نفرتيتي 111

أسرار غامضة في حياة أجمل ملكات مصر «نفرتيتي»

محيط – سميرة سليمان

أقوى نساء مصر القديمة وزوجة فرعون الأسرة الـ18
ألمانيا استقبلت تمثالها مهربا .. وهتلر تعهد ببناء متحف خاص
لا أحد يعرف جذورها الحقيقية.. وزوجها يأمر بتجميل التمثال

إذا كانت مقبرة الملكة “نفرتيتي” مخبأة بالفعل خلف جدار الحجرة التي دفن فيها الملك توت عنخ آمون، فإن ذلك سيلهم علماء الآثار ومطاردي الكنوز حول العالم، بالعثور على مرقد الملكة نفرتيتي، الذي لا يزال مجهولاً إلى الآن.

لا يزال الأمر مجرد احتمالاً نظرياً، لكن أكاديميًا بريطانيًا يٌدعى نيكولاس ريفز يعتقد أن هناك أبوابًا سرية في مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون تؤدي إلى مقبرة الملكة نفرتيتي.

واستند ريفز في نظريته إلى بعض الصور الضوئية والرسومات المتعلقة بأشكال مقابر المصريين القدماء في فترة بناء تلك المقبرة، ولاحقا من خلال الكشف باستخدام الرادار بعد أن حصل على التصريح من السلطات المصرية.

لفت انتباه زملائه من علماء الآثار، وذلك بعد أن اقترح أن مقبرة الفرعون المصري الواقعة في وادي الملوك قرب الأقصر ربما تكون أكبر مجمع يضم بين جنباته سرًا ومقبرة أهم تحتوي على رفات أمه وكنوزها، مؤكدًا أن “العواقب ستكون استثنائية” .

من جهته، قال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي أنه يأمل في أن يتم التأكد من صحة نظرية عالم المصريات البريطاني، الخاصة باكتشاف مقبرة نفرتيتي في منطقة وادي الملوك في الأقصر بجنوب مصر، قبل شهر نوفمبر المقبل الذي يتزامن مع ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عام 1922.

وأضاف الدماطي في مؤتمر صحفي للرد على تصريحات العالم البريطاني، أن العمل على تلك النظرية سيمتد ربما لثلاثة أشهر، مشيرا إلى أهمية هذا الكشف إذا ثبتت صحته. السطور القادمة تحمل أسراراً عن حياة الملكة الجميلة.

نفرتيتي، التي تعني “المرأة الجميلة التي أقبلت”، عاشت قبل 3300 سنة، وكانت زوجة الفرعون اخناتون “أمنحتب الرابع” فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون. وكانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة.

نفرتيتي

عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها، ومثلما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها.

لا يُعرف الكثير عن نفرتيتي، ولكن هناك نظريات تشير إلى أنها كانت من الأسرة الملكية أو أميرة أجنبية أو ابنة مسئول حكومي رفيع يدعى آى، الذي أصبح فرعون بعد توت عنخ آمون.

أنجبت نفرتيتي ست بنات لإخناتون، إحداهن هي عنخ إسن آتون (التي عرفت فيما بعد باسم عنخ إسن أمون) زوجة توت عنخ آمون. اختفت نفرتيتي من التاريخ في السنة الثانية عشرة من حكم إخناتون، ربما لوفاتها أو لأنها اتخذت اسمًا جديدًا غير معروف. كما ادعى البعض أنها حكمت لفترة وجيزة بعد وفاة زوجها.

نفرتيتي وزوجها الملك اخناتون

شاركت الملكة نفرتيتي زوجها في عبادة الإله الجديد آتون قوة قرص الشمس وكانت هي وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون، وقامت نفرتيتي خلال السنوات الأولى لحكم زوجها بتغيير اسمها طبقًا لتغيير عقيدتها إلى نفر نفر آتون “نفرتيتي” الذي يعنى “آتون يشرق لأن الجميلة قد أتت”.

كانت نفرتيتى تساند زوجها أثناء الإصلاحات الدينية والإجتماعية، ثم انتقلت معه إلى أخيتاتون أو تل العمارنة. وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائلية، حتى في المناظر التقليدية للحملات العسكرية والتي صورت فيها وهى تقوم بالقضاء على الأعداء.

توفيت إحدى بناتهم وهى ميكيت-أتون، وقد صور حزنهم عليها في بعض الرسوم الحائطية. وبعد وفاة إبنتهم، اختفت نفرتيتى من البلاط الملكى وحلت إبنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى. بعد العام الثاني عشر لحكم أخناتون اختفت نفرتيتى ولم يوجد أي ذكر لها ويعتقد أنها توفيت ودفنت في مقبرة بأخت أتون ويعتقد أيضا أن توت عنخ آمون، نقل مومياءها مع والده أخناتون عندما هجرت أخت أتون. ، توفيت نفرتيتي عام 1330 قبل الميلاد، عندما كانت بين 29 و 38 عاماً من عمرها.

