ماهو فارق الجودة بين السينما الرقمية والتقليدية ؟؟

فيما يتعلق بصنع الأفلام رقمياً , فإنك – ببساطة – تستطيع أن تصنع فيلماً رقمياً بشرط أن تمتلك ثلاث أشياء , كاميرا فيديو رقمية سعرها يقارب الـ 2200 ريال سعودي تجدها في معظم الوكالات المعروفة مثل سوني و جي في سي و باناسونيك تكون مزودة بسلك USB + كمبيوتر شخصي + برنامج تحرير فيديو من البرامج المعروفة مثل ( Premiere ) .. لكن أول تساؤل سيخطر على ذهنك هو : هل سيكون الفيلم الذي أصوره بالجودة التي نراها في أفلام هوليوود ؟ .. والإجابة ستكون قطعاً لا .. أي شخص عادي سيلاحظ أن الفيلم المصور بكاميرا فيديو مثل هذه يختلف تماماً عن ذلك المصور بكاميرا سينمائية , وأنه يشبه تصوير الكاميرات المنزلية العادية ولا يختلف عن صورة البرامج التلفزيونية .. والأسباب لهذا الاختلاف كثيرة أهمها الألوان , كاميرات الفيديو الرقمية الرخيصة تختلف في تعاملها مع عمق الألوان وتركيزها ومجالها عن الكاميرات السينمائية .. كما أن هنالك سبباً مهماً قد لا يعلمه الكثير وهو أن كاميرا الفيديو تسجل بمعدل أسرع من الكاميرا السينمائية , إذ يبلغ معدل سرعة التسجيل 30 كادراً فـــي الثـــــانية

( ليس لجميع الماركات ) , بينما الكاميرات السينمائية – كما ذكرنا – تسجل بمعدل 24 كادراً وهو فرق كبير يجعل من الصورة السينمائية تبدو بطيئة مقارنة بكاميرات الفيديو .. إضافة إلى هذه الاختلافات , هنالك اختلاف تقني يتعذر ذكره هنا وهو خاص بأهل الاختصاص , لكنه ببساطة متعلق بتعامل كاميرا الفيديو العادية مع الحقل الذي تصوره , فهي تجري عمليات معينة على الصور من أجل  ان تتماشى لاحقاً مع نظام العرض التلفزيوني , وهذا يسبب اختلافاً عن صورة الكاميرا السينمائية والتي لا تفعل ذلك لأن صورتها لا تعرض على التلفاز بل على شاشة السينما ..

كل هذه الفروقات تساهم في وجود هذا الاختلاف الواضح بين الكاميرا السينمائية والكاميرا الرقمية العادية .. لكن هذا لا يعني أن الكاميرا الرقمية لا تستطيع بلوغ جودة الكاميرا السينمائية .. ولتحقيق ذلك يلجأ المخرجون الكبار إلى استخدام كاميرات رقمية أعقد من تلك الكاميرات البسيطة الموجودة في الأسواق , وهي تكلف أموالاً أكبر بدون شك لكن لا تصل إلى الأسعار الخيالية لكاميرات هوليوود .. فجورج لوكاس استخدم كاميرا رقمية احترافية من نوع ( Sony HDW-F900 HDCAM ) مع عدسات من نــــــــوع

( Panavision ) بعيدة المدى , هذه الكاميرا تصور كما تصور الكاميرات السينمائية الكبيرة تقريباً .. لهذا فإن من يبحث عن كاميرا رخيصة تؤدي ما تؤديه الكاميرات السينمائية التقليدية فهو لن يجد ضالته , ولا حل له سوى أن يبحث عن كاميرات رقمية ذات سعر مرتفع .. والسؤال المهم الآن : لماذا لا تستطيع الكاميرا الرقمية الرخيصة الإتيان بجودة كاميرا رقمية كالتي جاء بها لوكاس ؟؟ .. والإجابة على هذا السؤال تجعلنا نلتفت إلى سبب انخفاض القيمة , وفي الحقيقة فإن الفرق يتعلق بقدرة الكاميرا على تحويل الضوء الموجود في حقلها إلى إشارات رقمية ..كاميرا مثل التي استخدت في حرب النجوم تلتقط في الصورة الواحدة ( 1920 × 1080 ) بيكسل أي ما مجموعه يزيد عن المليوني إشارة رقمية .. بينما كاميرا رخيصة كالتي في الأسواق ستجد أنها تبلغ ما يقارب الـ 800 ألف بيكسل فقط .. هذا الفارق – بالإضافة إلى فارق سرعة التسجيل في الثانية الواحدة – هو ما يجعل الكاميرات الرخيصة تختلف في جودتها عن جودة الصورة التي نراها في الأفلام .. وبهذه المناسبة يجدر بي توضيح نقطة هنا , كاميرا سوني ( HDW F900 ) والإعلان عن اسمها لا يعني في الحقيقة أنها الأفضل , بل هي مجرد مثال للكاميرا الرقمية الصالحة للتصوير السينمائي .. هنالك كاميرات تضاهيها بل تفوقها دقة مثل كاميرا ( Origin ) المصممة خصيصاً للتصوير السينمائي والتي تلتقط بمعدل ( 4000 × 2000 ) بيكسل , أي ما يبلغ أربعة أضعاف دقة كاميرا سوني , لكنها تؤجر بثمن باهظ ..

 

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.