ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

الرسام الفرد حتمل

عدسة: George Ashy

الفرد حتمل رسام تشكيلي سوري يعتبر من مؤسسي الحركة التشكيلية السورية، ولد في بلدة بر الياس عام ١٩٣٤ م في لبنان. درس الفن دراسة خاصة. درّس الرسم في المدارس …

التشكيلي السوري الراحل ألفرد حتمل رسم بجوارحه وأحاسيسه .

والفن عند الفنان التشكيلي ألفرد حتمل وسيلة يستخدمه ليترجم به أحاسيسه، تجاه الوطن والأرض وأبناء وطنه، وكل شيء يحيط به، فكانت أعماله مميزة، ولوحاته أغنت التراث التشكيلي السوري. … زكريا تامر صور جديدة للجامع الأموي في دمشق

الفن التشكيلي السوري

 

 

رواد الحركة الفنية والذكريات الأولى —-
الدكتور عفيف البهنسي ———————-
الفن التشكيلي التلقائي ما زالت أكثر البيوت الدمشقية القديمة حافلة جدرانها الخشبية بالزخارف والرسوم الملونة ,مما يقدم لنا أمثلة عن الفن التشكيلي السوري قبل تأثره الكامل بمفهوم الفن الحديث في العالم. لقد جنح المصور حذراً إلى جمع الصيغ النباتية الزخرفية المحورة, وهي الرقش بمعناه الاصطلاحي, إلى تصوير هذه النباتات بشيء من الواقعية, فهي أضمومة زهر أحياناً, وهي مزهرية تضم باقة من الورد والأوراق, ثم هي مشهد طاولة عليها مزهرية أو صحن من الفواكه مما يسمى اليوم بالطبيعة الصامتة. وقد تتضمن الصورة مشهد مدينة أو منظراً طبيعياً أو بحراً. كل ذلك بأسلوب مبسط لا يقيم وزناً للدقة وقواعد المنظور والنسب, وهذا ما يسمى اليوم بالفن التلقائي , وهو الفن الذي يعتمد على مشاعر فطرية لم تصقلها قواعد التصوير وعلومه, ويمارسه هواة كونتهم الممارسة التي تثبت التجارب الأولى التلقائية. وإذا كانت هذه النقوش والرسوم ثابتة , فثمة نوع من الفن الشعبي التلقائي احتل مركزاً هاماً اليوم هو فن التصوير على شكل لوحة زجاجية مستقلة . ويتهافت الناس على اقتناء هذه الصور الملصقة على الزجاج والمؤطرة بالورق, أو الملونة مباشرة على الزجاج بصورة معكوسة لكي تظهر صحيحة على الوجه الآخر. ولقد برزت في هذا المجال أسماء مصورين مثل “متولي” و “علي المصور” و “حرب التيناوي” وابنه أبو صبحي التيناوي (1883-1977) وأولاده الذين قاموا بصنع هذه الألواح الملونة والمذهبة والمكتوبة . وثمة فن احتل مكانة عالية في تقدير المؤرخين وهو فن التصوير الديني أو الفن الأيقوني. و من أقدم الأيقونات السورية الشهيرة, أيقونة العذراء الرحيمة سيدة دمشق والموجودة حالياً في كنيسة لا فاليتا عاصمة جزيرة مالطة. بداية الفن الحديث أطل الفن الحديث على الجمهور بدأً من زيارة بعض المصورين الجانب .ومن أشهر المصورين الفرنسيين الذين زاروا سورية وأعجبوا بمشاهدها والحياة فيها, ادوار بينيون Pignon (1905-1968). و جان شارل دوفال Jean- Charles- Duval (1880-1959) , الذي ولد في باريس وأقام في سورية بمنحة تابعة للمعهد الفرنسي الإسلامي في دمشق , وفيها أنجز العديد من اللوحات في الصالحية والميدان وسفح قاسيون ودمر, كما رسم الحارات الضيقة وبعض المهن .ثم جاء بعده المصور ميشله Michelet وقد ترك مجموعات من لوحاته بعد مغادرته سورية في العام 1946 .