التوت وما أدراك ما التوت ( فوائد جمة )

أكدت الدراسات التي قام بها الباحثون بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة أن ورق التوت مفيد جدا لعلاج مرض السكر وقرحة المعدة حيث يتم غلى ورق التوت في الماء وشربه كبديل عن الأنسولين والأدوية الأخرى.. ويقول الدكتور سعيد شلبي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بالمركز القومي للبحوث في مصر إن ورق التوت يحتوى على عدة مواد حيوية ومركبات كيميائية لها نفس تركيبة الأنسولين وتعمل عمله في الجسم من حيث حرق السكر الزائد وضبطه عند المعدلات الطبيعية. وأضاف أن ورق التوت به مواد أخرى تحفز البنكرياس والغدد المسؤولة عن إفراز الأنسولين به على زيادة معدلات الإفراز وبالتالي يخفض معدل السكر فى الدم كما يعمل على حرق الدهون قبل ان تتحول الى سكر ضار. وعد الدكتور عبدالمجيد على أستاذ النباتات بوزارة الزراعة المصرية نبات التوت من النباتات التي لها فوائد عديدة وأن أوراقه تحتوى على مادة لها طعم مر يطلق عليها اسم المواد التيلينية ولها فوائد طبية عديدة تتمثل في استخدامها كعلاج لإنقاص نسبة السكر في الدم والوقاية من ارتفاعه عن المعدلات الطبيعية0 وقال إن الفوائد الجمة لأوراق التوت يعكف بعض العلماء والباحثين حاليا على تطويرها بحيث يتم استخلاص عقار فعال من ورق التوت لعلاج مرضى السكر0 وأفاد الدكتور عبدالمجيد ان ورق التوت له فوائد أخرى كعلاج أمراض المعدة المختلفة خاصة القرحة الدموية ويخفف من آلام المغص الكلوي وفى بعض الأحيان يتم استخدامه في الريجيم وإنقاص الوزن لأنه يقلل من ضخامة حجم المعدة وبالتالي تقليل كمية الطعام التي يتناولها الانسان .

المكونات الكيميائية لثمار التوت وأوراقه:
تحتوي الثمار على أحماض التمار (Fruit acids) واهمها حمض الماليك وحمض الليمون، وتحتوي أيضاً على سكروز وعلى بكتين وحمض الاسكوربيك وفلافو نيدات وأهمها المركب روتين، كما تحتوي الثمار على بروتين ومواد دهنية وكالسيوم وحديد ونحاس وكوبلت وكبريت وبوتاسيوم وفوسفور ومنجنيز وكلور وفيتامينات أ، ج وحمض كهرماني ومواد عفصية. أما الأوراق فتحتوي على فلانونيدات من أهم مركباته الروتين ولكن بنسبة أعلى مما هو في الثمار.
@ ماذا قال الطب القديم في التوت؟
– لقد وجدت ثمار التوت في مقابر هواره بمصر، حيث استعملها الفراعنة كغذاء وضمن الوصفات العلاجية ويسمى التوت باللغة الفرعونية “تحوت” وهذا اللفظ قريب جداً من العربية، استعمل الفراعنة عصير التوت شراباً لعلاج حالات البلهارسيا المنتشرة في وادي النيل والترع الكثيرة في مصر، وكذلك لعلاج حرقان المعدة ولعلاج حالات الكحة والسعال الديكي.
وقد تحدث الأطباء العرب القدامى عن التوت فقال ابن سينا: “التوت صنفان أحدهما الفرصاد الحلو والآخر هو المر الذي يعرف بالشامي ففيه قبض وتبريد، وعصارته قابضة، ويجب ان يؤكل قبل الطعام، ينفع من الدسنتاريا ويدر البول وعصارته تلين الطبيعة، وورقه يمنع من الذبحة والخوانيق وأورام الحلق واللهاه، والتوت يقوي المعدة والأمعاء ويدر البول”.
وقال ابن البيطار: “التوت صنفان الفرصاد الحلو وله سائر أحوال التين، ولكنه دونه أما المر فالحلو منه حار رطب والحامض الشامي فهو يحبس أورام الحلق والفم وورقه نافع للذبحة!!.
اما داود الانطاكي فيقول: “التوت يصلح الكبد ويزيل الشحم ويزيل فساد الطحال ويطفئ اللهيب والعطش ويفتح الشهوة والسدد، وينفع أورام الحلق واللثة والجدري والحطبة والسعال خصوصاً شراباً، يبرئ القروح وحرق النار طلاءً، اوراقه تخلص الجسم من السموم إذا اخذت شراباً، وثماره بالخل تبرىء من الشقوق، وإذا اضيف إلى ذلك ورق الخوخ اخرج الدود حياً عن تجربة.

