الكواري يفتتح معرض “زوايا جديدة من العام الثقافي قطر تركيا 2015”

102014182054
وزير الثقافة والفنون والتراث
افتتح سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، معرض “زوايا جديدة.. منظورات جديدة من العام الثقافي قطر تركيا 2015″، وذلك بمبنى رقم 18 بالمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”.وقال سعادته في الكلمة الافتتاحية للمعرض إن مبادرة الأعوام الثقافية التي تتبناها دولة قطر هي مبادرة فريدة من نوعها تهدف إلى تعزيز العلاقات والروابط بين قطر والدول الأخرى، وتسعى إلى إرساء أرضية مشتركة تدفع نحو مزيد من التعاون الثقافي والسياحي والاقتصادي، متقدما بالشكر الجزيل لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر على دعمها اللامحدود لإنجاح هذه المبادرة الفريدة.

وأضاف وزير الثقافة والفنون والتراث أن دولة قطر تربطها علاقة قوية مع تركيا .. والتي أصبحت اليوم تتبوأ مكانة عالمية عالية في المجالات المختلفة، لاسيما ما تحمله تركيا من ثقافة إسلامية وحضارة عريقة، مشيدا بـ “العام الثقافي قطر تركيا 2015” والذي وصفه سعادته بجسر التواصل بين كلا الشعبين.

ونوه سعادة الوزير إلى أن العام الثقافي قطر تركيا لم يعد له مسبقا، حيث إن قرار اختيار تركيا للعام الثقافي 2015 جاء متأخرا ، غير أن هذا الأمر لم يؤثر في برنامج العام، حيث إن هذا العام يعتبر متميزا ومختلفا لكون تركيا أول دولة إسلامية تشارك في الأعوام الثقافية التي تنظمها متاحف قطر، وذلك من خلال تقديم مجموعة متنوعة من المعارض والمهرجانات والمسابقات والفعاليات التي تعزز التفاهم المتبادل، والاعتراف والتقدير بين البلدين.

وأكد الكواري أن الفن بشكل عام والتصوير بشكل خاص يلعب دورا كبيرا في التقريب بين الشعوب والحضارات، ذلك لأن الفن يعكس الواقع ويدعو الجمهور لاستكشاف أوجه التشابه والاختلاف الثقافي بين البلدان في روح من الانفتاح والابتكار، معربا عن إعجابه بمستوى هذا المعرض الذي ضم مصورين مبدعين من كلٍ من قطر وتركيا والذين جسدوا إبداعاتهم في التقاط صور رائعة لكلا البلدين.

من جانبه قال سعادة السيد أحمد ديميروك، سفير الجمهورية التركية لدى الدولة إن “هذا العام يعطي فرصة كبيرة لإطلاق العنان لإمكانات المجالات الثقافية والاجتماعية ولتعزيز علاقاتنا على المستوى الشعبي”، معربا عن تطلعه لمزيد من التواصل واهتمام الشعبين التركي والقطري بالاطلاع أكثر على ثقافة بعضهما البعض من خلال العام الثقافي قطر تركيا 2015.

وأضاف سعادته “بالنظر إلى كل هذه الأطر الإيجابية، أعتقد أن هناك الكثير للتبادل والمشاركة والتعاون بين بلدينا ، لذا سنحتاج إلى العمل بجد أكثر لمجاراة إمكاناتنا، وأبوابنا دائما مفتوحة على مصراعيها لإخواننا القطريين وأخواتنا القطريات”.

وترجع قصة تنظيم معرض التصوير الفوتوغرافي “زوايا جديدة.. منظورات جديدة” الذي ينظمه العام الثقافي قطر تركيا 2015، إلى الرحلة التي قام بها أربعة مصورين من كلٍ من قطر وتركيا، حيث قاموا بتوثيق رحلاتهم والتقاط الصور في كلا البلدين مشاركين بذلك في عملية تبادل ملهمة جوهرها الاكتشاف الفني والحوار الثقافي.

وتنوعت الصور الملتقطة خلال هذه الرحلة لتشمل مساجد إسطنبول الآسرة وكهوف كابادوكيا، فضلا عن مناظر مدينة الدوحة النابضة بالحياة والرمال المتحركة في الصحراء القطرية، حيث يلقي المعرض الضوء على أفضل أعمال المصورين القطريين وهما سارة العبيدلي وصالح المري، والمصورون التركيون علي محمد بيركتاريغلو وحسن يلكن، والذين اشتركوا جميعهم في هدف واحد هو التقاط صور لأُناس حقيقيين في بيئاتهم الطبيعية.

ويمثل معرض التصوير الضوئي “رحلات فنية: زوايا جديدة، منظورات جديدة” ترجمة بصرية فريدة من نوعها للعام الثقافي قطر تركيا 2015، حيث يقام هذا المعرض في إطار فعاليات السنة الثقافية “قطر- تركيا 2015″، وبالتعاون مع الجمعية القطرية للتصوير الضوئي ووزارة الثقافة والفنون والتراث ومؤسسة “شاهد ثقافتي” وبرعاية كلٍ من شركة اكسون موبيل والخطوط الجوية القطرية وفندق دبليو الدوحة.

وبدأت هذه الرحلة بقيام المصورين القطريين العبيدلي والمري برحلة استكشافية إلى تركيا لمدة أسبوعين لالتقاط صور لمناظرها الطبيعية الخلابة والتاريخية وشعبها وثقافتها ومواقعها السياحية الجذابة، وكان الهدف من هذه الرحلة التقاط جوهر تركيا بعيون قطرية، في المقابل، تمت دعوة اثنين من المصورين الأتراك لرحلة استكشافية في الدوحة لالتقاط جوهر قطر من خلال عيون تركية، وكانت النتائج مذهلة، حيث يعرض هذا المعرض أفضل الصور التي التُقطت خلال كلٍ من الرحلتين.