وخلال الستينات نشط المصور الاسترالي فرانك بيك في تصوير المشاهد الطبيعية بالالوان المائية . وفي المتحف بدمشق بعض اللوحات التي اقتنيت لفنانين زاروا البلاد أو شاركوا في المعارض التي أقيمت في دمشق , منها لوحات جيبوغليان, وميركوبونشوتشا,وجان موسكه,ويوفان زوفيتش . إلى جانب لوحتين هامتين لفنانين لبنانيين هما, فيليب موراني, ولوحته الضخمة (المحمل), وداوود القرم( 1848-1930). وفي عهد الانتداب الفرنسي أظهر بعض الفرنسيين ممن كانوا يؤدون واجبهم العسكري في سورية، اهتمامات بالصناعات والفنون المحلية، وكان في معهد الدراسات الشرقية الذي اهتم بالدراسات التاريخية والأثرية (وكان على رأسه جان سوفاجيه J. Sauvaget) فرع لدراسات الصنائع والفنون ترأسه اوستاش دولوره De Lorey. كما أن إنشاء مدارس الصنائع للذكور والبنات في كل من دمشق وحلب لعب دوراً هاماً في تشجيع المواهب وصقلها. ثم تولت دور المعلمين والمعلمات منذ عام 1946 تدريس الفنون والصناعات الفنية. المعارض الفنية الأولى كانت المعارض قبل عام 1928 نادرة جداً، ثم اشترك في معرض الصنائع القديمة والحديثة عام 1928 عدد من الفنانين من مصورين وتطبيقيين ,من أمثال توفيق طارق, وسعيد تحسين, وميشيل كرشة ,وفائز العظم، وجوزفين تاجر ومحمد علي الخياط. ولعل هذا المعرض كان الأول من نوعه في سورية، وقد أقيم في مقر الجامعة السورية بدمشق. وخلال الثلاثينات قامت بعض المعارض الفردية في أماكن مختلفة مثل فندق أمية والجامعة السورية ومدرسة اللاييك (المعهد العربي الفرنسي). ولعل أول معرض جماعي كان في عام 1940 في مبنى معهد الحقوق (مديرية التربية حالياً) . ثم أقيم معرض آخر اشترك فيه عدد أكبر من الفانين السوريين والأجانب المقيمين، وكان في مدرسة اللاييك وفي عام 1943، ولقد تبنت المعارض الجماعية بعض الجمعيات في دمشق مثل الجمعية العربية للفنون الجميلة ثم رابطة الفنانين السورية بدمشق . ومن أهم المعارض التي أقيمت في دمشق معرض مدرسة باريس الذي أقيم في مدرسة اللاييك عام 1948 , ومن الأعمال المعروضة لوحات لبيكاسو وموديلياني وفان دونغن. الجمعيات الفنية الأولى وبعد الاستقلال ظهرت الجمعيات الفنية لتمارس نشاطات متعددة , منها تدريس الرسم والنحت، مثل رابطة الفنانين السوريين بدمشق التي كرست أعضاءها لتوجيه الموهوبين , وفتحت أبوابها لممارسة الفن في جميع الأوقات. وفي حلب كانت أكاديمية أصاريان 1956 التابعة للجمعية الفنية تمارس التدريس الفني الحر بإدارة المصور زاره كابلان . بوادر الحركة الفنية ظهرت بوادر الحركة الفنية في المدن الداخلية مثل دمشق وحلب . وكان للمطبوعات الفنية الملونة و المعارض الأجنبية الدور الحاسم في توسيع الإطلاع على الفن الحديث ويتطورالفن خلال الثلاثينات لكي يظهر عند فنانين مارسوا التصوير ولكنهم لما يمارسوا دراسته أكاديمياً، و كانوا بذلك أكثر صدقاً وأكثر محلية. ومن ممثلي هذا الأسلوب ألفريد بخاش (حلب) وعلي رضا معين (حلب) وفايز العظم (حماة) وعبد الحميد عبد ربه (دمشق) وعبد الوهاب أبو السعود (1897-1950) (دمشق) وكان من أوائل مدرسي الفن ,وترك مجموعة من الأعمال الفنية التي سجلت أهم الأحداث التاريخية. وصبحي شعيب (1909-1974) (حمص) الذي أثر على مجموعة من الموهونين في مدينة حمص , بأسلوبه الواقعي السهل , ومواضيعه الاجتماعية . و د.