مقدمة :

بعيداً ..بعيداً يعبر ويبحر في زرقة السماء النقية ..ويشدّو ترحال خيوط طائرته الورقية حول أصابعه المبدعة ..ليعطيها حريتها ..فدعونا نحلق معه بالأفق بعيداً ..بعيداً ..ي

قول (( أندريه بارو ..مدير متحف اللوفر: سورية عبارة عن متحف طبيعي ولكل إنسان متحضر وطنان ..بلد الولادة ..وسورية ))..**

** تصحيح :المقولة هي لشارل فيرلو .. قارئ الرقيمات المسمارية الأوغاريتية ..

عاش الأستاذ سعد حياة أشبه بالإسطورة ..بل إنها إختلطت بالإسطورة ..فقد ولد ونشأ في كنف أقدم مدينتين في العالم دمشق الحضارة والدبلوماسية والثقافة والفن وحلب الإسطورة بالصناعة والتجارة والإبداع ..كيف لا ..وهو سلسل أسرة عريقة إمتشقت سيف الأدب والفن وشرب لبناته في كنف أسرته العريقة التي أعطته الكثير ..في زمن لايحلم بمثلها أقرانه..ولا أدل على ذلك من والده الأستاذ الأديب والباحث والصحفي بشير فنصة الذي وثق فترة الإنقلابات في سورية..

كل حياة الفنان الضوئي والصحفي صراع على الوجود ومن أجل الوجود ..وحده فنان وإنسان إستثنائي ..فقد كان يوظف دفعة واحدة أرصدته الفنية والأدبية في كل عمل يقوم فيه..أكان هذا العمل كتابة أو مقالة أو توثقاً أثرياً أو فوتوغرافياً..

هذا اللقاء ليس تعريفياً مدرسياً ولا دراسة كلاسيكية لخصائص أعماله الضوئية ..بل هو تحليل دقيق لذكرياته ورحلته الفنية الضوئية ..وإذا شئتم أن تلجُوا عوالمه ..وتدخلوا إلى أعماقه لكي نضعكم وجهاً لوجه أمام لغز  عطاءاته وموهبته الفريده ..وعليكم أن تفكوا رموزه الإبداعية..

المصور : فريد ظفور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعقيب من الأستاذ سعد فنصة

  • أشكرك يا أستاذ فريد لهذه التوطئة اللطيفة عني .. و لكن وحب علي التنويه أنني لأكثر من عشر سنوات كانت صفحتي عن الأثار السورية في مجلة فنون الصادرة بدمشق .. تعنون صوري و مقالاتي بهذه المقولة التي تختصر كل المقولات العظيمة لسورية و تاريخها القديم .. (على الإنسان المتحضر في هذا العالم أن يفخر بأن له وطنان … بلده الأصلي .. و سورية .. ) و هذه المقولة هي لشارل فيرلو .. قارئ الرقيمات المسمارية الأوغاريتية .. عندما قرأ الأبجدية الأوغاريتية .. لأول مرة أمام الأكاديمية الفرنسية للعلوم .. منوها بأهمية هذا الكشف الذي غير الثقافة الإنسانية .. قاطبة .. و من ثم تناقلها عنه عدد من المؤرخين و الباحثين .. و نسبت خطأ الى أندريه بارو مكتشف مملكة ماري .. ثم مدير متحف اللوفر .. نظرا لشهرته الواسعة أنذاك .. و الى اليوم .. يتناقلها الإعلام ..بنسبها الى بارو ..نظرا لشهرته أكثر .. من شارل فيرلو .. و سبق لي أن بينت بالوثائق و التواريخ .. و الشهادات حول هذا الموضوع .. و كتبت عنه أكثر من مرة .. !!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الأسئلة:
– 1- أستاذ سعد ماهي المناهل الأساسية الأولى التي اقتبست منها بدايات التصوير الفوتوغرافي والصحفي وشكّلت شخصيتك الثقافية الضوئية وطبـعت عوالمه الإبداعية .. لا شك أنها كانت قليلة وضحلة في زمن كانت الكاميرا والتصوير فعل شائن وحرام بمجتمعنا العربي ، هل لك أن حدثنا عن مسيرتك الفنية والأدبية ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– 2- من هم رواد التصوير الضوئي في سورية وفي العالم العربي ..وبمن تأثرت ببداية مشوارك الصحفي والفوتوغرافي ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- أستاذ سعد..صراع الأجيال أو لنقل سباق التتابع من الوالد ثم الإبن ومن ثم الأولاد فهلا تحبذا أن يتابعوا المسيرة أولادك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- لمدينة الياسمين دمشق وكذلك لمدينة حلب لديكم حكاية أو قصة عشق ….هلا حدثتنا عن العلاقة الحميمة بينكما..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– 5- أي أنواع التصوير تستهويك ..تصوير البورترية ..الطبيعة ..الطيور والحيوانات ..الكلوز أب .. التصوير المفاهيمي ..الخ..وماهي الأوقات والفصول المفضلة لديك للتصوير..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– 6- من يعجبك من المصورين السوريين والعرب..والعالميين..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– 7- ماذا يحتاج نادي فن التصوير السوري و إتحاد المصورين العرب ليكونا في كل منزل وعلى كل جهاز ..أي مالهما وماعليهما..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– 8- كيف ترى دور المصورات العربيات وأين وصلن في الساحة الضوئية العربية..وهل أصبحنا ينافسن الرجل في التصوير..في عالمنا العربي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– 9- دور وعلاقة التصوير بالإعلام المكتوب والإلكتروني ..في زحمة التقنيات الحديثة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– 10- هناك نهضة فوتوغرافية وريادة في دول الخليج العربي ..فلماذا تعزو ذلك ..للوعي الجماهيري ..للظروف المادية المتطورة..للوعي بأهمية الصورة ..للنشاط البشري أو الإهتمام الحكومي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 


