ختام الأمسية التي تحدث فيها عن تجربته قائلاً: باعتبار أن فلسطين محتلة فمن المهم التوثيق ونقل الحقيقة للناس بعيداً عن الصور النمطية للفلسطيني من مشاهد سلاح وقتل وسياسة.

وأضاف: بدأت بمشروعي ملكات الحرير، فأنا فلاح وهذا لبس أمي وأقاربي، ومنذ بداياتي وأنا مهتم بالموروث الفلسطيني. وأوضح: صورت 90% من القطع الأصلية، وأحد هذه الأثواب يعود إلى العام 1885. وأضاف: أصدرت الصور في كتاب، بعد أن عملت على تحريك هذه الملابس مع جمال الطبيعة في فلسطين وجمال الوجوه التي ارتدت الملابس.

وقال قسمت الصور بحسب المناطق منها من شمال فلسطين إلى النقب، وكلما اتجهنا جنوباً كما كان الثوب أكثر غزارة بالتطريز، أما في شمال الضفة فهو أقل تطريزاً، أو لا يوجد تطريز فالفستان قماش سادة وله ربطة على الخصر. وفسر سلوادي هذا يعود إلى أن المرأة الفلسطينية في الضفة عاملة، أما في المناطق التي يكثر فيها التطريز فيدل على الوقت المتاح وكذلك الإمكانات المادية.

عالم من صور

أسامة سلوادي الذي يمتلك أكثر من نصف مليون صورة التقطها بعدسته، ويضعها تباعاً على موقع أنشأه أخيراً، قال: مشروعي متواصل وبدايته الزي الفلسطيني، والذي سأعمل فيه أيضاً على الحلي والمجوهرات الفلسطينية، ومن ثم المأكولات الفلسطينية والحرف اليدوية، والزهور التي يوجد منها 500 نوع غير مسجل وكذلك الطيور التي يوجد منها 148 نوعاً غير مسجل، لذلك أعمل على توثيقها بكتاب.

وعن مشاريعه التي يعمل عليها أيضاً قال سلوادي لدي خطة لنسخة رقمية على “آبل ستور” لوضع الصور التي أصدرتها بكتب، وكذلك لدي مشروع الأغاني الشعبية كتسجيل صوتي وفيديو، وهذه الأغاني لا تقتصر على الأفراح بل هناك أغانٍ هدهدة للأطفال وأغاني الحزن والسفر.

وأخيراً تحدث سلوادي عن حقوق الملكية، وقال كانت فلسطين خلال فترة الاحتلال البريطاني أول دولة عربية، تنشئ مؤسسة لحفظ الملكية الفكرية، لكن الآن لا يوجد وأعمل على حفظ وتوثيق أعمالي بمؤسسة لحفظ حقوق الملكية الفكرية في فرنسا.

إضاءة

ولد سلوادي في رام الله في فلسطين عام 1973، بدأ حياته المهنية قبل عشرين عاماً، أثناء الانتفاضة الأولى عمل في «رويترز» أكثر من خمس سنوات، ومن ثم مع وكالة جاما الفرنسية، ووكالة أبولو الفلسطينية، في العام 2009 أسس مجلة وميض وترأس تحريرها، أصدر مجموعة من الكتب منها “الحصار، وفلسطين كيف الحال”.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.