هل سمعتم عن ‫#‏صورة‬ تصرخ من وجع من فيها ؟

‫#‏فوتوغرافيا‬ ‫#‏جريدة_البيان‬ ‫#‏مقال_اﻷسبوع‬
‫#‏شاركوني_آرائكم‬

فوتوغرافيا
الصورة “المشكلة” والصورة “الحل”
الحكاية بدأت من صورة تجسّد “مشكلة” البعض بعقولهم النيّرة وضميرهم اليقظ أوجدوا “الحل”

لاقى مقالي السابق “الصورة … صرخة الوجع” تفاعلاً واسعاً من القراء الذين عبّروا عن آرائهم المختلفة في المأساة الإنسانية التي عانت منها أسرة اللاجئ السوري ليث ماجد كما حال الملايين من الشعب السوري الذين يهربون بحياتهم من جور الحرب ووجوه الموت وبشاعة الظلم.
من أبرز الردود التي وصلتني من القراء “أمثال هذه الصورة تؤلمنا كثيراً لكن ماذا يمكن أن نفعل ؟ لا شئ بإمكاننا فعله سوى استقبال المزيد من الألم !” في الواقع استغربتُ كثيراً هذه الطريقة في التفكير، فالصورة التي كانت محور الحديث أحدثت تأثيراً هائلاً في الرأي العام العالمي وجميعنا تابعنا التغييرات الحاصلة في أوربا تجاه قضية اللاجئين والتفاعل الإنساني على المستويين الرسمي والشعبي، هذه الصورة وأمثالها تحرّك الدوافع وتخلق الحافز لدى البشر للصراخ الرافض للواقع والذي يصل صوته لأماكن عديدة ويصنع تأثيراتٍ مختلفة. ماذا لو سأل المصور “دانيال إيتر” نفسه “مالداعي لالتقاط هذه الصورة ؟ لا شئ سيتغيّر !” هل تتخيّلون معي نتائج هذه الطريقة في التفكير السلبي ؟
لن نذهب بعيداً، فقصة صورة “بائع الأقلام” حاضرة في وسائل الإعلام، مجرّد صورة لعبد الحليم العطّار، وهو لاجئ فلسطيني من سكّان مخيم اليرموك في سوريا، يظهر منهكاً من التعب حاملاً ابنته “ريم” على كتفه وفي يده بعض الأقلام زهيدة الثمن التي يعرض بيعها للمارة في شوارع بيروت لسدّ حاجته وحاجة عائلته، العناصر المكوّنة للصورة جعلتها تأخذ نصيبها من الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن لفتت نظر الأيسلندي “جيسور سيمونارسون” الذي بدأ حملة لجمع تبرعات لصالح عبد الحليم تحت شعار: “دعونا نبحث عنه ونشتري جميع الأقلام التي يحاول بيعها”، المثير في الموضوع أن الحملة جمعت 60.752 دولاراً في غضون 22 ساعة إلى أن وصلت لمبلغ 155 ألف دولار خلال أربعة أيام حيث شارك في الحملة متبرعون من 89 دولة، حتى أن شبكة أنباء دولية قامت بتنفيذ لقاء مباشر مع عبدالحليم سرد فيه قصته كاملة، وأنه بانتظار حلول مصرفية في لبنان ليستلم قيمة التبرعات من خلالها.
لقد استطاع “سيمونارسون” الوصول لعبد الحليم والتأكد من هويته خلال نصف ساعة بفضل علاقاته عبر وسائل التواصل، قبل أن يبدأ حملته الناجحة التي تثبت للجميع أن من يريد بكل جدية أن يحقّق أثراً إيجابياً في حياة البشر بإمكانه إيجاد طريقة لذلك.
الحكاية بدأت من صورة تجسّد “مشكلة” البعض بعقولهم النيّرة وضميرهم اليقظ أوجدوا “الحل”، بينما البعض الآخر لا يجد في الصورة سوى “مشكلة لا حلول لها” !

فلاش
صورة واحدة يمكنك رؤيتها من عشرات الزوايا، أنت من تختار

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.