جميل مسعود الكواكبي (دمشق) . أما سعيد تحسين(1904-1987) (دمشق) فهو ينتصب مصوراً بارعاً وملوناً جذاباً يتصدى للمواضيع الصعبة ويخرجها حافلة بالحركة والألوان، كل ذلك من خلال إحساس رقيق منزه عن التأثيرات الخارجية والأساليب المستوردة مرتبط فقط بعالم يعيشه ويفهمه ويحبه، عالم يكمن في مجتمعه وتقاليده وتاريخه. وبشكل مواز ، ظهر منذ العشرينات أسلوب واقعي مدرسي، يقوم على معرفة بعلم التصوير الحديث وعلى إطلاع بروائع الفن العالمية، مثل هذا الاتجاه في دمشق توفيق طارق (1875-1940) ويعدّ الرائد الأول للواقعية في لوحاته التي تمثل الوجوه والمواضيع التاريخية, وخلال الأربعينات أيضاً ظهر عدد من الفنانين الموهوبين مثل زهير الصبان (1904 -1970) الذي أتقن مهنة التصوير عن توفيق طارق مع زميله أنور علي أرناؤوط الذي يدخل في زمرة الفنانين المحليين والمصور رشاد مصطفى. أما خالد العسلي فلقد برع بالرسم الإيضاحي الضاحك (كاريكاتور). و يتجه ميشيل كرشة (1911-1971) نحو الإنطباعية . وقد حفل المتحف الوطني بلوحاته التي تمثل الحياة الشعبية والمشاهد الطبيعية أصدق تمثيل، وإن جنح نحو تلوين أكثر إشراقاً، ونحو تشكيل أقل أكاديمية وأقرب للمدرسة الانطباعية. ولعل هذا الاتجاه الحديث هو استمرار لاتجاه كان قد تبلور في مصر و لبنان. الموفدون الأوائل منذ العام 1935تمكن بعض الموهوبين الحصول على منحة دراسية إلى إيطاليا لدراسة فن التصوير , وهم محمود جلال, وصلاح الناشف, ورشاد قصيباتي, وسهيل الأحدب ويأتي هذا الجيل الثاني من الفنانين عائداً منذ العام 1946من دراسة جامعية في روما وفلورنسا ليتولى مهمة التدريس الفني ، فيمضي محمود جلال(1911-1973) وراء الواقعية مضيفاً إليها تمكناً من التلوين, ويمضي رشاد قصيباتي( 1923-2000) وراء المحليين، أما صلاح الناشف (1914-1970) فإنه يظهر أكثر ارتباطاً بالاتجاهات التعبيرية الشائعة. . وتوالت بعد الحرب البعثات إلى أوروبا وبخاصة إلى مدرسة الفنون الجميلة في روما . وإلى مصر في كلية الفنون الجميلة في القاهرة , لكن الإيفاد أصبح منذئذ للتحصيل العالي فوق الجامعي دعماً للإختصاص . بداية التجديد الفني منذ الخمسينات تعود مجموعة من الفنانين الذين درسوا في القاهرة أو في روما , وبهم يتبلور جيل كان قد مارس التصوير منذ أكثر من عقد من السنين. ويشكل هذا الجيل موجة التجديد في الفن السوري، ويمثله أدهم إسماعيل(1923-1963) ومحمود حماد (1923-1987)ونصير شورى (1919-1992)وفاتح المدرس (1923-2000)ونوبار صباغ(1920-1975) وناظم الجعفري (1918) وشريف أورفلي (1924-1995)، وابتدأ هذا التجديد لدى هذه المجموعة من الفنانين بارتباطهم بالاتجاهات العالمية الحديثة كالمستقبلية والسريالية والتعبيرية، وكان بعضهم اتجه نحو البحث عن أسلوب محلي أكثر أصالة كما فعل أدهم وحماد والمدرس. ولقد لعب نصير شورى دوراً هاماً خلال الخمسينات، إذ أرسى دعائم أسلوب فني واقعي حديث يكشف عن جمال الطبيعة والحياة بألوان مشرقة متأثراً بالإنطباعية.