تجدر الإشارة إلى أن مبادرة الأعوام الثقافية تنظم فعالية معارض التصوير المتبادلة هذه للسنة الثانية على التوالي، وذلك بهدف تجسيد القيم الأساسية للتبادل الثقافي في إطار فعاليات الأعوام الثقافية، وتشجيع المصورين على التفاعل مع السكان المحليين في كل بلد، والاستماع إليهم والاطلاع على ثقافتهم وتوثيق تجاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويستمر هذا المعرض حتى 30 سبتمبر الجاري في جاليري الجمعية القطرية للتصوير الضوئي، مبنى 18 في كتارا.

من جانبها، وتعليقا على افتتاح المعرض، قالت السيدة صفية سيف الحجري، مدير مكتب العلاقات الثقافية الإستراتيجية في متاحف قطر “يسرنا استضافة هذا المعرض الذي يلقي الضوء على أهمية دور الفن والثقافة في تعميق درجات الوعي والفهم بين البلدان المختلفة”، منوهة بأن المعرض يضم صورا سجلتها عدسات مجموعة من المصورين الموهوبين تبرز جوانب فريدة من الثقافتين القطرية والتركية.

ولفتت الحجري إلى أن هذه الصور تعكس حصاد جولات متبادلة انطلق خلالها المصورون في كلا البلدين في الأشهر القليلة الماضية لاستكشاف حضارة الآخر واكتساب فهم عميق بثقافته، مشيرة إلى أن المعرض يعد أفضل تجسيد لأهداف العام الثقافي قطر-تركيا 2015 المتمثلة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين عبر بناء شراكات دائمة بين المؤسسات والأفراد.

بدوره، قال السيد أليستر روتليدج، رئيس ومدير عام إكسون موبيل قطر بصفتها الراعي البلاتيني للعام الثقافي قطر-تركيا 2015، “يسر شركة إكسون موبيل قطر أن تشهد ثمار برنامج التبادل الخاص بالتصوير الضوئي بين قطر وتركيا والتي يتم عرضها خلال معرض “رحلات فنية: زوايا جديدة، منظورات جديدة”.

وأضاف روتليدج “ستقوم اكسون موبيل قطر بدعم المبادرة بالكامل وذلك بصفتها الشريك الوفي والملتزم في قطر، وهو الدور الذي أدّيناه بكل فخر وإخلاص لأكثر من 22 عاما، حيث تُواصل شركة إكسون موبيل المساعدة في الحفاظ على استدامة مجتمعها المزدهر والحفاظ على تراث الدولة الغني من خلال مثل هذه البرامج والمبادرات، التي تشجع الحوار الثقافي، وتعزز المواهب والطاقات الإبداعية المُميزة لدى القطريين”.

يشار إلى أن هذا المعرض يعطي إشارة انطلاق برنامج الخريف الخاص بالعام الثقافي قطر-تركيا 2015 ، حيث سيشمل هذا البرنامج محاضرة حول “المحافظة على الآثار والتراث” ضمن مجموعة محاضرات تركية يلقيها السيد هليل دميردلان، نائب مدير متحف الحضارات الأناضولية، وذلك في 15 سبتمبر الجاري بكلية لندن الجامعية قطر، كما يضم البرنامج تنظيم معرض القرن العظيم ، فضلا عن تنظيم المهرجان والبازار التركي في 29-31 أكتوبر المقبل.

وسارة العبيدلي هي مصورة وثائقية وفوتوغرافية قطرية، اختيرت من بين المرشحين لنيل جائزة تايلر ويسنغ لتصوير البورتريه المرموقة في العام 2014 عن عملها “Together We Stand” الذي عرض في المعرض الوطني للصور في لندن حتى فبراير 2015، كما اختيرت أعمالها من بين الأعمال المرشحة لنيل جائزة Association of Photographers وجائزة آل ثاني للتصوير الضوئي.

أما صالح المري فقد بدأ اهتمامه بالتصوير الضوئي عام 2007 كجزء من مشروع لصحيفة الريان حيث تعرف على عالم التصوير الضوئي وبدأ تعلم كيفية نقل الرسائل والقصص عبر الصور، وفاز المري بمسابقة الداو التقليدية في قطر ومهرجان الشيخ سلطان في الإمارات العربية المتحدة، كما كلف من تلفزيون أبو ظبي لإنتاج منحوتة فسيفسائية لصورة تم الكشف عنها في العام 2015 في ساحة مشهورة في أبو ظبي.

أما المصور التركي علي محمد بيركتاريغلو فهو عميد كلية وعضو في هيئة تدريس كلية الفنون الجميلة في جامعة تراقيا، وهو عضو في عدد من جمعيات التصوير المرموقة مثل GAFSAD وIFSAD في تركيا ، كما لديه اهتمامات في بحث تقنيات التصوير البديلة والتكنولوجيات الذكية والتصوير الضوئي .

وحسن يلكن هو في الأساس طبيب أسنان، غير أن الجمال الطبيعي الذي اكتشفه أثناء أسفاره حول العالم ألهمه لدخول مجال التصوير، وفي العام 1995 أصبح عضوا في جمعية غازيانتيب للتصوير الفني، ودرس أساسيات التصوير في جامعة غازيانتيب وله كتاب حول “أزهار غازينتيب”، وهو يعتقد أن المصورين هم شهود على التغييرات التي تحصل في عالمنا المتغير بسرعة، لذا عليهم توثيق المجتمعات من حولهم.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.