– مع تحيات فريق العمل بــ اللقاءات والتحقيقات في :
– مجلة فن التصوير الضوئي – مجلة المفتاح – موقع ومنتديات المفتاح
– عنهم:
– – المفتاح – الدكتورة سناء فريد إسماعيل –
– ( Asia Zaffour.آسيا ظفور ) – فريد ظفور ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جواب السؤال الأول

أختلف معك في الشق الثاني من السؤال .. و سأجيب عنه بداءة .. لقد نشأت في أجواء تحترم الثقافة و الإبداع الفني .. ولم يكن التصوير و الرسم و النحت فعلا شائنا في بداية تشكل وعي الطفولي .. لما حولي .. و لم يكن حمل كاميرة التصوير فعليا أمرا مستهجنا .. حتى في الشارع الذي نشأت فيه .. لقد تعرفت على التصوير من المصور الأرمني الشهير ديكران .. و الذي كان واحد من أبرز مؤسسي فن التصوير بمعناه الإحترافي .. بمدينتي حلب في النصف الثاني من القرن العشرين .. و كان والدي بحكم علاقاته الأدبية و الفنية ككاتب و صحفي .. يهتم بتوثيق حياتنا تماما كما كان والده .. و اقصد جدي ..يفعل مع أسرته .. كما كان والدي يهتم بصحتنا .. أنا و اشقائي و شقيقاتي بأن كان لنا طبيب خاص لرعايتنا .. كان المصور ديكران .. المصور الخاص للعائلة .. في مناسباتها المتنوعة و حضورها الإجتماعي و الإنساني بين الأصدقاء .. على مدى عقود .. و لعل المصور الشهير بدمشق جورج درزي و الذي كان يصور للصحيفة التي كان والدي و شقيقه الأصغر يتناوبان على إدارتها و تحريرها في الأربعينات و الخمسينات من القرن المنصرم .. في مرحلة سابقة لم أشهدها إذ لم أكن قد ظهرت فيها الى الوجود و لكنني إمتلكت صورا عائلية و أرشيفية بتوقيعه على الكثير منها لشخصيات سياسية كانت تنشر في الجريدة لا زلت أمتلك بعضها … !!