مع أسرتهم

اشتهرت نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتى، وقد عثر عليه عالم المصريات الألماني لودفيج بورشاردت في 6 ديسمبر 1912 بورشة تحتمس النحات في تل العمارنة.

هرّب بورشاردت التمثال الكامل “غير المخدوش” إلى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه إلى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة إلى برلين للترميم. ويوجد تمثال آخر لرأس نفرتيتى بالمتحف المصري من الكوارتز الأحمر والمزين بلمسات من المداد، وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين ولكنه أقل شهرة.

تمثال نفرتيتي

من غير المعروف حتى الآن هل هناك مومياء للملكة نفرتيتي أم لا؟. المؤكد هو أن العلماء عثروا على مومياوات في الغرفة السرية لقبر أخناتون. ففي القرن التاسع عشر، عثر عالم الآثار الفرنسي فيكتور لوريت، عندما قام بفتح أحد جدران الأقبية، على سرداب جانبي يحتوي على ثلاث مومياوات، واحدة لرجل واثنتان لنساء، إحداهن كانت أصغر سناً من الأخرى.

وقتذاك لم تثر هذه المومياوات أي اهتمام يذكر، وقد تم تصويرهن في عام 1907، وأصبحن في غياهب النسيان. ولكن مؤخراً، راود العلماء بعض الشكوك بأن إحدى هاتين المومياواتين هي نفرتيتي .

في عام 2002، أعلنت الباحثة البريطانية جوان فليتشر من جامعة نيويورك وهي خبيرة في المومياوات أن رفات المومياء الشابة تعود للملكة نفرتيتي، وأكدت بأن هذه حقيقة لا غبار عليها. وأضافت جوان مبتهجة إنه الاكتشاف الأروع في حياتي! قالت ذلك، بعد أن سمح لها أن تخضع المومياء إلى فحوصات منها الأشعة السينية. وخير دليل على أن إحدى هاتين المومياواتين هي “المرأة الجميلة التي أقبلت” هي الجودة العالية من التحنيط والتشابه التشريحي مع أوصاف لرفات نفرتيتيّ. ولكن هذا الادعاء أصبح محط جدال متنازع عليه لاحقا من قبل السلطات المصرية، حيث ششك علماء الآثار في ذلك، وأعربوا عن اعتقادهم أن هذه الرفات ليست إلا مومياء لامرأة شابة من العائلة المالكة، لقيت حتفها خلال عهد السلالة 18 .

مومياء نفرتيتي المزعومة

كما انتقد الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار المصرية الأسبق، انتقد الباحثة فليتشر مؤكداً أن المومياء التي أشارت إليها الباحثة هي لفتاة يتراوح عمرها بين 16-20 عاماً، في حين أن الملكة نفرتيتي كانت أكبر سناً.

في 6 ديسمبر 1912، عثرت بعثة ألمانية للتنقيب على الآثار بقيادة عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت على تمثال نفرتيتي في تل العمارنة، في ورشة عمل النحات المصري “تحتمس”، والتي عثر بها أيضًا على عدد من التماثيل النصفية التي لم تنته لنفرتيتي.

وصف بورشاردت الاكتشاف في مذكراته، قائلاً: “تمثال نفرتيتي فجأة، أصبح بين أيدينا أفضل الأعمال الفنية المصرية الباقية. لا يمكن وصف ذلك بالكلمات، لابد أن تراه”.

في عام 1924، عثر في أرشيف الشركة الشرقية الألمانية (التي تولّت أعمال التنقيب) على وثيقة حول اجتماع دار في 20 يناير 1913 بين لودفيج بورشاردت وبين مسؤول مصري رفيع لمناقشة تقسيم الاكتشافات الأثرية التي عُثر عليها في عام 1912 بين ألمانيا ومصر.

عرض بورشاردت على المسئول المصري صورة ذات إضاءة سيئة للتمثال، كما أخفي التمثال في صندوق عند زيارة مفتش عام الآثار المصرية “غوستاف لوفبفري” للتفتيش. كشفت الوثيقة عن أن بورشاردت، ادعى أن التمثال مصنوع من الجبس، لتضليل المفتش. ألقت الشركة الشرقية الألمانية باللوم على إهمال المفتش، وأشارت إلى أن التمثال كان على رأس قائمة التقسيم، وأن الاتفاق كان نزيهًا.

وصل التمثال إلى ألمانيا في عام 1913، حيث تم شحنه إلى برلين، وقُدّم إلى “هنري جيمس سيمون” تاجر الآثار وممول حفائر تل العمارنة، بقي التمثال عند سيمون حتى أعار التمثال وغيره من القطع الأثرية التي عثر عليها في حفائر تل العمارنة إلى متحف برلين. وعلى الرغم من عرض بقية مجموعة تل العمارنة منذ عام 1913، إلا أن تمثال نفرتيتي ظل في طي الكتمان بناء على طلب بورشاردت.
وفي عام 1918، ناقش المسئولون عن المتحف مسألة عرض التمثال للجمهور، ولكن مرة أخرى ظل التمثال دون عرض بناء على طلب بورشاردت. وهب سيمون التمثال لمتحف برلين نهائيًا في عام 1920. وأخيرًا في عام 1923، تم عرض التمثال لأول مرة للجمهور بعد موافقة كتابية من بورشاردت.

