شارك ‏‎Zyad M Al-Kadiki‎‏ ‏صورة‏ ‏‎Taha S Jawashi Photography‎‏ مع المجموعة: ‏جمعية درنه للتصوير الفوتوغرافي‏.
صورة ‏‎Taha S Jawashi Photography‎‏.

الأمر البديهي الذي لا يخطر علي البال و لا يعرفة أغلب الليبيين الذين تعاملت معهم ،
أن التصوير مهنة ..!
بل مهنة شاقة ومكلفة وتحتاج إلي رأس مال عالي..

الامر بسيط إلي هذا الحد..
التصوير يحتاج لمعدات مكلفة، كاميرات وعدسات وفلاتر وكروت تخزين وحقائب وعشرات الاكسسوارات الاخري، ويحتاج إلي كمبيوتر حديث وذو مواصفات عاليه لمعالجة الصور، وهذا الشي مكلف،
التصوير يحتاج إلي وقت، المصور يعطي من وقته لإلتقاط الصور، وضعف هذا الوقت يقضيه المصور أمام شاشة الكمبيوتر المضره لمعالجه هذه الصور،
المصور يحتاج إلي آليات ومعدات أرشفه ،ويجب عليه تعلم الطرق العلمية لترتيب وأرشفت صوره، وهذا يحتاج إلي معدات إضافية كأقراص التخزين الخارجية التي يكلف أرخصها أكثر من 150 دينار للقطعة الواحد والمصور يحتاج إلي العديد منها.

قد لا يحتاج تعلم التصوير إلي معادلات رياضية معقدة كالهندسة مثلاً، لكنه بالتأكيد يحتاج إلي مدة تحصيل علمي لابأس بها ومعرفة العديد من الامور التقنية التي تتراوح بين بسيطة ومعقدة،

عمل المصور لا يقتصر علي الضغط علي زر الكاميرا فقط كما يراه أغلب الناس،
عندما يلتقط المصور صوره ، يكون عقله في عملية تفكير كامل ودائم، فهو يفكر في مقدار الفتحة التي يحتاجها وعمق الميدان المطلوب للصورة، ويفكر في السرعة وحساسية الكاميرا للضوء، وتوازن الابيض والالوان بالصورة، وإتجاه الشمس ومكان وقوع الظل، والخلفية والعناصر المشوشة للنظر، وكيفية ترتيب الاشخاص او المشهد الذي يراه بإفضل طريقة، والكثير من الامور التي قد لا تخطر علي بال أحد،

يحمل المصور عادة حقيبة ضهر بها معداته التي تكلف الكثير من المال وتزن العديد من الكيلوجرامات التي تؤذي ضهره وتألمه،
وفي كل اوقات عمل المصور ، يحاول المصور جاهداً تحويل مشهد عادي إلي عمل فني مرتب بطريقة متناسقة.
يواجه المصور دائما خطر سرقة معداته أو تلفها، ويواجه ايضاً خطر توقيفه من قبل السلطات،

وبعد كل ما ذُكر أعلاه،
يقال للمصور بكل بساطه (بش تتفضل لعقد قراني، وما تنساش تجيب الكاميرا معاك) وطبعاً المطلوب خدمات مجانيه، وهنا يتحول المصور من ضيف طبيعي لعقد قران صديقه او قريبه إلي عامل بالمجان..!
ويعامله الجميع كأنه خادم لهم (ترا صورني مع فلان ، يا مصوراتي صورني وانا واقف جنب العرصه هذه..!!)
كل هذه الاشياء تحط من قيمة المصور وعمله، والمشكلة أن المعاناه لا تنتهي عند هذا القدر، بل أن كل الاشخاص الذين طلبوا من المصور إلتقاط صور تافهة لهم ، سيتحولون إلي صداع دائم وأبدي وهم يطالبون المصور بإرسال صورهم التافهة لهم، بل احيانا يطلبون من المصور إعطائهم الصور مطبوعة دون أن يفكروا في دفع المقابل، وكأن الطابعات واحبارها و ورق الطباعة يوزع مجاناً علي المصورين..!!

طلب خدمات التصوير بدون مقابل مالي ، كالدخول إلي محل تجاري والتبضع منه والخروج دون دفع أي أموال..!!
أن تطلب خدمة مجانيه من مصور تشبه تماماً أن يطلب منك رب عملك بالعمل له بدون راتب..!

أخيراً أريد أن أنوه إلي الشيء البديهي الذي لا يراه أحد في بلد الشعب الطيب والمسلم بالفطره،
المصور شخص يحتاج للمال للعيش، المصورين أيضاً لهم عائلات وأطفال يعولونهم ويصرفون عليهم ، المصورين لهم إحتياجاتهم، مثلك تماماً..!!

حُباً في الله ، لا تعامل المصور علي أنه شخص جاء من العدم يحمل قطعة بلاستكيه توزع مجاناً أسمها كاميرا..
المصور مثقف ، المصور فنان، المصور يوثق الحياة ومسيرة البشرية، المصور سيذكرك بأيام شبابك وطفولتك وأجمل لحظات حياتك وسيرسم الابتسامة علي وجهك عندما تقلب ألبوم صورك وأنت عجوز ..
المصور يصنع التاريخ..

رجاءً ، شاركها دعماً للمصورين ولإيصال وجهة نظر هم..!!

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.