جواب 2

على الاقل ذكرت لك إثنان .. في جوابي السابق .. و أعتبر جورج درزي واحد من أبرز مؤسسيي فن التصوير بمعناه الإحترافي الواسع .. و لو قدر لك الإطلاع على غزارة نتاجه الفني .. ليس في الوجوه فحسب .. كما أشتُهر عنه .. كما كان أزاد .. أيضا .. و في مرحلة مبكرة .. جدا كان هناك هواة .. منذ ثلاثينات و أربعينات القرن الماضي منهم خالد معاذ و شفيق الإمام .. و أحمد القرملي .. و أسماء أخرى قامت بأعمال فنية و توثيقية غاية في الاهمية و أعتقد أن هناك مجموعة ليست بالقليلة جاءت فيما بعد رسخت لهذا الفن الجديد بعيدا عن الحرفة التقليدية ..باسماء كبيرة غدت علامة فارقة في تاريخ الفن كان من بينهم .. على سبيل المثال لا الحصر .. مروان مسلماني .. و صباح قباني .. و محمد طالو .. و جورج عشي .. و بهؤلاء .. تصادقت .. و بهم و بأقرانهم و جيلهم .. تأثرت .. أما و قد سألتني عن العالم العربي فليس لدي الكثير من المعلومات ..في تلك المرحلة المبكرة .. و إن كنت على إطلاع أن في القاهرة و بيروت و القدس و إستانبول.. ( بحكم المرحلة التاريخية ) .. تجارب أقدم .. و أعرق .. شاهدت بعضها .. في القاهرة و إستانبول .. و لكن لا تحضرني الذاكرة باسماء مغامريها و مصوريها الاوائل .. و كانوا كثرا بالتأكيد .. كما أن القسم الاكبر من هذه الأرشفات و الصور ..للأسف لم توثق أسماء مصوريها أو كان الكثير منهم غير معروفون .. أو إختلط على المدقق أسم مصور بأخر .. و هذه مسألة في غاية الأهمية التوثيقية .. لا ينظر اليها حتى اليوم بجدية .. و أحيانا قد لا يعني أسم المصور للمشاهد أو الناظر لعمل فني أو توثيقي الكثير .. إلا بعد مضي الزمن .. و الشهرة التي ينالها الفنان المصور فيما بعد ..و لكنني أنوه أنني قد تعرفت اليوم على كثير من التجارب العربية حديثا من خلال صفحتك المميزة .. و مجلتك الإليكترونية ( مجلة فن التصوير ) عن تجارب مذهلة لا تقل قوة .. و إستثنائية .. عن تجارب حققت نجاحات عالمية .. و حضورا لافتا .. و حقيقيا .. و مبدعا ..و لك الفضل في تعريفنا بها .. و القاء الضوء عليها .. !!

جواب 3

لا أؤمن بما يسمى الصراعات .. و المنافسات و السباقات في العلاقات الفنية و الإنسانية و أعتبرها خطأ فادحا في التوصيف .. و لأنني كنت شاهدا لمرحلة طويلة .. مالذي فعلته هذه المنافسات التي تحولت فيما بعد الى صراعات بين الأصدقاء و زملاء العدسة .. و ادت الى قطيعة و خلافات و تمزقات .. لذلك كنت أنا واعيا لهذا الخط الذي خططتُه لذاتي منذ البداية .. فكنت بذلك صديق الجميع .. و أنا لا أتدخل في مسيرة أبنائي إلا في اللحظة التي يُطلب فيها مني ذلك .. كي يكون لرأي قيمة و إحتراما .. أكبر مما يكون عندما أعرُضه عليهم .. ليل نهار .. بعاطفة الأبوة … و إهتمامها .. و من ثم يرمونه خلف ظهورهم بلا إكتراث .. كما يحصل لغيري من الاباء .. و هذا لا يعني أنني لا أراقب مسيرة تطورهم العلمي و إهتماماتهم .. فلدي يافعين .. أكبرهما بشير .. و هو مهتم بتقنيات الكومبيوتر .. و إنشاء البرامج .. و هو اليوم في الصف العاشر .. و نمير .. الصغير .. في الصف الخامس و في العاشرة من عمره .. و هو يرغب بأن يكون ممثلا سينمائيا أو تلفزيونيا .. و يمتلك من المواهب و الطاقات الرائعة في ذلك فضلا عن حساسيته المرهفة .. و تركيبته النفسية التي قد تؤهله ليكون وريثا للأم تيريزا في شعوره الإنساني بالمعذبين في هذا العالم .. و بالاخص في وطنه السوري الجريح بعمق .. و ألم شهده هو و شقيقه .. خلال أشهر و سنوات الآلام السورية .. في كارثته الإنسانية المريعة .. المهم أن طريقهما لا زال طويلا و شاقا سواء أكان هنا في الولايات المتحدة .. أم في سورية .. !!