نفرتيتي

طالبت السلطات المصرية بعودة التمثال إلى مصر، منذ إزاحة الستار رسميًا عن التمثال في برلين في عام 1924. وفي عام 1925، هددت مصر بحظر التنقيب الألماني عن الآثار في مصر، إلا إذا أعيد تمثال نفرتيتي. في عام 1929، عرضت مصر مبادلة التمثال مقابل بعض الأعمال الفنية الأخرى، لكن ألمانيا رفضت.

في الخمسينات، حاولت مصر مرة أخرى بدء مفاوضات حول التمثال، ولكن دون استجابة من ألمانيا. على الرغم من معارضة ألمانيا الشديدة لعودة التمثال إلى مصر، إلا أنه في عام 1933، طالب هيرمان غورينغ وزير سلاح الجو النازي بإعادة التمثال للملك فؤاد الأول كمبادرة سياسية. عارض هتلر الفكرة، وقال للحكومة المصرية، أنه سيبني متحفًا مصريًا جديدًا لنفرتيتي.
وحين أصبح التمثال تحت سيطرة الأمريكيين، طالبت مصر الولايات المتحدة الأمريكية بتسليمها التمثال، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت، ونصحت مصر ببحث القضية مع السلطات الألمانية الجديدة. وفي عام 1989، زار الرئيس المصري محمد حسني مبارك تمثال نفرتيتي، وأعلن أنه “خير سفير لمصر” في برلين.

تمثال نفرتيتي طوله 47 سم، ويزن حوالي 20 كيلوجرام، وهو مصنوع من الحجر الجيري ملوّن بطبقة من الجص. جانبا الوجه متماثلان تمامًا، وهو في حالة سليمة تقريبًا، ولكن العين اليسرى تفتقر إلى البطانة الموجودة في اليمنى. بؤبؤ العين اليمنى من الكوارتز المطلي باللون الأسود والمثبت بشمع العسل، بينما خلفية العين من الحجر الجيري. ترتدي نفرتيتي تاجًا أزرق مميز مع إكليل ذهبي، وعلى جبينها ثعبان كوبرا “وهو مكسور الآن”، بالإضافة إلى قلادة عريضة منقوشة بالزهور. الأذنان أيضًا عانت من بعض الأضرار.

أصبح تمثال الملكة نفرتيتي واحد من أكثر القطع الفنية إثارة للإعجاب، وبمثابة نجمة في سماء متاحف برلين. كما اعتبر رمزًا للجمال، فهو يعرض امرأة ذات عنق طويل وحواجب أنيقة مقوسة وعظام بارزة وأنف نحيل وابتسامة غامضة وشفاة حمراء، مما جعل من نفرتيتي واحدة من أجمل وجوه العصور القديمة. كما يعتبر أشهر تمثال من الفن القديم، ولا يماثله شهرة سوى قناع توت عنخ آمون.

طابع بريد ألماني يحمل وجه نفرتيتي

وصف هتلر التمثال بأنه “تحفة فنية فريدة من نوعها، وأنه كنزًا حقيقيًا”، وتعهد ببناء متحف ليحتويه، أصبح تمثال نفرتيتي رمزًا ثقافيًا لبرلين. وبلغ عدد زواره نحو 500,000 شخص سنويًا. كما اعتبر التمثال أفضل عمل فني من مصر القديمة، عبر كل العصور القديمة.

في عام 1989، أصبح وجه نفرتيتي على البطاقات البريدية في برلين وعلى الطوابع البريدية الألمانية. وفي عام 1999، ظهر التمثال على الملصقات الانتخابية لحزب الخضر الألماني، وهو بمثابة وعد بعالم متعدد الثقافات مع شعار “امرأة برلين القوية”.

أكد المستشار هشام سرايا في مؤلفه “حياة بنى إسرائيل فى مصر.. بين حقائق الدين ومصادر التاريخ” الذى يتتبع قصة بنى إسرائيل فى مصر منذ أن دخلوها مع نبى الله يوسف عليه السلام، حتى خرجوا منها مع سيدنا موسى عليه السلام فى عهد رمسيس الثانى، أن نفرتيتى تعد من أصول بنى إسرائيل أبا عن جد، والمعروف عن نفرتيتى كما يقول الكتاب أنها زوجة إخناتون وابنة خاله، وانجذبت معه منذ طفولتها إلى عقيدة التوحيد، واشتركا معا فى إعلانها ديانة رسمية لمصر، واشتهرت بجمالها الفائق وملامحها المتناسقة، وأنجبت لإخناتون ست بنات، ولعبت دورا كبيرا مع زوجها فى نشر عقيدة التوحيد.

كتاب حياة بني إسرائيل في مصر

يشير العلماء إلى أن نفرتيتي كانت جميلة من دون “مكياج” ولكن على ما يبدو، أن الفرعون وهو زوجها طلب من النحات القيام بعملية تجميل لتبدو أفضل من الصورة الأصلية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.