اضغط على الصورة لعرض أكبر.  الإسم: FB_IMG_1749643392215.jpg  مشاهدات: 0  الحجم: 53.0 كيلوبايت  الهوية: 265754

صلاح جاهين بالإسكندرية في صيف عام 1963م – خيري حسن.

في صيف عام 1963 وصل صلاح جاهين إلى الإسكندرية. وبعد يومين – أو أكثر – من وصوله عرف معد في إذاعة الإسكندرية بوجوده؛ فذهب إليه – وكان يجلس على مقهى مع مجموعة من الإصدقاء في انتظار الذهاب إلى المقهى الذي يتقابل فيه نجيب محفوظ مع توفيق الحكيم.
قال المعد:” عندنا سهرة غداً ونريد حضورك فيها على الهواء في إذاعة الإسكندرية”
— هنتكلم في أيه؟
— رد:” ستكون عن بيرم التونسي”
قال:” يا سلام..ده أنا أروح لعم بيرم المريخ” وفي مساء اليوم التالي كان على باب الإذاعة.
•••
قبل وصوله بدقائق انتظره شاب متوسط العمر يعمل في سويتش الإذاعة ( محولجى مكالمات يعني ) يكتب الشعر والأغاني وعلم من الزملاء بحضوره.
علي الباب تقدم له، وسلم عليه، وقدم له عدة ورقات فلوسكاب فيها عدة قصائد.
نظر فيها صلاح جاهين وقرأ عدة أبيات ثم التفت وسأله:
— ” أنت اسمك إيه؟
— فؤاد قاعود
— وبتشتغل إيه؟
— باشتغل عامل سويتش
— عامل سويتش..يخرب عقلك ده أنت شاعر موهوب” ثم وضع الورق في جيبه وقال:
” اسمع أنا قاعد هنا أسبوع..بعد أسبوع أول ما أصل القاهرة تيجي فورا على مجلة روزاليوسف
.. أنا منتظرك” ثم دلف مسرعاً للإستوديو حيث وقت الحلقة كان قد اقترب والمعد والمخرج يصرخان على الباب.
•••
بعد أسبوع سافر فؤاد قاعود من الإسكندرية إلى القاهرة والتقى بصلاح جاهين في روزاليوسف الذي استقبله بفرح ومرح وأخذه من يده وتوجه به إلى مكتب إحسان عبد القدوس وقال له:
“ده موهبة عظيمة..ومكسب كبير للمجلة وعايز أعينه فيها ويسيب شغلانة السنترال دى” فرد قائلاً:
” خلاص.. يعين فورا” وتم تعيينه في مؤسسة روزاليوسف بعدما قدم استقالته من عمله السابق.. ليصبح – فيما بعد – الشاعر الكبير والصحفي المتألق فؤاد قاعود.
•••
وبعد سنوات مرت، فعل فؤاد قاعود مع سيد حجاب ما فعله معه صلاح جاهين.
يقول سيد حجاب في حديث صحفي:” كان عمري 21 سنة عندما التقيت بالشاعر صلاح جاهين حيث قدمني له فؤاد قاعود في بيت الموسيقار سليمان جميل. وقتها طلب صلاح جاهين أن ألقي الشعر وقد فعلت”.
•••
صلاح جاهين بعدما استمع لم يعلق وبعد لحظات قال لسيد حجاب:” قول كمان يا حجاب” وبالفعل ألقى قصيدة ثانية. وبعدها سكت صلاح جاهين ثم قال:” واحدة كمان ياحجاب” وبعد القصيدة الرابعة قفز صلاح جاهين من مكانه كالأطفال من شدة فرحه. وفؤاد قاعود كان واقفا في توتر من الموقف حتى قفز عليه صلاح جاهين بالحضن وهو يقول:
” بقينا كتير يا فؤاد..بقينا كتير يا فؤاد” وكذلك حضن سيد حجاب أيضا وأخذ منه القصائد وقدمه في مجلة صباح الخير في باب اسمه (شاعر جديد يعجبني) وقال في تقديمه:
” تذكروا جيداً هذا الاسم فسوف يكون له شأن كبير في شعرنا” وقد كان.
•••
وبهذه الروح، وبهذا الحب، وبهذا الفكر، وبهذا التلاحم، أصبح عندنا فؤاد قاعود وسيد حجاب وغيرهما في شتى المجالات…ولماذا كانوا كذلك؟ كانوا كذلك لأنه كان بيننا إحسان عبد القدوس ومحمد مندور وعاطف الطيب وإسماعيل عبد الحافظ وفؤاد المهندس وغيرهم الكثير من الكبار الذين كانوا يفرحون ويبحثون عن الموهبة ويقدموها للمجتمع والوطن والناس.
أما اليوم – بعدما غاب هؤلاء – وغيرهم – حل مكانهم في الصحافة والشعر والمسرح والسينما والإعلام وشتى المجالات منْ يبحثون عن الموهبة لا ليقدموها، ولكن ليدفنوها – إن استطاعوا – قبل أن تصل للمجتمع والوطن والناس.
•••
(المجتمع) الذي قال عنه الشاعر فؤاد قاعود ضمن ما قال:
” المجتمع زي الرصيف
وسخ ولازم يتكنسْ
فيه ناس بتعرق ع الرغيف
وناس بتعرق م التنسْ”..
أما ( الناس) فقد كتب بلسانهم سيد حجاب يعاتب الزمن قائلاً:
“ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء
وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع
أقسى همومنا يفجر السخرية
وأصفى ضحكة تتوه فى بحر الدموع”
•••
ومازلنا بسبب غياب (روح) هؤلاء (الحلوة)..
تايهين في بحر الدموع..
ومازال الرصيف ( محتاج يتكنس)خيري حسن
——————-
•• الأحداث حقيقية والسيناريو من خيال الكاتب.
•• المصدر:
أرشيف الصحافة المصرية ( سيد حجاب – فؤاد قاعود)
•• الصور:
فؤاد قاعود
صلاح جاهين
اضغط على الصورة لعرض أكبر.  الإسم: FB_IMG_1749643396948.jpg  مشاهدات: 0  الحجم: 35.5 كيلوبايت  الهوية: 265755

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.