جواب 4
حلب ولدت فيها .. و كنت أصغر مرافق لها في جمعية العاديات ..و من خلال رحلات هذه الجمعية تعرفت على أثارها و خاناتها و أبوابها و حاراتها و قلعتها .. و هنا كانت الشرارة الأولى لعشقي لأثار سورية مع فن التصوير .. فأنت عندما تدرك قيمة و أهمية تراث بلدك و تفوق ابداعه المعماري و الفني عبر القرون .. و فلسفة حياة سكانه و أهلوه .. لابد أن تفخر بإنتماءك اليه .. أما عندما تدمره الوحشية البربرية المعاصرة أمام أنظار العالم و صمته المريب .. لابد أنك ستشعر بالخجل و العار .. لإنتماءك النفسي و الإنساني .. لهذا الجنون و العبث .. أما دمشق فهي التي إحتضنتني الردح الأطول من عمري و فاق عشقي اليها كل الأمكنة و الأوطان .. كما ذكرت أنت عني يوما ما ذلك ..يا استاذ فريد .. في لقطة ذكية من لقطاتك و تعليقاتك المحببة .. و الكون عندي اصغر  من حلب .. و دمشق هي خاتمته .. !!

جواب 5

عُرفت باهتمامي و عملي في تصوير الأثار قرابة الثلاثون عاما في متحف دمشق الوطني .. و لم أتخصص يوما في مجال وحيد .. أوحد .. أنا أصور كل ما يستفزني و يدفعني لتسجيله .. و قمت بتجارب مخبرية قبل دخول الفوتوشوب الى عملية إعادة بناء المشهد ..و دمجت الرسم بالتصوير .. في لوحات محددة عرضت في حينها و لفتت الإنتباه و لم أكن انا أول من إبتكر هذه الطرائق .. بل سبقني أخرون اليها .. و ليس هناك فصل محدد يستهويني .. أو ظهيرة ضوء ساطع .. أو يوم مغبر .. فأنا أمارس هوايتي بعيدا عن هذه التصنيفات الجوية أو الحيوية .. و في أوقات قد يجدها البعض غير ملائمة للتصوير .. و قد تكون .. في أقصى درجات العتم .. و إنحسار الضوء .. و لي قصص طريفة .. في التصوير الليلي .. أيام الشريحة الفيلمية .. و قبل شيوع نظام الديجيتال .. بسنوات طويلة .. و سبق لي أن كتبت أن تصوير البورتريه .. هو أعمق بكثير مما يظنه البعض .. و قد أقضي سنوات التقاعد الأخيرة من عمري أمارس التصوير الوجهي الفني .. بدراسات ضوئية جديدة كليا و غير تقليدية ..!!