أما شريف أورفلي فلقد حافظ على واقعيته في تصوير المشاهد حول نهر العاصي. بينما فهم أدهم إسماعيل الأصالة من خلال «حرقة الألوان ولا نهائية الخط» معتمداً في ذلك على دراسة نظرية وملاحظة فنية للرقش العربي التقليدي، ناقلاً أسسه من الزخرفة إلى الأشكال التمثيلية .وبعد ممارسة جادة للأسلوب الواقعي المبسط وجد محمود حماد في الخط العربي، الحرف أو الكلمة أو الجملة مجالاً لتشكيلات لا حد لها وضعها ضمن إطار مفهوم الفن التجريدي الحديث. وتابع فاتح المدرس الاتجاه المحلي الذي اعتمد على المبادهات والممارسات العفوية في رسم الوجوه البريئة. ولقد سار في نفس هذا الطريق الذي ترجع جذوره إلى قرون ماضية، كل من أحمد دراق سباعي, وغسان السباعي , ورضا حسحس, وغياث الأخرس. ولكن هذا الاتجاه اقتصر على تبني الرؤية الطفلية أما نعيم إسماعيل(1930-1979) فإن أسلوبه في تبسيط الوجوه ومحاكاة الرقش العربي والألوان الشرقية، قام على رؤية عقلية، ولقد سار في اتجاه مماثل ناجي عبيد مع اعتماد أوضح على الرقش والكتابة العربية. , و يعود ممدوح قشلان (1929) من روما وقد تمسك بإسلوبه التشكيلي المجزع لونياً ,بحثاً عن كتل معمارية أو إنسانية , راصداً بذكاء الحياة الاجتماعية في ريف دمشق . وأول من درس التصوير في موسكو ميلاد الشايب(1923-2000) وحافظ على أسلوبه الواقعي متابعة البحث عن الأساليب الشخصية ثم يظهر الجيل الرابع و قد درس الفن في كليات الفنون العربية، القاهرة والإسكندرية ودمشق.و استفاد من ظروف الاستقلال ومن مساعدة الدولة للفن. ثم أنه عاش في ظروف قومية دفعته للبحث عن أسلوب أصيل كما دفعته لالتزام القضايا المعاشة. ويمثل هذا الجيل إلياس زيات (1934) الذي اشتهر بأسلوبه الملحمي الرمزي الذي استمده من التراث المحلي الشعبي والديني الإيقوني .ونذير نبعة (1938) الذي أدهش المتلقي بمقدرته على اقتحام تفاصيل الهيأآت الأنثوية سعياً وراء التعبير عن رمز يفسر ملامح مدينة دمشق بهمومها ,أو يفسر الإشكاليات الوجودية الانسانية , عند المرأة خاصة , بوصفها رمز الوجود الإنساني,وعبد القادر النائب (1928) بلوحاته الوجهية التي تميّز بها , وقد أتقن ملامحها الجمالية والنفسية , وغسان السباعي (1939) الذي انتقل بعد نكسة 1967 من تصوير المواضيع الطبيعية , إلى الدخول إلى أعماق الأزمة التي يعانيها الإنسان ممثلاً بالمرأة ,باحثاً عن الخلاص والحرية والمستقبل الأفضل , وأسعد عرابي ( 1941-) الذي انتقل أيضاً من مرحلة التعلق برسم معالم بيوت دمشق التي أسرته زمناً ,إلى اكتشاف أسرار الرسم الإيضاحي ( المرقنات ) بأسلوب ملحمي , وعبد الظاهر مراد وقد حافظ على أسلوبه الغنائي في تصوير الطبيعة الصامتة , وليلى نصير(1942-) التي اقتحمت هيكلية الشكل الإنساني لتقديم لوحات فنية شاعرية, وغازي الخالدي (1936-2007)الباحث عن أجمل المشاهد الطبيعية , والمواقف الإنسانية الملتزمة, بأسلوب واضح سهل القراءة والتذوق. ويمكننا أن نضيف إلى هذا الجيل عدداً من الفنانين الذين درسوا في إيطاليا أو فرنسا مثل سامي برهان ولؤي كيالي (1934-1979) وقد زاعت شهرته منذ عودته من إيطاليا حاملاً مؤثرات الفن الإيطالي في عصر النهضة ولكنه لم يلبس أن اختلط