البنيوية هي منهج فكري وأداة تحليلية تركز على فهم الكليات والأنظمة المتكاملة
، وتعد أسلوباً لفهم العلاقات بين العناصر المكونة لأي بنية، سواء كانت لغوية، اجتماعية، أو ثقافية.
البنيوية ترى أن كل ظاهرة إنسانية أو أدبية تشكل بنية مستقلة، ولا يمكن فهمها إلا عبر تحليلها إلى عناصرها الأساسية دون النظر إلى المؤثرات الخارجية.
تاريخ البنيوية بدأت البنيوية في القرن التاسع عشر في علم النفس، لكنها اكتسبت شهرة واسعة في منتصف القرن العشرين عندما انتقلت إلى مجالات متعددة مثل اللغة، الأدب، والأنثروبولوجيا، حيث قدمت رؤية جديدة تجمع بين العلوم وتوحدها في محاولة لفهم العالم كوحدة متكاملة.
أبرز رواد البنيوية:
فريدنان دي سوسير: في مجال اللغة، اقترح أن اللغة نظام متزامن يمكن تحليله ككل مستقل.
كلود ليفي شتراوس ولوي ألتوسير: في علم الاجتماع، قدما البنيوية كنظرية لدراسة المجتمع.
ميشال فوكو وجاك لاكان: في علم النفس، ركزا على تأثير البنيوية في فهم العقل والوعي.
تعتمد البنيوية على مفاهيم مثل النسق، النظام، البنية، العلاقات، الثنائيات، وفكرة المستويات. تستخدم هذه المصطلحات لتحليل النصوص وتفسيرها دون النظر إلى العوامل الخارجية كالتاريخ أو حياة الكاتب.
ساهمت البنيوية في تحديث النظريات السوسيولوجية، خاصة في النقد الأدبي حيث وفرت منهجية جديدة لتحليل النصوص، لكنها تعرضت لانتقادات عديدة لأنها تتجاهل العوامل التاريخية والاجتماعية وتعتبر النص بنية مستقلة تماماً.
وانتشرت البنيوية في العالم العربي خلال الستينيات والسبعينيات عبر الترجمة والتبادل الثقافي، واهتم بها مثقفون من دول المغرب العربي ومصر ولبنان، وقد أصبحت جزءاً من الدراسات النقدية والأدبية في الجامعات..
…..