فنون مسرحية » النص المسرحى

الدراماتورج

 

ترتبط وظيفة الدراماتورج بشكل أساسي بعملية البحث والتطوير.وتعود وظيفة الدراماتورج بمفهومها الحديث إلى “جوتلد ابراهام ليسنج” الكاتب المسرحي الذي عاش بألمانيا في القرن الثامن عشر،حيث كانت مهمة الدراماتورج تتمثل في تصنيف النوعيات المختلفة من النصوص المسرحية،ومناقشتها ودراسة العلائق التي تربط بين هذه النوعيات المختلفة، و كذا الأساليب المتنوعة لكتابتها.

وتختلف مهام الدراماتورج من فرقة إلى أخرى.ومع ذلك فإنها تتضمن في أغلب الأحوال،اختيار الممثلين ،اختيار النصوص المسرحية التي تقدم على مدار الموسم المسرحي بحيث يكون هناك اتساق فيما بينها،مساعدة الكتاب المقيمين أو الزائرين في تحرير النصوص الجديدة،تصميم البرامج التدريبية والتعليمية،وأيضا مساعدة المخرج في البروفات،وفي بعض الأحيان يقوم الدراماتورج بدور المؤلف في حالة تغيبه لسبب أو لآخر.

ففي بريطانيا،يكون الدراماتورج في -أغلب الأحوال- هو كاتب النص المسرحي.أما في الولايات المتحدة-الذي ظلت فيها هذه الوظيفة غير شائعة حتى وقت قريب نسبيا- فقد زادت  أهمية هذه الوظيفة،وبشكل خاص في الفرق المسرحية التي تعتمد على النصوص الجديدة.

وعادة ما يقوم الدراماتورج بعمل أبحاث تتناول النواحي التاريخية والاجتماعية والفترات الزمنية والأماكن التي تقع فيها أحداث المسرحية التي وقع اختيار الفرقة عليها،وذلك لمساعدة المؤلف والمخرج وجميع مصممي العرض في تقديم العمل المسرحي بأفضل صورة ممكنة.

ومن ناحية أخرى،فإن الدراماتورج يتولى مسئولية البحث عن النصوص الجيدة المكتوبة بلغات أجنبية،ويترجم ما يصلح منها للتقديم على خشبة المسرح،ويتولى أيضا مسئولية الظهور في وسائل الإعلام المختلفة بهدف الترويج للعروض.

ومع تدخل الدراماتورج بشدة في جميع مراحل اختيار العرض المسرحي،إنتاجه،وتمثيله،إلا إن الدراماتورج يظل مستقلا،ومحتفظا لنفسه بعين نقدية لكل أنشطة الفرقة،ساعيا إلى تطويرها،وتحقيق أفضل وضع ممكن لها.

أما عن تعريف كلمة “دراماتورج” ،فإنها وفقا لقاموس التراث الأمريكي تعني:

فن المسرح،ولاسيما كتابة المسرحية

هذا التعريف الغامض لمصطلح واسع شديد الاتساع يجعلنا نتساءل عن:

أولا: المهارات التي يجب توافرها في الدراماتورج

ثانيا:الدور أو الوظيفة التي يقوم بها الدراماتورج

أولا: المهارات

يجب أن يكون الدراماتورج:

-ملما بالمعلومات والمعارف التاريخية والثقافية

-باحثا كفء وصاحب موهبة في الكتابة

-صبورا،موضوعيا،ودقيق الملاحظة

-لديه مهارات تحليل البناء المسرحي

-لديه مهارات اتصال عالية

-لديه قدرة على العمل ضمن فريق

وكما أنه لا توجد طريقة مثلى يتبعها كل الممثلين،فإنه أيضا لا توجد طريقة مثلى يتبعها كل الدراماتورج.وإنما يوجد قدرات،توقعات ومفاهيم. ويجب على الدراماتورج أن يبذل كل ما بوسعه لتوفير المعلومات التي يحتاجها فريق العمل دون أن يشغلهم بكل التفاصيل والملاحظات.

ويمكن القول إن مفتاح نجاح الدراماتورج يكمن في فهم النص جيدا،وتحليل ما يحتاجه الجمهور من معلومات أو رسائل من خلال النص المسرحي.

أما عن دور أو وظيفة الدراماتورج ،فإنه ينقسم إلى مرحلتين:

-ما قبل البروفات

-البروفات والعرض.

-ما قبل البروفات:

-عمل قائمة بالمفردات والعبارات والإشارات التي يتضمنها العرض،وتوضيح الغامض منها.

-الكشف عن معاني أسماء الشخصيات،وتوفير المعلومات عن الشخصيات الحقيقة أو والتاريخية.

-التواصل مع المؤلف –قدر الإمكان- ووضع خط زمني ومكاني لأحداث المسرحية،ومراعاة أن يتسق ذلك مع ديكورات المسرحية.

-عمل الترجمات المطلوبة.

-كتابة سيرة ذاتية مفصلة لمؤلف المسرحية.

-إعداد وتوفير المعلومات عن فريق العمل.

البروفات والعرض:

-الجلوس بجوار المخرج بغرض الإجابة على التساؤلات ،أو وطرح تساؤلات.

-ملاحظة أن يكون هناك اتساق في الشخصيات وفي العمل ككل.

-كتابة كل الملاحظات.

-الاستعداد للإجابة على أي سؤال ،وكل سؤال.

 

المصدر: ترجمة رحاب الخياط

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.