بالحياة الشعبية , ناقلاً صور وأوضاع الناس البسطاء , بأسلوب يعتمد على الخط أكثر من اعتماده على التلوين . و استمرسامي برهان(1929) محافظاً على ارتباطه بالحرف العربي والكلمة , ببراعة في تكوين موضوعه الحروفي وتلوينه,وامتدت الحروفية عنده إلى النحت الميداني الذي اختص به . ولا بد من القول أن فئة من فناني هذه الحقبة استمرت متصلة بتيارات الفن العالمية, مثل خزيمة علواني (1934) فلقد شغلته المواضيع الإنسانية والسياسية , بأسلوب فاجعي ,إمعاناً في نقل أحاسيسه وانفعالاته التي عبر عنها بأشكال غريبة , وكانت صورة الحصان تساعده في التعبير عن المواقف الصعبة . وثمة جيل من الفنانين المجددين في أساليبهم الفنية , نذكر منهم ,لبيب رسلان(1939-)وبرهان كركتلي ( 1932-1996 ) ,وخالد المز ( 1937)وأحمد دراق السباعي (1935-1987 ), وجوليان قطيني , ومجيب داوود, ونشأت الزعبي (1939), ووليد عزت (1930-1972) محاولات الإغتراب عدد من الفنانين السوريين حاول الاستقرار بعيداً عن بلاده يمارس الفن بعد أن توضح لديه أسلوب خاص, وكان من أبرز هؤلاء المغتربين في روما مصطفى يحيى (1933-2000) الذي بلغ شهرة عالمية بأسلوبه المبسط ذي الألوان المشرقة, وسامي برهان وقد عاد إلى حلب بعد غياب طويل . وفي برلين يمارس مروان قصاب باشي (1937) الحفر والتصوير بتفوق واضح, كما افتتح الفريد بخاش (1917-1970) مرسماً لتدريس الفن في بيروت , تاركاً في حلب وفي المتحف بدمشق , ذكريات أعماله التصويرية والنحتية التي تمثل بداية مرحلة الحداثة الفنية .ومن الفنانين المقيمين خارجاً , عبد الرحمن صخر فرزات , وأسعد عرابي , والمصور المهندس وهبي الحريري أول خريجي البوزار في باريس. ظهور المؤسسات الرسمية الفنية ونشاطاتها منذ عام 1950 قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بتبني الحركة الفنية فعمدت إلى إقامة معرض سنوي، ثم أصبحت المرجع لشؤون الفنانين والموئل لتشجيعهم، تمنحهم الجوائز المادية وتقتني أعمالهم. ثم أنشأت المديرية المذكورة جناحاً دائماً لعرض الأعمال الفنية سمي (جناح الفن الحديث) . وشارك في المعارض الأولى مجموعة من الفنانين الموهوبين العصاميين ومنهم , عبد العزيز النشواتي, ومروان شاهين , وقتيبة الشهابي , والفرد حتمل, وحزقيال طوروس , ورشاد مصطفى بأسلوبه الواقعي الدقيق ,وعيد يعقوبي بأسلوبه التجريدي . أما أسعد زكاري فلقد درس في الاسكندرية على سيف وانلي وتبنى الأسلوب التعبيري . وفي عام 1958 أنشئت وزارة الثقافة والإرشاد القومي وأحدثت فيها مديرية للفنون الجميلة تتبعها دائرة للمقتنيات والمعارض ودائرة للنصب والتماثيل، وقد تبنت هذه المديرية التي تولينا إدارتها منذ نشأتها وحتى عام 1970 الأعمال التالية: إقامة معرضين سنويين للربيع والخريف للفنون التشكيلية السورية. وإقامة جميع المعارض المحلية والأجنبية.و نشر المطبوعات اللازمة.و إقامة النصب والتماثيل لتجميل المدن.و تنظيم أرشيف دقيق للفنانين.وتشجيع الفنانين بمنحهم الميداليات وشراء إنتاجهم وتقديم سائر الخدمات الممكنة.