🟤🟠 قصة “غابرييل شانيل” الملهمة ..
من دار للأيتام الى صاحبة أشهر ماركات الموضة والعطور في العالم..
إذا كنتم من هواة الموضة العالمية وتصاميم الأزياء، فالأكيد أنكم سمعتم يوما عن ماركة “شانيل” العالمية، وستتفاجأون أن صاحبة هذه العلامة الأشهر في العالم وهي السيدة ” غابرييل شانيل” عانت من حياة صعبة وقاسية حافلة باليتم والقلق والاكتئاب، ولم تنجح في تجاوز كل هذا إلا بعد كفاح مرير استمر لسنوات طويلة، قبل أن تصبح واحدة من أشهر مصممات الازياء والعطور في العالم، وصاحبة ثروة تقدر بملايين الدولارات، وما زالت مؤسساتها وعلاماتها التجارية تدر الملايير من الأرباح وتوظف ٱلاف الموظفين حتى بعد وفاتها بعشرات السنين.
لم تكن حياة غابرييل شانيل أو كوكو شانيل كما يلقبونها مفروشة بالورود، ولم تولد وفي فمها ملعقة من ذهب، بل عاشت منذ ولادتها سنة 1883 ببلدة صغيرة بفرنسا، من أم تشتغل كخادمة في احدى الجمعيات الخيرية حياة قاسية صعبة ، قبل أن تغادر أمها الحياة وتتركها طفلة يتيمة بائسة وغير شرعية، حيث تم ايداعها في دار للأيتام وهي بعد في الثانية عشر من عمرها.
تعلمت شانيل الخياطة في دار الأيتام، وجربت العمل في مجموعة من المهن بعد مغادرتها الميتم لكنها فشلت فيها جميعا، غير أنها استطاعت أخيرا أن تحصل على فرصة عمل كخياطة لدى دار للأزياء. وفي هذه الفترة عاشت حياة عاطفية متقلبة بين حب وكراهية وخيانة، وأحبت أخيرا ضابطا سابقا في الجيش الفرنسي، كان يهديها الكثير من العطور والملابس، قبل أن يموت في حادث سير. وشكلت وفاته صدمة كبيرة وخسارة فادحة لها، الا أنه كان أول من لفت انتباهها لعالم الموضة والأزياء.
عندما بلغت الخامسة والعشرين من عمرها، وكوسيلة للهروب من ذكرياتها الأليمة، عملت شانيل على تصميم القبعات وفتحت متجرا خاصا ببيع الملابس، واستعانت بأفراد عائلتها قصد الترويج لملابسها وتصاميمها. وتطورت تجارتها وأصبحت تبيع المعاطف والسترات والقمصان، وحققت تجارتها مداخيل مهمة.
بعد تطور تجارتها، استطاعت شانيل أن تفتح 5 متاجر كبرى للأزياء الفاخرة بفرنسا، وهو ما جعلها تكتسب شهرة وشعبية كبيرة ليس فقط في فرنسا وانما في مجموعة من دول أوروبا، وهو ما مكنها من ربط علاقات واسعة مع مجموعة من المختصين في العطور، لتتمكن ٱخيرا من تأسيس ماركة تجارية عالمية للعطور تحت اسم ” شانيل”. لكن تداعيات الحرب العالمية الثانية والاضطرابات الواسعة التي خلفتها أدت الى اغلاق الكثير من متاجرها، وتعرضت تجارتها للكساد.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تمكنت شانيل من الحصول على تعويض بملايين الدولارات عن الأضرار التي لحقت بتجارتها وعلامتها العالمية التي كانت ضحية للخلافات السياسية، وتمكنت من إعادة تطوير تجارتها بعد تلك الأزمة حتى أصبحت واحدة من أغنى نساء العالم في تلك الفترة.
رحلت شانيل عن الحياة سنة 1971 عن عمر يناهز 87 سنة، بعد ان لازم جسدها العديد من الأمراض المزمنة، لكن قصة حياتها ما زالت تلهم الملايين عبر العالم، في الاصرار على النجاح والتغلب على قسوة الحياة، والقدرة على مواجهة الصعاب والمثابرة لتحقيق الإنجازات مهما كلف الأمر.
أوراق Awrak