@ وماذا قال عنه الطب الحديث؟
– يعتبر التوت مفيداً جداً في حالات فقر الدم وأورام الحلق واللثة، وله تأثيرات فعالة في خفض درجة الحرارة وفي حالات الحميات والحصبة، كما انه يفيد في حالات العطش، ويستخدم عصير التوت في المجال الطبي لاضافته مع الأدوية بغرض التلوين وتحسين الطعم. وقد اتضح في السنوات الأخيرة ان جذور التوت لها خواص مسهلة للمعدة والأمعاء وطاردة للديدان، ويعمل أيضاً على خفض نسبة السكر في الدم والبول وهو بذلك مفيد لحالات ارتفاع نسبة السكر في الدم وأمراض الكبد وحالات السعال والحصبة.
وهناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية..
الاستعمالات الداخلية:
– يستخدم عصير التوت كغرغرة وشراب ثلاث مرات في اليوم لحالات الحميات والتهاب الحنجرة والحصبة.
– يشرب مغلي جذور التوت بمعدل كوب واحد يومياً على الريق صباحاً، وذلك لعلاج حالات الاسهال وطرد الديدان المعوية.
– يستخدم مغلي الازهار والأوراق الطازجة وأيضاً تؤكل الثمار طازجة لتأثيرها المطهر، وذلك لعلاج التهابات الفم والأمعاء والاضطرابات الهضمية.
– تؤكل الثمار طازجة وتشرب أيضاً كعصير ثلاث مرات يومياً لعلاج الضعف الجنسي ومرض السكر.
الاستعمالات الخارجية:
يستخدم التوت الطازج بعد هرسه على هيئة قناع للوجه لمدة ما بين 20إلى 30دقيقة ثم يزال بعد ذلك بالماء الفاتر ويغسل الوجه بماء الورد وتكرر هذه العملية مرتين أسبوعياً، أي كل ثلاثة أيام. هذه الوصفة لعلاج حب الشباب وتطهير وتنعيم البشرة. قامت كثير من المصانع بتحضير عصير التوت المركز الذي يستخدم على نطاق واسع وبالأخص في شهر رمضان المبارك وهو من العصيرات المفضلة لدى الشباب والأطفال.

وأظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة (التغذية والسرطان) الطبية في الولايات المتحدة, أن التوت الأسود من نوع “راسبيري”, يمثل سلاحا فعالا في الحرب على سرطان الأمعاء والقولون الذي يعتبر ثاني أسباب الوفاة السرطانية وسط الأميركيين.

واكتشف الباحثون في جامعة أوهايو الأميركية, بعد مقارنة النشاط المضاد للأ**دة لتوت “راسبيري” , مع ذلك الموجود في الفراولة والعلّيق “بلوبيري”, وهي الثمار التي يعتقد أنها تحتوي على أعلى نسبة من مضادات الأ**دة, أن ثمار التوت الأسود “راسبيري” تتمتع بنسبة أعلى من النشاط المضاد للأ**دة بحوالي 40% من ثمار التوت الأخرى.

ولاختبار آثار هذه الثمار في الوقاية من السرطان, قام الباحثون بحقن عدد من الفئران بمادة مسرطنة تسبب أورام القولون, ثم تقسيم هذه الحيوانات بعد أربعة أسابيع إلى أربع مجموعات تم إطعامها أغذية مخلوطة أما بـ 2.5 أو 5 أو 10% من ثمار توت راسبيري الأسود, أو إطعامها غذاء عاديا دون الثمار, ومقارنتها مع مجموعتين من الفئران لم يتم حقنها بالمادة المسرطنة بحيث أطعمت الأولى غذاء يحتوي على 5% من التوت أو لا يحتوي على أي من هذه الثمار مطلقا.

ووجد الباحثون أن جميع الفئران التي حقنت بالمسرطن أصيبت بآفات وأورام خبيثة, ولكن المجموعة التي أكلت أكثر كمية وأعلى تركيز من التوت, أظهرت عددا أقل من الأورام, حيث قلت بنسبة 80%.

ولاحظ هؤلاء الباحثون وجود انكماش أيضا في حجم الأورام في الحيوانات التي استهلكت أعلى مقدار من التوت الأسود إلى جانب انخفاض ملحوظ في إنتاج الشوارد الأ**جينية الحرة التي تلعب دورا مهما في ظهور السرطان.

وفي جميع الحالات, تبيّن للباحثين أنه كلما كانت الكمية المستهلكة من توت راسبيري الأسود أكبر, كان التراجع السرطاني أكثر, الأمر الذي يشير إلى أن التوت يقضي على الجزيئات الضارة في الجسم ويمنعها من تدمير الخلايا والأنسجة.









ضيف على مائدة الافطار



من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.