و إحداث مراكز للفنون التشكيلية والتطبيقية والإشراف عليها. وتقوم هذه المراكز مقام النوادي والجمعيات، بل مقام المعاهد الاختصاصية فهي تدرس الفن وتقدم المعارض والمحاضرات والأفلام الفنية. والدراسة فيها حرة ولكن الدروس نظامية ويقتضي المنتسب أربع دورات مدة كل دورة ستة أشهر. لقد ضمت هذه المديرية عدداً من الفنانين وهم, جاك ورده , غازي الخالدي , قتيبة الشهابي , الفرد حتمل , هشام زمريق , وعبد القادر أرناؤط. وبداية أنشئت المراكز الفنية التالية، في دمشق 1960 في حلب 1961 في حماة 1962 في حمص 1963 في اللاذقية 1964 ومركز الفنون التطبيقية في دمشق . ويعود الفضل في تشجيع المديرية على القيام بمهامها وتحقيق مبادئها إلى الدكتور يوسف شقرا الأمين العام لوزارة الثقافة في ذلك الوقت. أما كلية الفنون الجميلة، فلقد أسست تحت اسم المعهد العالي للفنون الجميلة عام 1959 ثم ألحقت بالجامعة عام 1963 وهي تتضمن خمسة أقسام، التصوير، الحفر، النحت، الزخرفة، و قسم العمارة، ثم انفصل هذا القسم عام 1970 ليربط بكلية الهندسة، ولقد بلغ عدد المتخرجين من الكلية ما يزيد عن ألفي طالب وطالبة تقريبا، برز عدد منهم كفنانين ممتازين. والحق أن كلية الفنون الجميلة قد أرست قواعد الحركة الفنية وخططت الطريق لازدهارها ونموها.إذ ضمت في البداية أساتذة من مصر وأوربا ,منهم أحمد عاصم,وتيودوروف ,ولاريجينا.. ومن أهم التجمعات الفنية نقابة الفنون الجميلة التي دعونا إلى تاسيسها عام 1969 والتي تمارس نشاطها الآن بنجاح مضطرد في مجال إقامة المعارض وتنظيم علاقة الفنانين ببعضهم وبالجماهير, والدعوة إلى توحيد الحركة الفنية في الأقطار العربية ضمن نطاق الاتحاد العربي للفنون التشكيلية . وضمت النقابة طلائع الفنانات من أمثال إقبال قارصلي(1925-1969) ,وليلى نصير, وميسون جزائري التي أحرزت الجائزة الأولى لأحسن غلاف.ومنذ العام 2007 تحولت النقابة إلى إتحاد الفنانين التشكيليين تطور فنون النحت والحفر والإعلان إلى جانب ظهور فن التصوير باتجاهاته المتشعبة ظهر فن النحت الذي مارسه المصورون أنفسهم مثل جلال وبخاش. وكان جاك وردة (1910-1985) أول من مارس النحت في سورية بعد زيارة إطلاعية في باريس. على أن فتحي محمد قباوة (1917-1958) الذي توفي مبكراً ترك نماذج رائعة تدل على موهبة فذة لم يسعفها الدهر للتفتح الكامل . ثم ظهر من النحاتين عدنان إنجيله ,ومخلص صابوني, وعدنان الرفاعي, ووديع رحمة, وعبد السلام قطرميز ,ورياض بيروتي..أما سعيد مخلوف (1939-2000) فلقد تفرد بالنحت على الخشب والحجر وبلغ في ذلك شهرة جيدة. وفي مجال النحت الميداني كان أول تمثال تشبيهي أقيم في دمشق , تمثال يوسف العظمة، الذي قدم عام 1954 هدية من الجالية العربية السورية في المهجر دون أن يعرف اسم صانعه. وفي عام 1955 قتل العقيد عدنان المالكي القائد التقدمي، وأثار مقتله حزناً ولوعة، وأرادت قيادة الجيش أن تقيم للراحل تمثالاً تذكارياً، فكلفت فتحي محمد قباوة الذي كان قد عاد من روما موفداً من بلدية حلب بعد أن أنهى دراساته في النحت والتصوير بنجاح. وبمناسبة الاحتفالات بأعياد الثورة والجلاء، كانت المدن السورية وخاصة دمشق وحلب تقيم نصباً تزيينية تدفع نفقاتها شركات القطاع العام. وهكذا تقرر أن يقام نصب يمثل الثوري