جواب 6

من السوريين القدماء قد لا تعجبني لوحات مروان مسلماني .. المكبرة .. و الضخمة ….فحسب بل لأني قمت بالتعلم منها .. و دراسة بعضها .. و المساهمة في قراءة إضاءاتها و تكويناتها .. فانا مغرق في فهم هذا الفنان .. و أحترم تجربة الفنان الرائع جورج عشي في صوره التي كنت مع بعضها لحظة التوثيق و التي كان يصطادها بحرفية و إدراك واسع لما يريد من صور الشارع الغنية بحركة الناس .. حالاتهم الإنفعالية النادرة .. و فيصل الست في تقنياته اللونية الفريدة .. و أحمد غازي أنيس في تنويعاته البصرية الفائقة .. و المتقدمة .. و فنان البوتريه هيثم كواكبي الذي غادرنا قبل أسابيع قليلة .. و قائمة طويلة من فنانين المتوسط العمري .. من جيلي .. و أقدر كثيرا الأبيض و الاسود عند طوني مزاوي و له فيه عالمه الخاص .. و سبقه في هذا العالم و أكتشافه الفنان سامر قزح .. و من ثم توقف عن الإنتاج .. و كذلك .. تجربة زياد الست .. و خصوصا عندما تعلم في فرنسا و اليابان .. و امتلك الحرفية السورية الصعبة .. و توجها بالتكنولوجيا المتقدمة .. لليابانيين .. و عدساتهم .. و كان قد سبقه اليها الفنان عمر البحرة .. و التي كانت دائما تثير إهتمامي بمغامراته و تجاربه المبكرة و التي سبق بها الجميع و أسماء كبيرة لمعت فجأة بأعمالها الجميلة و الفريدة ثم خبت فجأة .. و لعل تجارب الراحل علي رضا النحوي و عبد المعين عبدو .. و هشام طنطا .. و رضا بلال .. و ليد عوض و غيرهم .. لا تزال في ذائقتي البصرية .. بأعمالهم الجميلة ..و ثقافتهم الرفيعة بالبحث عن المدهش و المثير و غالبيتهم سبق لي أن كتبت عنهم .. و نوهت بأهمية تجاربهم و معارضهم .. أما من العرب ففي لبنان لفتت إنتباهي أعمال فاروجان سيتيان ..في البورتريه للمشاهير .. و كانت صورته الخالدة لاديب لبنان و العرب الكبير مخائيل نعيمة لا تزال .. مدرسة حقيقية للتصوير الوجهي .. و من مصر سبق لي أن حضرت في دار الأوبرا في القاهرة معرضا للصور الوثائقية .. للأسف لم أعد أذكر الكثير من الأسماء .. سوى المصور الأرمني المصري ليكيجيان من بين تعداد طويل منهم .. و أخمن أنه ربما كان الأشهر من بينهم .. قديما .. كذلك .. المصور العثماني القديم عبد اللهيان .. مصور السلطان عبد الحميد في إستانبول .. و هنا لابد للإشارة التاريخية الى الدور الواسع للمصورين الارمن في بسط سلتطتهم الزمنية الطويلة على أسرار هذا الفن منذ نشأته الاولى .. و حتى غدا فنا مكشوفا في عالمنا منذ الستينات و السبعينات .. من القرن الماض .. أما و قد سألتني عن المصورين العالميين .. فلابد أن الأمريكيين .. أنسل أدامز و يوشف كارش .. يتصدران روعة الاعمال الفنية التي لاتبرز في زمنيهما .. و اصبحت اليوم من العلامات الفارقة في تاريخ فن التصوير ..أما عن مصوروا اليوم فهم من الروعة و التقنيات .. بحيث أن قائمتهم لم تعد تتوقف عند أسم أو حدّ .. و لعل مشاهداتي هنا في الولايات المتحدة الأمريكية و في متاحفها .. تجعل من مصوري الناشيونال جيوغرافي .. في القمة دائما .. !!

جواب 7

لقد مضى على إنتسابي لنادي فن التصوير أكثر من ثلاثين عاما قضيت نصفها في العمل أفقيا .. و شاقوليا .. مع بقية أعضاء النادي في أمور إدارية .. و كان أبرزها تنظيم المعارض الخارجية .. أو المشاركة بها .. إضافة الى أنني كنت بمثابة الناطق الإعلامي و الصحفي للنادي .. لذلك هذا التجمع الراقي بحاجة الى كل شيء بدأ من المقر .. و لا إنتهاء بالإحتكاك الثقافي او الفني الواسع مع العالم .. النادي و غالبية التجارب .. و بمن فيها أنا … ندور داخل عالمنا .. مكررين غالبية التجارب التي مرت بها أجيال سابقة .. سواء في الداخل السوري أم في الخارج العالمي .. و لا يعنيني كثيرا التنظيمات النقابية و المهنية و الفنية .. سواء اصار عضوا في الفيا أراب .. أم في الأمم المتحدة .. و كل هذه المنظمات و التنظيمات .. لا تعلن أهدافها الحقيقية .. و الحفية .. و هي ممارسة نوع من الرقابة على خيال الفنان .. و كلها أثبتت فشلها فالفن ليس بحاجة الى منظمات و تنظيمات تكون عليه جهة وصائية .. أو رقابية .. إنه فقط بحاجة الى الكثير من المعرفة .. و الأكثر منها .. الحرية .. و الفردانية بوصفها الؤسس الحقيقي للإبداع ..