العربي ويضم لوحات عن دخول الثورة إلى مختلف القطاعات الشعبية، ولقد كلف بهذا العمل الضخم النحاتون (محمود جلال, ووديع رحمة ( 1940 ), وعبد السلام قطرميز( 1939 ) وقاموا أنفسهم بوضع تصميم القاعدة , كما قام رحمة وقطرميز بسكب التمثال الضخم والألواح بالبرونز. وفي تلك الأثناء كان مركز الفنون التطبيقية وبإشراف الخبير البلغاري كومانوف ينجز سكب تمثال (الكادح) لنشأت رعدون ( 1940 ). إن الاتجاه الأساسي في فن النحت الحديث هو الاتجاه الواقعي، ذلك لأن الموضوعات الغالبة كانت شخصية أو تذكارية، كما أن تدريس النحت في كلية الفنون اعتمد غالباً الأسلوب الواقعي، الذي قاده محمود جلال ثم تيودوروف الفنان البلغاري، ولكن ثمة اتجاه آخر كان يقوده سمولانا الفنان البولوني ويقوم على تحوير الواقع والاقتصار على الملامح الأصلية للشكل. أما النحات المصري أحمد عاصم فلقد أثر تأثيراً واضحاً في جيل طلابه من النحاتين الشباب المتأخرين، إذ قامت طريقته على الاهتمام بجمال الكتلة والتكوين والحركة مع تبسيط التفاصيل وتحوير الشكل. لقد لعب قسم البرونز في مركز الفنون التطبيقية دوراً هاماً في إبراز النحت وإقامة النصب التذكارية، ولقد أشرف على هذا القسم الخبير البلغاري بيتر كومانوف Kumanoff الذي استمر في عمله خلال عامي 1965-1966.ولقد استفاد من خبرته عدد من الفنانين السوريين منهم عبد السلام قطرميز ووديع رحمة, وياسر الشمعة, ولم يكن فن الحفر معروفاً قبل العام 1958 ,وكان حماد وقشلان أول من مارسه، على أن غياث الأخرس (1939- ) كان أول من اختص في هذا الفن، درسه في باريس ومدريد وحصل فيه على الجائزة الثانية في بينالي الاسكندرية لعام 1972، وقام بتدريسه في كلية الفنون الجميلة بجميع فروعه، الحفر على المعدن والخشب واللينوليوم والطباعة الحجرية. وظهر فن الإعلان الحديث منذ العام 1960 على يد عبد القادر أرناؤوط (1934-1992) الذي ابتكر أنماطاً من الخطوط الحديثة. كما ظهر فن الديكور الداخلي أولاً على يد هشام المعلم منذ عام 1958, ثم ازداد عدد المختصين بهذا الفن بعد إنشاء قسم خاص لتدريسه في كلية الفنون الجميلة. الفن والهوية تابع عفيف البهنسي (1928) مسيرته لتأصيل الفن .ولقد أعلن منذ البداية أن مهمة الفنانين في الدول العربية هي السعي إلى تأصيل الفن وإعطائه شخصية متميزة، وأن الفن العربي الحديث يستطيع تجاوز تأخره عن ركب الفنون في العالم إذا سار في منحى مفهومه الشرقي في تربته ومناخه وتقاليده، تاركاً المحاولات الجامحة لأصحابها المرتبطين بمشاكل الحضارة المتأزمة، وهموم الحرية التائهة. وهكذا فإننا نرى الفن السوري خلال الستينات وقد اتسم بالالتزام الطوعي، فلم تكن المواضيع الحيادية لتشغل اهتمام الفنان, بل نرى كثيراً من الفنانين لا يخرجون في مواضيعهم عن دائرة المواضيع القومية والاجتماعية والنضالية، بل كان تصوير المشاهد الطبيعية تعبيراً عن التمسك بالقرية والمدينة التاريخية أو تعبيراً عن الحنين لموقع في الأرض المحتلة .
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

الرسام الفرد حتمل

عدسة: George Ashy

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.