جواب 8

ليس هناك لدي أي تفريق ثقافي .. أو عضوي .. أو جنسي ما بين .. مصور .. أو مصورة .. فقط هناك فنان .. و فنانة .. عين موهوبة .. أو مدربة ..تدرك ما تريد .. و تتحسس الجمال .. و اللون .. و قيم الإضاءة و غيرها .. و تصوب نحو هدفها بنجاح .. و تحقق المراد .. بلوحة فريدة .. أو تعيد تأليف المشهد مرة أخرى بتشكيله .. أكان عبر تقنيات المخبر قديما أم عبر طرائق الحذف و الإختصار الإلكتروني .. عند التصوير الديجيتال .. و لا أجد مكانا للمنافسة إلا في العقول البدائية ..و أنظمتها المتخلفة التي جعلت من الناس تتزاحم على ركوب الباص .. أو الحصول على وظيفة .. أو السعي لتأمين لقمة العيش المريرة .. المنافسة في الإبداع محض هراء .. إذ لكل التجارب الفنية خصوصيتها .. و تفردها .. و عند اللحظة الحاسمة بتكوين المشهد المبدع تختفي كل هذه الفوارق .. و لم يبق إلا تسليط الضوء .. عليها .. و كم من الأعمال الإعتيادية .. قام بها رجال أو نساء .. و نالت من الأهمية بما لا تستحق .. و روج لها الإعلام .. بما لا يقارن من أعمال رائعة .. بقيت .. مغفلة .. أو في الظلال .. و لا بد أنك يا أستاذ فريد شاهد عميق .. و صادق .. طوال عقود على ما أقول .. !!

جواب 9

هذا سؤال عام .. و غير واضح .. و على عكس ما يعلق الساسة .. عادة .. مجاملين المحاور بقولهم : هذا سؤال جيد … لأنه صادف هوى في نفوسهم .. و أنا سأقول عنه .. أنه سؤال غير جيد .. لأنه بات بديهيا الإجابة عنه .. الصورة اهم بأشواط  من المقال أو النص المكتوب .. خصوصا في عالمنا .. العربي .. و العالم .. مهما تطورت التقنيات .. فالثقافة المكتوبة تتراجع .. و نحن بالذات أمة أقرأ .. قراء للعناوين و الصور .. في أحسن الاحوال ..

جواب 10

.. نعم أتفق معك .. و لكنني لا أسميها نهضة .. و كل هذه العوامل التي ذكرتها صحيحة بالمجمل .. و لكنني أضيف عليها البحوث و التجارب الفردية .. المتميزة و المغامرة ..و لولا أؤلئك لما أطلقت عليها أنت بالخطأ .. ( نهضة) .. دعني أسميها إستثمار سريع .. و ناجح .. , إستهلاك متطور للتقنيات البصرية .. و سهولة بالإستخدام .. و أنا متأكد من إصطلاحي هذا .. فأنا لم أسمع كثيرا عن نجاحات هذه النهضة .. أيام فيلم الأبيض و الأسود .. أو الشريحة الفليمية .. أيا كان لونها .. إلا على أضيق نطاق .. مثلا فسر لي .. أنت .. مالذي يعينيه ذلك .. ؟؟

في رحلة تصوير الى معلولا .. في عام 1990 من اليمين .. أقصى اليمين .. سعد فنصة .. و من البحرين على خميس .. و صبحي كديمي و هند زينو و عبد الكريم الإنصاري و أحمد غازي أنيس و فتاة نسيت أسمها و من ثم حسن الأشقر و من البحرين أيضا على مبارك .. و أخيرا هشام طنطا

Saad Fansa

مع الاصدقاء .. و يبدو فيها .. من اليمين أنطون مزاوي .. رضا بلال .. سعد فنصة .. أكرم الغطريف .. و يسرى عجم .. و جورج عشي و عادل مهنا .. و إبراهيم قوبا و و محمود سالم و عمار البيك .. و خالد الجمعات .. و أخرون ..

 

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.